تنسيق الجامعات 2025.. 35 ألف طالب يسجلون في تنسيق المرحلة الأولى    لجنة المنشآت في جامعة بنها تتابع معدلات تنفيذ المشروعات الحالية    215 مدرسة بالفيوم تستعد لاستقبال انتخابات مجلس الشيوخ 2025    من الجيزة إلى نجع حمادى ..انقطاع الكهرباء عرض مستمر وحكومة الانقلاب تنفذ تخفيف أحمال عبر محطات مياه الشرب    رئيس الوزراء: مكافحة الاتجار بالبشر ليست مجرد التزام قانوني بل واجب أخلاقي وإنساني    معلومات الوزراء: مصر في المركز 44 عالميًا والثالث عربيا بمؤشر حقوق الطفل    شركة UEG الصينية تعلن استعدادها لتعزيز استثماراتها في مصر    انخفاض أرباح بورشه بنسبة 71% في النصف الأول من 2025    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع سكن مصر بالقاهرة الجديدة    فيديو.. مراسل القاهرة الإخبارية: قرابة 4 آلاف طن مساعدات مصرية دخلت إلى غزة    نادي الأسير: الإفراج عن قاتل الفلسطيني عودة الهذالين ترسيخ للتوحش الإسرائيلي    الجيش الأردني يعلن إسقاط طائرة مسيّرة حاولت تهريب مواد مخدرة على الواجهة الغربية في المنطقة العسكرية الجنوبية    زيارة تبون لإيطاليا.. اتفاقيات مع روما وانزعاج في باريس    قائد الجيش اللبناني: ماضون بتنفيذ مهامنا في بسط سلطة الدولة وفرض سيطرتها على جميع أراضيها    صلاح يقود تشكيل ليفربول لمواجهة يوكوهاما الودية    رسميا.. بايرن ميونخ يعلن التعاقد مع لويس دياز    مفاجأة.. الزمالك يستهدف التعاقد مع أليو ديانج برعاية ممدوح عباس    خسارة شباب الطائرة أمام بورتريكو في تحديد مراكز بطولة العالم    في حوار خاص ل"الفجر الرياضي".. مكتشف كاظم إبراهيما: شوقي حسم الصفقة ووليد رشحه لريبيرو    بعد أنباء عودته للزمالك.. شوبير يكشف عن تحرك الأهلي تجاه إمام عاشور    ضبط مالك سرك وقائد سيارة بتهمة إلقاء 29 شوال بقايا حيوانات في الشارع بالإسكندرية    طقس الإسكندرية اليوم.. نشاط للرياح وانخفاض تدريجي في الحرارة والعظمى تصل إلى 31 درجة    أمن المنافذ: ضبط 40 قضية أمن عام وتهريب خلال 24 ساعة    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص بكفر الشيخ    برابط التقديم.. إنشاء أول مدرسة تكنولوجية متخصصة بالغردقة (تفاصيل)    بصمة لا تُنسى في كل مشهد.. لطفي لبيب يرحل بعد إرث من التميز    إيرادات فيلم المشروع X تتخطى 140 مليون جنيه في 10 أسابيع عرض    مبيعات فيلم أحمد وأحمد تصل ل402 ألف تذكرة في 4 أسابيع    صفية القبانى: فوز نازلى مدكور وعبد الوهاب عبد المحسن تقدير لمسيرتهم الطويلة    لمسات فنية لريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقي العربية ترتدي قفاز الإجادة بإستاد الأسكندرية    أسعار رمزية وخيارات معرفية متنوعة قِسمٌ مخصّص ل "الكتب المخفّضة" في معرض المدينة    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    الرعاية الصحية تطلق مشروع رعايتك في بيتك لتقديم خدمة طبية متكاملة داخل المنازل    محافظ أسوان يوجه بسرعة الانتهاء من المبنى الجديد لقسم الغسيل الكلوي في المستشفى    تحرير (145) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    تعليم الفيوم تعلن عن مسابقة لشغل الوظائف القيادية من بين العاملين بها    براتب 550 دينار .. العمل تعلن عن 4 وظائف في الأردن    من هم «بنو معروف» المؤمنون بعودة «الحاكم بأمر الله»؟!    حفل جماهيري حاشد بالشرقية لدعم مرشح حزب الجبهة بالشرقية    «البترول» تعلن السيطرة على حريق سفينة حاويات بمنطقة رأس غارب    تنسيق الجامعات.. تفاصيل الدراسة ببرنامج الهندسة الإنشائية ب"هندسة حلوان"    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    ثروت سويلم: لن يتكرر إلغاء الهبوط في الدوري المصري.. وخصم 6 نقاط فوري للمنسحبين    حظك اليوم الأربعاء 30 يوليو وتوقعات الأبراج    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    عبداللطيف حجازي يكتب: الرهان المزدوج.. اتجاهات أردوغان