بعد أن انتقل العمال بمظاهراتهم واعتصامهم إلي رصيف البرلمان.. وفي مواجهة مقر الحكومة الذكية.. متي يستجيب المسئولون لمطالبهم التي فجرتها احتجاجاتهم المتوالية.! أشهرها الآن احتجاجات النيل للأقطان والنوبارية وطنطا للكتان.. وآخرها عمال امونيستو.. وأصبحت السلاح الوحيد الذي يستخدمه العمال في محاولة لاسترجاع حقوقهم المسلوبة.. مادام المسئولون يتعاملون معهم بالمسكنات فقط.. فتهدأ الامور فترة ثم تعاود الاشتعال مرة أخري.! هناك غياب واضح لدور اتحاد العمال ونقاباته.. وتجاهل من وزارة القوي العاملة وأجهزتها في مواجهة تحكم وسطوة أصحاب الأعمال والمستثمرين وألاعيبهم المستمرة من تجميد المرتبات والتلاعب في صرف الأرباح والحوافز التي أقرها القانون لهم.. إلي الفصل والنقل التعسفي والتسريح غير القانوني في المصانع والشركات.! هذا الوضع يدعوني إلي التساؤل.. هل عقود البيع التي وقعتها وزارة الاستثمار مع المشترين للشركات سواء قطاعا خاصا مصريا أو عربيا أو غيره لا تتضمن بنودا صريحة وواضحة ومحددة بحقوق العمال والتزامات المشترين تجاههم وفقا لقوانين العمل.؟! هل كان هناك تمثيل لاتحاد العمال ووزارة القوي العاملة في مناقشة وإعداد عقود البيع للحفاظ علي حقوق العاملين.. أم انهم كانوا غائبين في البداية والنهاية.؟! أكبر الدول التي تطبق نظام الخصخصة واقتصاد السوق أو الحر.. لم تفتح أنظمة اقتصادها بلا حدود.. أو قيود.. بل هناك قوانين صارمة وإجراءات عنيفة تحكم مساره.. وتفرض عقوبات وغرامات باهظة علي أي انحراف أو مخالفة تضر بالمصلحة العامة.! وفي نفس الوقت فإن تلك الدول الكبري تحمي حقوق العمال أيضا من تجاوز وسطوة أصحاب الأعمال وذلك من خلال لجان قوية تحافظ علي حقوق كل الأطراف.. والأهم أنه في حالة الفصل من العمل هناك »إعانة بطالة« تعادل حوالي 07٪ من الراتب الذي كان يتقاضاه العامل يصرف له شهريا حتي لا يتسول مصروفات أسرته.. ويتم أيضا مساعدته في ايجاد عمل بديل أو وظيفة أخري في أقرب وقت. عباقرة الخصخصة في بلدنا فتحوا أبواب السوق الحر.. وتجاهلوا قيودها وضوابطها.. فكانت فوضي الأسعار والاحتكار.. وآخرها مشاكل العمال التي تفجرت في وجه الجميع.. ولم تعد المسكنات تصلح كدواء لها.. لأن الأمر يحتاج إلي العلاج من الجذور.. وتصحيح الرؤية والتوجه والاتجاهات وتصويب المسار كله.! للأسف يبدو ان وزيرة القوي العاملة قد »بح صوتها« مع وزارة الاستثمار التي تتعامل مع مصالح أصحاب الاعمال من المستثمرين فقط.. ولذا قررت ترك المشكلة تنفجر في وجه الآخرين.. واهتمت بالسفر والتجوال حول العالم.. زارت شماله وجنوبه.. وشرقه وغربه.. رغم انها قبل توليها المنصب الرفيع كانت واحدة من هؤلاء العمال الذين صعدوها وانتخبوها ممثلة لهم في النقابات العمالية.. حتي أوصلوها لمقعد مجلس الشوري ثم الوزارة.!