انطلقت في بريطانيا الحملات الدعائية لما يعتبرها مراقبون «الانتخابات الأشد تنافسا في الذاكرة» وذلك مع تصاعد المشاعر المناهضة لأوروبا وظهور المشاعر القومية الاسكتلندية. وبحسب تقرير لرويتز فإن البريطانيين الذين اعتادوا مشاهدة حزبين يتبادلان السلطة علي مدي أجيال قد يرون في الحملات الجارية ما لا يقل عن خمسة أحزاب تتنافس علي دور في حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي ستجري في السابع من مايو القادم. وأظهرت استطلاعات الرأي ان أكثر من ثلث الناخبين يبتعدون الآن عن الحزبين الكبيرين؛ المحافظين والعمال, واللذين لم يحقق اي منهما فوزا حاسما في الانتخابات الأخيرة عام 2010, وذلك للمرة الأولي منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد مرور خمس سنوات أصبح حزب المحافظين اليميني الذي يتزعمه «ديفيد كاميرون» منقسما بشأن أوروبا بينما حزب العمال اليساري يعاني من شكوك بشأن قدرات «إد ميليباند» زعيم الحزب. ويعاني حزب الديمقراطيين الاحرار الشريك الاصغر في الحكومة الائتلافية بزعامة «نيك كليج» نائب كاميرون - من القدر الاكبر من المشاكل. ومحنة الزعماء الرئيسيين تعني ان أيا من كان الفائز فانه سيحتاج إلي دعم حزبين آخرين لتشكيل حكومة وهذا الترتيب قد يثبت انه ضعيف بدرجة تحتاج عندها بريطانيا إلي اجراء انتخابات اخري في الاجل القصير. من ناحية اخري فإن صعود حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الاوروبي إلي المركز الاول في انتخابات البرلمان الاوروبي في بريطانيا وفوزه بأول مقعدين في البرلمان البريطاني يضر بصفة أساسية بكاميرون. ويتجه الحزب القومي الاسكتلندي رغم خسارته في الاستفتاء علي الاستقلال إلي الفوز بعشرات المقاعد الاسكتلندية التي كان يعتقد انها مضمونة لحزب العمال.