لهندسة المشهد التركي عبر الأكراد والمعارضة    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    يسمح ب«تقسيط المصروفات».. حكاية معهد السياحة والفنادق بعد قضية تزوير رمضان صبحي    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    عاجل- ترمب: زوجتي ميلانيا شاهدت الصور المروعة من غزة والوضع هناك قاس ويجب إدخال المساعدات    الدكتورة ميرفت السيد: مستشفيات الأمانة جاهزة لتطبيق التأمين الصحي الشامل فور اعتماد "Gahar"    سعر الفول والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    السيطرة على حريق هائل بشقة سكنية في المحلة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
رحلة إلي الماضي في عربة الزمن
نشر في الأخبار يوم 16 - 02 - 2015


مساء الأحد :
جمدنا لحظات لقسوة المفاجأة مشدوهين كما الكتل الصماء من لسعة مشهد وجيعة تمزع النفس لوعة يعز معها الدمع لفرط حرقة الدم.. ما زال مشهد هذا الشباب المصري لا يفارقني مصفوفا أمام تلك الكائنات الملثمة ممن تعف الحيوانات عن انتمائهم اليها.. هل كان مشهد البارحة حدثا حقيقيا أم لقطة سينمائية في حبكة فيلم ؟ هل يعقل أن تكون تلك الأنماط الملثمة تنمتي إلي الاسلام أو تعرف الله.. لا يمكن الا ان يكونوا عبدة عقيدة شيطانية، أو ربما ليسوا بشرا مثلنا بل طفح علي سطح الجلد البشري، له علاج ومنه خلاص باذن الله... يبقي رجاء موجه إلي زملاء المهنة المحترمين من صحفيين واعلاميين : نحن كلنا أقباط.. منا مسلمون ومنا مسيحيون.. فرجاء أن نتذكر المعني اللغوي لكلمة قبط : معناها مصر.. والقبطي هو المصري.. ويكفي !
أول محطة في العالم لتوليد الطاقة الشمسية !
الخميس :
سبق وحكيت عن هوايتي الغوص في تصفح ألوان الحياة في التاريخ، السحيق منه والحديث، اقصد حياة الناس العاديين والمجتمع في تلك العصور أرقب بشوق الفضول دنيا غير الدنيا ومعاش من أولي الحياة والبشر، قد اجدها في كتاب أو بين صفحات جورنال قديم.. تعالوا معي ولن تندموا ولنسافر هذه المرة بمركبة الزمن بعودة للوراء غير موغلة في الماضي انما فيما بين القرن التاسع عشر وبدايات العشرين... عدنا للوراء لنحط في مصر 1913 ونجوس بين صفحات أول مجلة علمية اجتماعية صدرت بالعقد الاول من القرن العشرين : اللطائف المصورة... يستوقفنا هذا العدد.. انظر سطور العناوين التالية : (( مصر تنشيء اول محطة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة في العالم بقوة 100 والمخترع يقول ما حدث هو انطلاقة لعصر جديد للطاقة )) تعالوا ننظر إلي ما جاء في اللطائف المصورة مع الصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية المرفقة.
يقول النبأ ان هذا الحدث التاريخي الأول من نوعه بدأه في مصر مخترعه ذاته : أمريكي اسمه فرانك شومان والموقع فيما يعرف اليوم برقم 6 شارع 101 بضاحية المعادي.. هذا الحدث عمره الآن نحو مائة عام.. استغرق العمل بالمحطة عاما كاملا. والحكومة المصرية هي من قام بتمويل المشروع وتوفير الأرض والامداد بالمهندسين المصريين والعمالة المطلوبة.. ومرفق الحديث الصحفي الذي ادلي به ذلك المخترع الامريكي فرانك شومان إلي صحيفة نيويورك تايمز ونشر بعددها الصادر في 2 يوليو 1916 وقال فيه إنه اختار مصر لأنها الموقع المتميز عالميا لانشاء محطة الطاقة الشمسية لمكانتها ولحجم انتاجها الزراعي غير أن الحكومة المصرية وافقت علي تطبيق التقنية الجديدة من نوعها وأن توفر جميع المتطلبات لتنفيذها.. هكذا خرجت اول وحدة رفع بالطاقة الشمسية بضاحية المعادي وبقوة مائة حصان، وتضخ ستة آلاف جالون مياه في الدقيقة الواحدة = 27260 لترا لتروي حقول القطن المصري الأجود عالميا.. تلك كلمة لفرانك شومان يقول فيها « ما حدث في مصر هو انطلاقة عصر جديد للطاقة يدخل التاريخ»... مرفق صور ورسوم ووثائق تاريخية منها صورة للمحطة الشمسية، وغلاف مجلة شهرية علمية وعالمية باسم الكتريكال اكسبريمنتال تنشر رسما توضيحيا تفصيليا للمحطة...
