بدء عمليات الفرز بالإسكندرية بعد انتهاء التصويت في الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى    ماذا حدث في سوق الذهب العالمي والمحلي اليوم؟    وزير السياحة يعقد لقاءات مهنية مع منظمي الرحلات بالسوق الأمريكية    «سقطت سهوًا» | العراق يتراجع عن تصنيف حزب الله والحوثيين «إرهابيين»    بطولة إفريقيا لكرة السلة سيدات.. تعرف على مجموعة الأهلي    الأهلي طرابلس يفوز على أهلي بنغازي ويتوج بكأس ليبيا    من «ميت بشار» ل «السدرة».. التماسيح تغزو مياه النيل في الشرقية (صور)    إطلالة جذابة ل «داكوتا جونسون» بافتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025 | صور وفيديو    هيئة قصور الثقافة تنعى الشاعر الكبير فوزى خضر    دار الإفتاء تؤكِّد: «البِشْعَة» ممارسة محرَّمة شرعًا ومُنافية لمقاصد الشريعة    وزير الصحة: أمراض الجهاز التنفسي تتطلب مجهودا كبيرا والقيادة السياسية تضع الملف على رأس الأولويات الوطنية    مراسلة إكسترا نيوز: اشتعال المنافسة في الإسكندرية بين 16 مرشحا على 3 مقاعد    أحمد محمود يحصد ذهبية بطولة أبطال الجمهورية في الووشو كونغ فو    ما الحكمة من تناثر القصص القرآني داخل السور وعدم جمعها في موضع واحد؟.. خالد الجندي يوضح    الأقصر تشهد أضخم احتفالية لتكريم 1500 حافظ لكتاب الله بجنوب الصعيد    الإدارية العليا تغلق باب الطعون على نتيجة النواب بالمرحلة الثانية ب300 طعن في 48 ساعة    الوطنية للانتخابات: تسليم الحصر العددي لمن يطلب من المرشحين أو الوكلاء وليس للمندوب    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    بعد غد.. فصل التيار الكهربائي عن مناطق وقرى بالرياض في كفر الشيخ لمدة 5 ساعات    ننشر الجدول الزمنى للإجراءات الانتخابية بالدوائر الملغاة بانتخابات النواب    سوريا ضد قطر.. التعادل السلبي ينهى الشوط الأول بكأس العرب 2025    تحولات الدور التركى فى الساحل الإفريقى    البورصة تسجل قفزة في سوق الصفقات بقيادة شارم والخليج الإنجليزية    محافظ قنا ل إكسترا نيوز: غرفة عمليات لمتابعة الانتخابات على مدار الساعة    هنو يكرم خالد جلال «صانع النجوم»    محافظ الدقهلية يقدم العزاء في وفاة الحاجة «سبيلة» بميت العامل بمركز أجا| صور    تغيير ملاعب مباريات الأهلي والزمالك في كأس عاصمة مصر    بانوراما مصغرة ل«المتحف المصري الكبير» بإحدى مدارس كفر الزيات    الأزهر للفتوى يوضح: اللجوء إلى البشعة لإثبات الاتهام أو نفيه ممارسة جاهلية    توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الخارجية ومحافظة كفرالشيخ لإتاحة خدمات التصديقات داخل المحافظة| صور    حفل جوائز التميز الصحفى الإثنين |تكريم «الأخبار» عن تغطية افتتاح المتحف الكبير    دير شبيجل: ماكرون حذر زيلينسكي وميرتس من خيانة أمريكية    تأثير الموسيقى.. كيف تغير المزاج وتزيد التركيز؟    بيان من نادي كهرباء الإسماعيلية بسبب الشائعات بين المرشحين على مواقع التواصل    وفاة معلم أثناء طابور الصباح في القاهرة    ياسمين الخيام تكشف التفاصيل الكاملة لوصية والدها بشأن أعمال الخير    الكرملين: الهند شريك رئيسي لروسيا.. والعلاقات بين البلدين متعددة الأوجه    إجراءات التقديم لامتحان الشهادة الإعدادية 2026    تحويلات مرورية في القاهرة.. تعرف عليها    نائب رئيس الوزراء: القيادة السياسية تضع الملف الصحي على رأس الأولويات الوطنية    السفيرة الأمريكية بالقاهرة: نسعى