مشكلتي غريبة سيدتي، ربما يمنعني من البوح بها الحرج، أو الكبرياء.. لا أريد أن أبدو ضعيفة منهزمة أمام أحد، لكنني قررت أن أشكو علّي أجد الرد المناسب.. وهكذا تبدأ القصة.. أنا فتاة في العشرين من عمري، مشكلتي ببساطة تتمثل في أنني أمتلك جسد رجل! نعم.. جسدي مفتول العضلات كثير الشعر، لا تكادي تلاحظين به أية تفاصيل أنثوية، فقد تأخر تشكله إلي الهيئة النسائية كثيرا، كما أن نضجي الجنسي يعاني اضطرابا شديدا بسبب خلل هرموني.. زرت أطباء كثرا، لكن العلاج يحتاج لسنوات قبل أن يظهر تأثيره. بطريقة ما قادني هذا إلي الفشل في دراستي، فأنا لا أجرؤ علي الحلم بعمل في مكان متميز حتي لو كانت إمكاناتي العقلية تسمح بذلك، وطبعا لا يمكن أن احظي بالزوج الذي تحلم به كل الفتيات.. أشعر -سيدتي- أنني شجرة خبيثة يحسن اجتثاثها. وصلت إلي أقصي حد من حدود الاحباط واليأس، فجسدي ثقيل عليّ.. يمثل لي أغلالا وأشواكا.. أريد أن أتخلص منه.. كيف؟ لا أعرف! سيدتي.. أظن أنك تتخيلين كم هو قاس ذلك الشعور، كيف أقوي في يوم من الأيام أن أشارك رجلا الفراش، أنا التي أخجل من التعري أمام نفسي! ورغم ذلك عشت حبا أسطوريا منذ كنت طفلة، لكن لا داعي طبعا لأن أقول إنه حب من طرف واحد، لأنني لم أبح به لأحد، كنت أري حبيبي يكبر يوما بعد يوم، وأنا أتراجع نفسيا وأنثويا، حتي تزوج أمام عيني وأنا لا أقوي حتي علي نطق كلمة »أحبك« له.. كنت أحس أن غابات من الأشواك تفصل بيني وبينه. أشعر أن هناك هوة سحيقة تفصل بين روحي وجسدي، فكلاهما لا يفهم الآخر علي الإطلاق.. روحي طموحة متحررة، لكن جسدي مكبل يكبح روحي ويقهرها، ويمنعها من الوصول إلي ما تريد. لقد جرفني تيار اليأس لأين لا أعرف، لكنني لا أري سوي ظلمات، حتي صرت أعيش كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، ربما لا يوجد حل لمشكلتي، لكن هل هناك ما قد يخفف عن نفسي معاناتها ولو بقدر قليل؟ هذا هو سؤالي. الميتة »ل« الكاتبة: اعترف أن مشكلتك من أقسي المشكلات التي قرأتها، لانني أدرك مشاعر فتاة بروح ولا جسد، وان هذه المشكلة تقف عائقا وحائلا بينك وبين الحياة كلها، ولا استطيع ان أقول لك ان تنظري إلي الجزء الملآن من الكوب، لكن كل ما أنصحك به أن تدافعي عن انوثتك بكل ما آتاك الله من قوة وصبر. أن تلجيء إلي كل الطرق التي تجعل منك أنثي كاملة روحا وجسدا، حتي لو طال العلاج وأخذ سنوات، تمسكي به وحافظي علي كل ما يجعلك أنثي، ولا تشغلي عقلك بالماضي بل تطلعي إلي المستقبل، لأن ما فات قد فات. لا تجعلي اليأس يتمكن منك وثقي ان هناك الكثيرات ممن يعانين مثل حالتك فانت لست الوحيدة في العالم المصابة بهذا الخلل في الهرمونات، لكن هناك فرقا كبيراً بين من ترك نفسه وحلمه تتقاذفه تيارات الحياة، وبين من وقف صلبا أمامها.. ولو لسنوات -مهما طالت- فلحظة واحدة تشعرين فيها بأنك أنثي مكتملة تساوي عمرا بأكمله.. إلجئي الي العلاج الآن فهو طريقك الوحيد.