في جلسة جمعتني مع بعض الأصدقاء من الزملاء الصحفيين دار الحديث عن نقباء الصحفيين الكبار الذين ساهموا بجهد كبير في بناء النقابة مهنيا وإعلاء شأنها. تذكرنا نقيب النقباء كامل زهيري ودفاعه دفاع المقاتلين عن النقابة وقد عاصرته شخصيا لمدة سنة كاملة يتحمل آلام المرض ويشارك في مفاوضات النقابة مع الحكومة بشأن قانون منع الحبس في قضايا الرأي. كان حضوره مؤثرا ففي لقاءات وفد النقابة الذي شرفت بأن كنت أحد أعضائه كان المسئولون يحتفون بالأستاذ كامل احتفاء يليق بقامة رفيعة المستوي وكان نقيب النقباء يصول ويجول في المفاوضات حتي تحقق للصحفيين ونقابتهم التي هي نقابة الدفاع عن الرأي، الهدف وتم منع الحبس في قضايا النشر. تكلمنا عن إبراهيم نافع النقيب العملاق الذي بني مبني النقابة الذي يفخر به الصحفيون ووفر به إمكانيات لم تكن موجودة من قبل وحافظ علي كرامة الصحفي وأعلي شأن المهنة وكان يفوز مكتسحا ولم يحدث أن خسر أي جولة والتف حوله الصحفيون من كل الاتجاهات فاستمر أطول فترة يمكن أن يقضيها نقيب للصحفيين وضرب رقما قياسيا. تحدثنا عن الكاتب المحترم مكرم محمد أحمد وقيمته المهنية والنقابية ورغم أن مكرم كان يرأس مؤسسة ضعيفة اقتصاديا إلا أنه بذل جهدا كبيرا لصالح المهنة وأعطي النقابة الكثير وفاز بجولات عديدة متبادلا المنصب مع إبراهيم نافع لصالح الصحافة والنقابة. تذكرنا وذكرنا كل ذلك وأكثر بمناسبة انتخابات النقابة الحالية ودار حوار بشأن تقهقر المهنة وتدهور حال النقابة وسعي المرشحين إلي كسب تأييد الناخبين من أعضاء النقابة الذين تضخم عددهم حتي اقترب في جدول المشتغلين إلي 8 آلاف عضو. رصد المشهد في انتخابات النقابة يثير الأسي لسيطرة أفراد من تيار معين علي النقابة وتوجيهها لصالحهم واستغلوا مواقعهم لتشكيل المجلس الأعلي للصحافة الذي بدوره اختار رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير وبالتالي تدور دوائر السلطة بين أفراد هذا التيار. الحوار مع أصدقائي انتهي إلي تنهيدة جماعية.. تتأسي علي حال النقابة وحال المؤسسات فالمقارنة بين الماضي والحالي ليست في صالح الحالي.