لدعم وتوسيع الشراكة الاستراتيجية مع مصر    العمل" تُوفر 10 وظائف للشباب في" الصناعات البلاستيكية الدقيقة بالجيزة    الداخلية تضبط شخصا يوزع أموالا على الناخبين بطهطا    الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ياسر أبو شباب على يد مسلحين فى غزة    ثقافة الغربية تناقش كتابات نجيب محفوظ احتفالا بذكرى ميلاده    رئيس الوزراء يصدر 10 قرارات جديدة اليوم    أبو الغيط: جائزة التميز الحكومي رافعة أساسية للتطوير وتحسين جودة حياة المواطن العربي    الطقس غدا.. تغيرات مفاجئة وتحذير من شبورة كثيفة وأمطار ونشاط رياح وأتربة    لجان لفحص شكوى أهالي قرية بالشرقية من وجود تماسيح    في غياب الدوليين.. الأهلي يبدأ استعداداته لمواجهة إنبي بكأس العاصمة    ضبط شخص بحوزته عددا من بطاقات الرقم القومي للناخبين في قنا    خسائر بالملايين| الحماية المدنية تسيطر على حريق بمعرض أجهزة كهربائية بالوراق    موعد صلاة الظهر..... مواقيت الصلاه اليوم الخميس 4ديسمبر 2025 فى المنيا    الحقيقة الكاملة حول واقعة وفاة لاعب الزهور| واتحاد السباحة يعلن تحمل المسئولية    الصحة: مباحثات مصرية عراقية لتعزيز التعاون في مبادرة الألف يوم الذهبية وتطوير الرعاية الأولية    اليوم.. إطلاق إعلان القاهرة الوزارى لحماية البحر المتوسط فى COP24    استقرار أسعار الذهب اليوم الخميس.. والجنيه يسجل 45440 جنيهًا    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
رحلة إلي الماضي في عربة الزمن
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 02 - 2015


مساء الأحد :
جمدنا لحظات لقسوة المفاجأة مشدوهين كما الكتل الصماء من لسعة مشهد وجيعة تمزع النفس لوعة يعز معها الدمع لفرط حرقة الدم.. ما زال مشهد هذا الشباب المصري لا يفارقني مصفوفا أمام تلك الكائنات الملثمة ممن تعف الحيوانات عن انتمائهم اليها.. هل كان مشهد البارحة حدثا حقيقيا أم لقطة سينمائية في حبكة فيلم ؟ هل يعقل أن تكون تلك الأنماط الملثمة تنمتي إلي الاسلام أو تعرف الله.. لا يمكن الا ان يكونوا عبدة عقيدة شيطانية، أو ربما ليسوا بشرا مثلنا بل طفح علي سطح الجلد البشري، له علاج ومنه خلاص باذن الله... يبقي رجاء موجه إلي زملاء المهنة المحترمين من صحفيين واعلاميين : نحن كلنا أقباط.. منا مسلمون ومنا مسيحيون.. فرجاء أن نتذكر المعني اللغوي لكلمة قبط : معناها مصر.. والقبطي هو المصري.. ويكفي !
أول محطة في العالم لتوليد الطاقة الشمسية !
الخميس :
سبق وحكيت عن هوايتي الغوص في تصفح ألوان الحياة في التاريخ، السحيق منه والحديث، اقصد حياة الناس العاديين والمجتمع في تلك العصور أرقب بشوق الفضول دنيا غير الدنيا ومعاش من أولي الحياة والبشر، قد اجدها في كتاب أو بين صفحات جورنال قديم.. تعالوا معي ولن تندموا ولنسافر هذه المرة بمركبة الزمن بعودة للوراء غير موغلة في الماضي انما فيما بين القرن التاسع عشر وبدايات العشرين... عدنا للوراء لنحط في مصر 1913 ونجوس بين صفحات أول مجلة علمية اجتماعية صدرت بالعقد الاول من القرن العشرين : اللطائف المصورة... يستوقفنا هذا العدد.. انظر سطور العناوين التالية : (( مصر تنشيء اول محطة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة في العالم بقوة 100 والمخترع يقول ما حدث هو انطلاقة لعصر جديد للطاقة )) تعالوا ننظر إلي ما جاء في اللطائف المصورة مع الصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية المرفقة.
