عبدالقادر شهيب في ذات الوقت الذي زرع فيه الإخوان الشحنات المتفجرة يومياً في مناطق شتي داخل البلاد، فإنهم يقذفوننا يومياً أيضاً بالشائعات المسمومة.. وشائعاتهم أخطر من متفجراتهم.. فإذا كانت المتفجرات تدمر وتخرب وتحرق وتقتل وتصيب إلا أنها مع كثرتها لا تثير الفزع ولا تروع المصريين ولا تنال من إرادتنا للمضي قدماً في طريق المستقبل.. أما الشائعات فإنها تثير ارتباك وقلق الرأي العام مما يهدد تماسكنا الوطني في وقت نخوض فيه حرباً ضارية ضد إرهاب يلقي دعماً اقليمياً ودولياً. ونحن للأسف أهل الصحافة والإعلام نساعد الإخوان في الترويج لشائعاتهم، رغم أن قراءة أو سماع هذه الشائعات بتمهل وبعض العقل سيجعلنا نكتشف بسهولة وفوراً أنها شائعات «فشنك» أو غير قابلة للتصديق.. إلا أننا للأسف الشديد نذيعها ونتحدث عنها وندير نقاشاً حولها وكأنها صحيحة! وآخر هذه الشائعات التي أطلقها الإخوان تتحدث عن مفاوضات يدعون أنها تتم الآن في داخل السجن مع القيادي الإخواني د. سعد الكتاتني رئيس حزبهم المنحل «الحرية والعدالة» للتوصل إلي صلح أو تسوية سياسية مع جماعته، وذلك تلبية لرغبة المملكة العربية السعودية التي تطالب مصر بهذه المصالحة مع الإخوان، ومع تركيا أيضاً! والغش والتدليس والكذب سافر وفج في هذه الشائعة الإخوانية الجديدة، ومع ذلك لم يتنبه لها من تناقلوا أو رددوا هذه الشائعة حتي بحسن نية، أو من تحدثوا عنها من قبيل الاستفسار، وكأن الأمر يحتاج لاستفسار من أحد؟!.. فلم يسأل أحد نفسه من هؤلاء كيف يطلب الملك سلمان من الرئيس السيسي كما تدعي الشائعة التصالح مع الإخوان وبلاده «المملكة العربية السعودية» تعتبر هذه الجماعة بقرار ملكي جماعة إرهابية مثلها كتنظيم القاعدة وتنظيم داعش؟.. هل هذا يستقيم بالله عليكم؟.. ثم ألم يقرأ هؤلاء أيضاً تصريحات الرئيس التركي أردوغان التي أدلي بها عقب عودته من الرياض ولقائه مع الملك سلمان وقال فيها إن خلافنا الوحيد مع السعودية هو مصر، وأن خادم الحرمين طلب منه تحسين علاقة بلاده بها، وليس العكس كما يدعي أصحاب هذه الشائعة! ثم إذا كانت الحكومة تبغي أن تتفاوض مع الإخوان، وهو غير صحيح، فهل ستذهب إلي سعد الكتاتني في السجن وهي تعرف أنه ليس بصاحب قرار في الجماعة، رغم أنه عضو قيادي فيها وكان رئيس حزبها.. فالقرار في يد خيرت الشاطر الموجود في السجن، ومحمود عزت الهارب في الخارج.. والجميع يعرف أن الشاطر يصر علي استمرار الجماعة في ممارسة العنف وعلي نطاق واسع، ليس ضد الشرطة أو الجيش فقط، وإنما ضد الشعب المصري كله انتقاماً منه لأنه انتفض ضدهم وأطاح بهم من الحكم بسبب استبدادهم وفاشيتهم. وهكذا.. الكذب واضح والتزوير بيّن في شائعات الإخوان.. ولذلك لا يجب أن نساعدهم في ترويجها ونشرها، حتي نسلبهم أحد أسلحتهم التي يحاربوننا بها مع شحنات المتفجرات.. وإذا كان التصدي لعمليات التفجير واجب الأمن فإن التصدي لشائعات الإخوان هو واجبنا نحن أهل الصحافة والإعلام.