لأن سيناء هي البوابة الشرقية لمصر، لذا فقد كانت دائما ومنذ فجر التاريخ مسرحا وميدانا لكل الحروب والغزوات التي استهدفت مصر منذ الفراعنة الأوائل ثم الرومان والإغريق وما بعدهما من المغول والتتار وصولا إلي العدوان الثلاثي في 1956، ثم نكسة 1967، التي استطاع جيش مصر البطل محو آثارها في انتصار 1973، وما تلاه من تحرير سيناء وعودتها إلي حضن الوطن الأم. وفي هذا الإطار تؤكد لنا جميع وقائع وأحداث التاريخ القديم والمعاصر، ان سيناء كانت وستظل دائما هي المدخل والمعبر لمصر، وهي الطريق والمنفذ الذي لابد أن يمر منه من يريد مصر بسوء ويسعي للوصول إلي قلب الوطن، حيث وادي النيل المنبسط حاملا الجسد المصري كله من الدلتا إلي الصعيد. وعادة بل دائما كانت سيناء هي المسرح والمكان المختار، التي تحتمه الطبيعة الجغرافية والسياسية لملاقاة الأعداء والتصدي لهم، قبل أن ينفذوا إلي الوادي المنبسط حيث الجسد المصري كله، لذا فقد كانت وستظل خط الدفاع الأول عن الوطن الأم. ولذلك فإنها تعيش هذه الأيام حربا مقدسة ضد جماعات الإرهاب، وعصابات وفلول الإجرام والقتل والتخريب والتكفير، الساعية لنشر الفوضي والعنف في ربوع البلاد، وتحاول بكل الخسة هز الاستقرار في مصر، في إطار خطة شيطانية لاسقاط الدولة وفتح الطريق لإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد، لصالح القوي العظمي وما تضمره من مخططات للمنطقة يصعب بل يستحيل تنفيذها دون سقوط مصر. وإذا كنا قد احتفلنا أول أمس بعيد تحرير سيناء الذي تحقق في الخامس والعشرين من ابريل 1982، أي منذ ثلاثة وثلاثين عاما،...، فإن احتفالنا الحقيقي بعودة سيناء يجب أن يكون في اليوم الذي ندحر فيه قوي الشر والظلام والإرهاب التي نواجهها اليوم في سيناء الحبيبة، وفي اللحظة التي نستطيع بعون الله وقوة وصلابة أبنائنا الابطال في القوات المسلحة واجهزة الأمن والشرطة، الذين يخوضون الآن حربا مقدسة لحماية مصر وشعبها من الانتصار علي قوي الضلال والخراب وجماعات الإرهاب الأسود. وهذا الاحتفال سيتكمل بإذن الله وعونه حينما يتم تنفيذ الخطة القومية لتعمير سيناء، وتصبح واقعا قائما علي الأرض.