يقول النبأ ان هذا الحدث التاريخي الأول من نوعه بدأه في مصر مخترعه ذاته : أمريكي اسمه فرانك شومان والموقع فيما يعرف اليوم برقم 6 شارع 101 بضاحية المعادي.. هذا الحدث عمره الآن نحو مائة عام.. استغرق العمل بالمحطة عاما كاملا. والحكومة المصرية هي من قام بتمويل المشروع وتوفير الأرض والامداد بالمهندسين المصريين والعمالة المطلوبة.. ومرفق الحديث الصحفي الذي ادلي به ذلك المخترع الامريكي فرانك شومان إلي صحيفة نيويورك تايمز ونشر بعددها الصادر في 2 يوليو 1916 وقال فيه إنه اختار مصر لأنها الموقع المتميز عالميا لانشاء محطة الطاقة الشمسية لمكانتها ولحجم انتاجها الزراعي غير أن الحكومة المصرية وافقت علي تطبيق التقنية الجديدة من نوعها وأن توفر جميع المتطلبات لتنفيذها.. هكذا خرجت اول وحدة رفع بالطاقة الشمسية بضاحية المعادي وبقوة مائة حصان، وتضخ ستة آلاف جالون مياه في الدقيقة الواحدة = 27260 لترا لتروي حقول القطن المصري الأجود عالميا.. تلك كلمة لفرانك شومان يقول فيها « ما حدث في مصر هو انطلاقة عصر جديد للطاقة يدخل التاريخ»... مرفق صور ورسوم ووثائق تاريخية منها صورة للمحطة الشمسية، وغلاف مجلة شهرية علمية وعالمية باسم الكتريكال اكسبريمنتال تنشر رسما توضيحيا تفصيليا للمحطة...
تعالوا نقرأ النبأ منقولا عن الأهرام ومنشورا علي عمود بهذا النص :
العنوان : « استخدام قوة الشمس».... أول السطر : وجه الخواجات لامبرت ورالي أوراق الدعوة إلي فريق من الوجهاء والأعيان والأدباء لحضور اختبار الآلة التي ركبتها شركة سن باور الانجليزية في معادي الخبيري لحصر قوة الشمس واستخدامها في ادارة العدد والآلات وذلك عند ظهر 11 يوليو وتعد الشركة للمدعوين مأدبة فاخرة وقد وصفت الآلة في نشرة جاء فيها ما يلي : بعد زمن طويل قضي في التجارب العديدة من غير توان ينوف عن السبع سنوات تقريبا توقفت شركة سن باور الانجليزية أن تتمم وتقيم بجهة معادي الخبيري بقرب القاهرة طلمبة عظيمة جدا أو آلة مع كل مشتملاتها لرفع المياه وفي وسعها واستطاعتها رفع ستة آلاف جالون من الماء في الدقيقة الواحدة (27260 لترا ) وذلك من غير احتياج إلي أية مادة احتراقية فالبخار اللازم لهذه القوة هو ناتج من تجمع أشعة الشمس علي خزانات مليئة ماء وهو بهذه الطريقة يحرك ويدير هذه الطلمبة الكبري أو الآلة الرافعة. الأهرام 9 يوليو 1913 (طبق الأصل).
مرفق صورة من صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 2 يوليو 1916 للحديث الصحفي مع المخترع فرانك شومان علي أربعة أعمدة وصورة له ورسم توضيحي للمحطة مع صورة فوتوغرافية للموقع.. عناوين نيويورك تايمز (( مخترع أمريكي يستخدم شمس مصر للطاقة.. تركيز الأشعة الحارة لانتاج بخار يستخدم في تشغيل طلمبات الري في المناخ الحار ))... لا انوي التعليق علي هذا النبأ فان نشره في حد ذاته يغني عن أي قول !
مصر تقدم معونة مالية إلي بلجيكا
عنوان السطر الأول : مصر ترسل 500 ألف فرنك فرنسي لانقاذ الشعب البلجيكي من الجوع والمرض.. عنوان السطر الثاني : ملكة بلجيكا تنوه بكرم الشعب المصري العظيم وتدون هذا في الكتاب الذهبي.
