فيما يمكن اعتباره الفرصة الأخيرة لإقناع الناخبين، يواجه ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى وزعيم حزب المحافظين كلا من إيد ميليباند زعيم حزب العمال ،ونيك كليج زعيم الأحرار الديمقراطيين الشريك فى الائتلاف الحكومى ، فى مناظرة أخيرة حول برامجهم الانتخابية، وذلك قبل 7 أيام من الانتخابات البرلمانية فى بريطانيا، وتؤكد أحدث استطلاعات الرأى أن نحو 10 ملايين ناخب لم يحددوا حتى الآن لأى حزب سيصوتون.وأشار استطلاع أجراه مركز "كوم ريس" لقياس الرأى العام إلى أن 40 ٪ من الناخبين ما زالوا يجدون صعوبة فى تحديد من سيصوتون له حتى الآن، موضحا أن هذا العدد الكبير من الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم يجعل هذه الانتخابات "الأكثر صعوبة للتنبؤ بنتائجها منذ أجيال"، وفى بداية المناظرة، يتلقى كل من زعماء الأحزاب الثلاثة أسئلة الحضور لمدة نصف ساعة، وفى إطار القواعد المتبعة، لم يتم اطلاع أى منهم على الأسئلة التى دارت أغلبها حول الاقتصاد والعجز فى الميزانية، وبرنامج الرعاية الصحية، والهجرة، والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي.
وأعرب كاميرون فى حديث لصحيفة "الجارديان" البريطانية أمس عن ثقته فى أن حزبه سيتمكن من تشكيل الحكومة المقبلة، موضحا أن تردد الناخبين فى دعم حزب بعينه بشكل واضح حتى هذه اللحظة "يعود إلى حاجة الناخبين إلى التفكير بإمعان بعد معاناة سبع سنوات بسبب الانكماش الاقتصادي".
وتأتى ثقة كاميرون فى قدرة حزبه على تشكيل الحكومة المقبلة وسط مصاعب تلوح فى الأفق بينه وبين شريكه فى الائتلاف الحكومي، حزب الأحرار الديمقراطيين، فقد أكد دانى الكسندر نائب وزير الخزانة البريطانية، وعضو الأحرار الديمقراطيين، أن حزب المحافظين كان يعتزم استقطاع نحو 8 مليارات جنيه استرلينى من ميزانية 2012 مخصصة للضمان الاجتماعي، ومن بينها إعانات الأطفال والإعفاءات الضريبية للأسر التى لديها أطفال، وأوضح الكسندر أن الأحرار الديمقراطيين رفضوا هذا المقترح آنذاك، محذرا من أنه إذا شكل المحافظون الحكومة المقبلة، فإنهم سيتجهون على الأرجح لتنفيذ تلك الاستقطاعات لسد العجز فى الميزانية، وهاجم حزب المحافظين تسريبات الكسندر واصفا إياها بأنها "محاولات يائسة" من الأحرار الديمقراطيين، ومشددا على أن تلك المقترحات "لم تكن أبدا سياستنا".
وذكرت مصادر سياسية من داخل حزب الأحرار الديمقراطيين أن زعيمه نيك كليج سيواجه معارضة قوية من داخل حزبه إذا سعى إلى حكومة ائتلافية ثانية مع المحافظين، وكان لافتا أن كليج قال أمس إنه بعد إجراء الانتخابات "من الأفضل أن يأخذ كل حزب بعض الوقت كى يفكر بإمعان فى الإئتلاف الحكومى المقبل" فى ضوء مجريات الأسابيع القليلة الماضية.
وواصل زعماء باقى الأحزاب جولاتهم الانتخابية، فتوجه زعيم حزب "استقلال بريطانيا" نايجل فاراج إلى برمنجهام، ونيكولا ستيرجيون زعيمة حزب القوميين الأسكتلنديين إلى جلاسكو، وليان وود زعيمة الحزب القومى الويلزى إلى كارديف لحضور جلسات "سؤال -جواب" حول برامجهم الإنتخابية.
ومن ناحيتها، قالت ناتالى بينيت زعيمة "حزب الخضر" إن حزبها سيدعم حكومة أقلية بزعامة العمال، إذا حققوا الفوز فى الانتخابات المقبلة، موضحة أن حزبها سيصوت مع العمال فى البرلمان على أساس "قضية -قضية"، مشيرة إلى ان الحزب يحاول بهذا الموقف "منع المحافظين من العودة للسلطة".
إلى ذلك أعلنت صحيفة "ذى صن" الانجليزية دعمها للمحافظين فى الانتخابات المقبلة، موضحة أن المحافظين "سيحافظون على انتعاش الاقتصاد البريطاني، وسيمنعون الحزب القومى الاسكتلندى من أن يدير المملكة المتحدة، وسيضمنون الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي".
أما النسخة الاسكتلندية من "ذى صن" فأعلنت دعمها للحزب القومى الاسكتلندى لأنه "سيقاتل من أجل مصالح اسكتلندا فى ويستمنستر". وليس هناك تناقض جوهرى فى دعم "ذى صن" الانجليزية للمحافظين ودعم "ذى صن" الاسكتلندية للقوميين الاسكتلنديين، فكل صوت يخسره حزب العمال فى اسكتلندا أمام القوميين الاسكتلنديين يعزز حظوظ المحافظين فى تشكيل الحكومة البريطانية المقبلة.