كان من الممكن أن تمر الواقعة مرور الكرام لولا الفيس بوك الذي أذاع تسجيلا لواقعة مصرع ماكس فأصبحت في لحظات معدودة قضية رأي عام لو كنت مدرسا في كلية الاعلام قسم إذاعة وتليفزيون لسجلت حلقة العاشرة مساء التي قدمها وائل الابراشي مساء السبت الماضي لكي أعرضها علي تلاميذي في القسم يوميا متوسلا إليهم بألا يفعلوا مثل ذلك عندما يكبرون ويتخرجون ويدخلون في سوق العمل سواء معدين أو مخرجين أو مقدمي برامج تليفزيونية أو حتي إذاعية، الحلقة كانت عن ماكس أو آسف الاستاذ ماكس حتي لا يزداد وائل غضبا علي غضب ويضعني في خانة اليك كما وضع أهالي المتهمين بقتل ماكس،وماكس هذا حيوان، آسف مرة ثانية أقصد حيوان بس كويس..يوووه مش حيوان حيوان يعني لكن هو كائن لا يشبه الانسان لأنه وفي وجميل وله ديل ويطلق عليه الانسان علي سبيل الغيرة والافتراء والغطرسة لقب كلب، وهذا الكلب الذي هو الاستاذ ماكس ذاع صيته في الأيام الأخيرة بعد أن استخدمه صاحبه ليصفي خلافاته مع جيرانه فعقر بعضهم وأصاب البعض بإصابات خطيرة ولما استشعر صاحب ماكس حرج موقفه قرر أن يتخلي عنه ويبيعه عند أقرب ناصية، هانت العشرة ونسي الآدمي في لحظات مافعله له ماكس طيلة حياته فجاء به وربطه في الشارع ووجه له طعنة غادرة، ولكن طاشت الضربة فهاج الكلب وازداد صراخه وزمجرته وبات يهدد بمزيد من الضحايا فكان من الطبيعي أن يشترك كل أهل الشارع في التخلص منه. كان من الممكن أن تمر الواقعة مرور الكرام لولا الفيس بوك الذي أذاع تسجيلا لواقعة مصرع ماكس فأصبحت في لحظات معدودة قضية رأي عام حيث تم القبض علي المتهمين وكعادته في تناول قضايا الرأي العام استضاف وائل الابراشي ثلاثة من أهالي المتهمين بقتل ماكس ومعهم محام فجلست اتابع الحلقة فإذا بالابراشي يمارس مع ضيوفه نفس الفعلة التي يحاكم المتهمين بسببها حيث قام بربطهم بالميكروفونات في كراسي بجواره وأطلق العنان لكل من يريد المزايدة علي حقوق الحيوان أن يهاجم هؤلاء البسطاء الذين يظهرون علي الشاشة لأول مرة في حياتهم فإذا بالشعراء و(النشتاء)و(الحكوكيين) لا يترددون في توجيه كل أنواع الاهانات للضيوف تحت سمع وبصر وائل الذي لم يحم ضيوفه بل تركهم فريسة لكل متصل وكلما اعترضوا قال لهم وائل ساخرا: «ادوا المتصلين فرصة انتوا قاعدين معايا هنا في الاستديو وتبقوا تردوا براحتكوا» فتمادي المتصلون فمنهم من اتهمهم بأنهم أخوان، رغم تأكيد أحدهم أنه فلول ولا فخر ومنهم من جادت عليه قريحته بقصيدة رثاء لماكس وسخرية من الضيوف ومنهم من قال أن المرحوم الكلب ماكس هو الرجل الوحيد الذي يعرف معني الرجولة وأن هؤلاء مجرمون ماكان علي وائل أن يستضيفهم من الأصل وهنا فك الضيوف قيودهم وخلعوا الميكروفونات وانسحبوا بعد أن فاض الكيل وكنت أتوقع انسحابهم قبل ذلك بكثير. لن أسأل وائل الابراشي والمتصلين به نفس السؤال الذي سأله الضيوف ولم يجبهم أحد صراحة: ماذا لوكنت مكان الضيوف وكان ماكس قد تعرض لابنك أو بنتك، لكني أقول لوائل ومتصليه أنني احييكم جميعا علي وقفتكم هذه لأن قتل حيوان بهذا الشكل لايقره أي دين وحرصكم علي أخذ حق ماكس من قاتليه لا يقدر بثمن وأتمني أن أراكم قبل أن أموت في حلقة لا تقل سخونة وحماسا لأخذ حقوق الشهداء الذين ماتوا ويموتون كل يوم منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن، ساعتها أعدك ياوائل بأن أدرس حلقاتك لتلاميذي لو كنت مدرسا في قسم الاذاعة والتليفزيون بكلية الاعلام!