نقرأ الآتي ومرفق به جميع الصور الضوئية لتقديم مصر تلك الهبة المالية إلي بلجيكا عام 1918...
الحكاية أن مصر قد بعثت في شهر سبتمبر عام 1918، العام الاخير للحرب العالمية الاولي بشيك مدفوع بمبلغ 500 ألف فرنك فرنسي لانقاذ الشعب البلجيكي من الفقر ومرض السل، فبعثت جلالة الملكة اليزابيث ملكة بلجيكا رسالة بخط يدها تعرب فيها عن تقديرها لكرم الشعب المصري وما قدمه لشعب بلجيكا خلال الحرب العالمية الاولي وهو ما يتوجب علي الشعب البلجيكي أن يرد الجميل للشعب المصري الكريم اذا احتاجت مصر إلي بلجيكا في يوم من الأيام.. سكرتيرة جلالة ملكة بلجيكا بعثت هي الأخري بخطاب شكر علي انقاذ مصر للشعب البلجيكي معلنة أن بلجيكا سوف تدون هذا العمل الجليل في كتابها الذهبي ليعلم العالم من كان يساند بلجيكا كما أوضحت في رسالتها عن تقسيم الأموال إلي ثلاثة أقسام منها 165 ألف فرنك لحساب الملكة الشخصي كرئيسة للممرضات ذلك للانفاق منها علي المرضي من ضحايا الحرب، ومنها 250 الف فرنك لشراء غذاء للجنود، و150 الف فرنك لشراء ملابس عسكرية شتوية للجنود.
مرفق الوثائق الضوئية التالية : 1) صورة الشيك المرسل من مصر إلي بلجيكا.. 2) الرسالة بخط يد الملكة اليزابيث ملكة بلجيكا 3) الخطاب الذي بعثت به سكرتيرة الملكة.
أمريكا تطلب من مصر تقديم معونات لدول اوروبية ( لا تعليق !)
اقتصاد مصر أربعينيات القرن الماضي
الجنيه المصري = جنيه ذهب وخمسة تعريفة لدي مصر أهم وأشهر بورصة للقطن في العالم. بورصة مينا البصل حيث اشتهرت عبارة تقول : « مصر تنتج والعالم يستهلك» بورصتا القاهرة والاسكندرية احتفظتا بالمركز الرابع عالميا طوال الأربعينيات من حيث مجمل المعاملات وقيمة التداول مصر أقرضت بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولي ما يوازي الآن 29 مليار دولار أمريكي ويوجد من يؤكد انه دين لا يسقط بالتقادم !! تم في عام 1948 اغلاق منجم السكري أحد أكبر مناجم الذهب في ذاك الحين بأمر من الملك فاروق حفاظا علي قيمته للأجيال التالية لأن بمصر آنذاك ما يكفيها من ثروات.
تقدمت الولايات المتحدة بطلب إلي المملكة المصرية عام 1946 تلتمس فيه من الملك تقديم معونة مالية ولو كدين إلي كل من اليونان وايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية علي ان يرد لاحقا ( مرفق صورة للملك فاروق علي مائدة عشاء وإلي جانبه مبعوث الرئيس الامريكي ترومان «هيربرت هوفر» الذي يترأس لجنة طوارئ المجاعات التي شكلها الرئيس ترومان. هدف زيارة المبعوث أن يلتمس لقاء الملك ويطلب منه باسم الرئيس الامريكي امكان تقديمه معونة مادية إلي بعض الدول الأوروبية التي علي شفا المجاعة بعد الحرب العالمية الثانية..( التاريخ : 27 إبريل 1946) عجبي علي الدنيا واحوالها ولا تري هي احوالنا ؟!
اليابان ومصر في القرن التاسع عشر...
نعود أكثر للوراء إلي عام 1862 (الف وثمانمائة واثنين وستين) نجد الآتي : اليابان ترسل بعثة من الساموراي لتزور عدة دول بينها مصر للوقوف علي مقومات نهضتها وتستفيد من تجارب الآخرين.. انظر هذه الصفحة من اللطائف المصورة : البعثة اليابانية في مصر بعثة إلي مصر 1862... العناوين : حينما ارسلت اليابان بعثة إلي مصر لتستفيد من تجربتها ونظرت اليها آنذاك علي أنها نموذج يحتذي به ومثال وخبرة لابد لليابان ان تدرسه وتستفيد منه. وزالت صورة البعثة أمام اهرامات الجيزة محفوظة ضمن الوثائق المهمة لمكتبة البرلمان الياباني « الدايت».
نزلت البعثة في ميناء السويس واستقل أعضاؤها القطار إلي القاهرة حيث قضوا ثلاث ليال زاروا خلالها العديد من الأماكن كالقلعة ومسجد محمد علي والأهرامات.. ومن القاهرة استقلوا القطار إلي الاسكندرية لمواصلة رحلتهم إلي اوروبا التي بدأت بفرنسا... مرورا في العودة إلي بلادهم بذات الطريق حيث لم يكن العمل في شق قناة السويس قد انتهي منه بعد.
المسجل أن أعضاء البعثة دهشوا عندما وجدوا في مصر قطارا للسكة الحديد حيث لم تكن اليابان قد عرفت القطارات بعد كما سجلوا اعجابهم الشديد بالسرعة التي كان يسير عليها قطار السويس / القاهرة
ومما أثار اعجابهم كانت النظافة الفائقة للحمامات العامة في القاهرة وأشاروا إلي انها أشد نظافة من الحمامات العامة في اليابان (!!) وان كانوا قد أبدوا دهشتهم من غلاء المقابل الذي يدفع في حمامات القاهرة وهو أعلي كثيرا من أسعار حمامات طوكيو في ذلك الوقت.. كل هذا اعتبروه دلائل علي الرخاء الاقتصادي الذي كانت تعيشه مصر حينذاك في وقت كانت اليابان فيه لا تزال تتلمس طريقها نحو التقدم. (!!)
وأبدي أعضاء البعثة اعجابهم بالتلجرام أو التلغراف الذي لم تكن اليابان قد عرفته بعد.
وسجلت اعجابها بالدولة الحديثة التي تمكن محمد علي باشا من بنائها في مصر منذ أوائل القرن التاسع عشر. ومن زيارة بعثة الساموراي بدا كثير من الباحثين والمسئولين الرسميين في اليابان ينظرون إلي مصر بجدية أكثر وبنظرة مختلفة عن تلك التي ينظرون بها إلي بقية دول أفريقيا واستراليا.. وعندما اعتلي الامبراطور الياباني «ميجي» العرش والذي أنهي عزلة اليابان التي استمرت قرابة 260 عاما كانوا هناك ينظرون إلي مصر علي أنها نموذج يحتذي به وخبرة تستحق الدراسة للافادة منها. وقد توافد المثقفون اليابانيون لاجراء أبحاث ودراسات عن النظام القضائي والقانوني في مصر خصوصا مشكلة الأجانب ومن ثم ظهر كتاب المحاكم المصرية المختلطة الذي كتبه الياباني HARAKEIعام 1889 !
شيخ المستنيرين : الإمام محمد عبده
لمفتي الديار المصرية الامام الشيخ محمد عبده 1849 – 1905 مكانة خاصة في تاريخنا الحديث من حيث الاحترام البالغ والتقدير ذلك لاعتبارات عديدة غير التعمق في فقه الدين، منها توجهاته الإصلاحية ومواقفه الوطنية ضد الاحتلال البريطاني بما أدي به إلي السجن ثم نفيه إلي بيروت ومنها اتجه لباريس حيث شارك جمال الدين الأفغاني في تأسيس مجلة «العروة الوثقي» فلما عاد لمصر اشتغل في القضاء ثم عين مفتيا للديار المصرية عام 1899 اي منذ مائة وخمسة عشر عاما بالتمام..
للشيخ الجليل رأي مسجل ومنشور من حقنا أن نستعيده الآن وقد أصبحت ظاهرة النقاب غير معروفة المصدر تستشري في مصرنا وصرنا نراها في كل مكان ولا يستبعد أن تنافس غطاء الشعر الزي التقليدي.. ظاهرة النقاب أول ظهور لها طرأ علي مصر منذ سبعينيات القرن الماضي وظهرت لأسباب معروفة لن نعيد ونزيد فيها ولكن جموح بعض التيارات المغرقة في السلفية التي اهتزت من نشوة النجاح غير المتوقع في الأعوام الأخيرة دفع كثيرا من المشتغلين والمنشغلين بقضايا الرأي والمجتمع إلي معاودة الاطلاع المتأني علي آراء أهل الفكر المستنير والتعرف بتاريخنا الحديث من خلال المتبحرين في الشريعة الاسلامية في عهود التنوير بمصر التي امتازت بوضوح الرأي المعتمد، غير القابل لتأويل، والذي لا يقول الرأي ثم نقيضه...
للامام الشيخ محمد عبده مفتي الديارالمصرية المتوفي عام 1905 فصل كامل عن الحجاب من مجلد يقع في 730 صفحة من القطع الكبير يضم كتاباته الاجتماعية واعماله الكاملة وقد حققها د. محمد عمارة في خمسة مجلدات.. الامام الشيخ محمد عبده وهو مفتي الديار قد قطع في هذ الموضوع منذ مائة عام واكثر مؤكدا علي عدم وجود نص في الشريعة يوجب الحجاب، لكنها مجرد «عادة» جاءت الينا نتيجة الاختلاط بأمم وثقافات.. يقول الامام في اعماله الكاملة ان كل الكتابات في عصره تلك التي كانت تلح علي ضرورة الحجاب قد ركزت علي « خشية الفتنة» أي تتعلق بقلوب واجفة من الرجال، في هذا قال بالنص : « علي من يخاف الفتنة منهم ان يغض بصره.. وآية غض البصر تتوجه للرجال وللنساء» ثم يضيف ان المرأة ليست أولي بتغطية وجهها من الرجل ثم يتساءل الشيخ الامام محمد عبده قائلا : « عجبي هل الرجل أضعف عن ضبط النفس من المرأة حتي يباح للرجال ان يكشفوا وجوههم لأعين النساء؟..» ثم يقول تحت عنوان حجاب النساء من الوجهة الدينية لو أن في الشريعة الاسلامية نصوصا تقضي بالحجاب علي ما هو معروف عند بعض المسلمين لوجب علي شخصي اجتناب البحث في هذا الشأن ولما كتبت حرفا يخالف النصوص لأن الأوامر الالهية وجب الاذعان لها دون بحث ولا مناقشة.. ويتساءل الشيخ الامام : كيف لامرأة محجوبة منقبة أن تعمل بصناعة او تجارة أو تمارس الزراعة او الحصاد في مجتمع به رجال ؟ بل في حالات التخاصم واللجوء للمحاكم ما أظن أن يسوغ للقاضي ان يحكم علي شخص مستتر الوجه أو يحكم له.. ثم ان الشخص مستتر الوجه لا يصح له أن يكون شاهدا اذ من الضروري أن يتعرف القاضي علي وجه الشاهد والخصم.. يقول الامام الشيخ محمد عبده أن الشريعة الاسلامية تكلف المرأة كشف وجهها عند تأدية الشهادة، والحكمة في ذلك أن يتمكن القاضي من التفرس في الحركة والتعبير فيقدر للشهادة قدرها.. ويقول : «اسباب الفتنة» لا ترجع للأعضاء الظاهرة من المرأة بل للسلوك الشخصي والنقاب والبرقع من أشد أعوان المرأة التي تريد اخفاء شخصيتها خشية أن يعرفها قريب أو بعيد فتأتي بما يتراءي لها وتريده تحت حماية البرقع وخلف هذا النقاب. «... والرأي القاطع الذي لا لبس فيه ولا قولان هو أن «النقاب» ليس مشروطا في شرع الاسلام» بل هذا من العادات القديمة السابقة علي الاسلام والباقية بعده وينتشر ببعض أمم شرقية لا تدين بالاسلام..
يقول الامام « لا نجد في الشريعة نصا يوجب الحجاب علي الطريقة المعهودة وانما هذه عادة وعرضت من مخالطة بعض الأمم فوجد من يستحسنها ويأخذ بها ويبالغ فيها ويلبسها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين منها براء»...
سلام علي روح الامام الشيخ الجليل المستنير... علي أي الأحوال ليس لأحد حق الاعتراض علي ملبس أحد طالما لا يتأذي منه ولا يضار !
آخر سطر
خمس دقائق تكفي لنقل انطباع ما عنك، انما العمر كله قد لا يكفي لتغيير انطباع عنك !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.