تعالوا نقرأ النبأ منقولا عن الأهرام ومنشورا علي عمود بهذا النص :
العنوان : « استخدام قوة الشمس».... أول السطر : وجه الخواجات لامبرت ورالي أوراق الدعوة إلي فريق من الوجهاء والأعيان والأدباء لحضور اختبار الآلة التي ركبتها شركة سن باور الانجليزية في معادي الخبيري لحصر قوة الشمس واستخدامها في ادارة العدد والآلات وذلك عند ظهر 11 يوليو وتعد الشركة للمدعوين مأدبة فاخرة وقد وصفت الآلة في نشرة جاء فيها ما يلي : بعد زمن طويل قضي في التجارب العديدة من غير توان ينوف عن السبع سنوات تقريبا توقفت شركة سن باور الانجليزية أن تتمم وتقيم بجهة معادي الخبيري بقرب القاهرة طلمبة عظيمة جدا أو آلة مع كل مشتملاتها لرفع المياه وفي وسعها واستطاعتها رفع ستة آلاف جالون من الماء في الدقيقة الواحدة (27260 لترا ) وذلك من غير احتياج إلي أية مادة احتراقية فالبخار اللازم لهذه القوة هو ناتج من تجمع أشعة الشمس علي خزانات مليئة ماء وهو بهذه الطريقة يحرك ويدير هذه الطلمبة الكبري أو الآلة الرافعة. الأهرام 9 يوليو 1913 (طبق الأصل).
مرفق صورة من صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 2 يوليو 1916 للحديث الصحفي مع المخترع فرانك شومان علي أربعة أعمدة وصورة له ورسم توضيحي للمحطة مع صورة فوتوغرافية للموقع.. عناوين نيويورك تايمز (( مخترع أمريكي يستخدم شمس مصر للطاقة.. تركيز الأشعة الحارة لانتاج بخار يستخدم في تشغيل طلمبات الري في المناخ الحار ))... لا انوي التعليق علي هذا النبأ فان نشره في حد ذاته يغني عن أي قول !
مصر تقدم معونة مالية إلي بلجيكا
عنوان السطر الأول : مصر ترسل 500 ألف فرنك فرنسي لانقاذ الشعب البلجيكي من الجوع والمرض.. عنوان السطر الثاني : ملكة بلجيكا تنوه بكرم الشعب المصري العظيم وتدون هذا في الكتاب الذهبي.
نقرأ الآتي ومرفق به جميع الصور الضوئية لتقديم مصر تلك الهبة المالية إلي بلجيكا عام 1918...
الحكاية أن مصر قد بعثت في شهر سبتمبر عام 1918، العام الاخير للحرب العالمية الاولي بشيك مدفوع بمبلغ 500 ألف فرنك فرنسي لانقاذ الشعب البلجيكي من الفقر ومرض السل، فبعثت جلالة الملكة اليزابيث ملكة بلجيكا رسالة بخط يدها تعرب فيها عن تقديرها لكرم الشعب المصري وما قدمه لشعب بلجيكا خلال الحرب العالمية الاولي وهو ما يتوجب علي الشعب البلجيكي أن يرد الجميل للشعب المصري الكريم اذا احتاجت مصر إلي بلجيكا في يوم من الأيام.. سكرتيرة جلالة ملكة بلجيكا بعثت هي الأخري بخطاب شكر علي انقاذ مصر للشعب البلجيكي معلنة أن بلجيكا سوف تدون هذا العمل الجليل في كتابها الذهبي ليعلم العالم من كان يساند بلجيكا كما أوضحت في رسالتها عن تقسيم الأموال إلي ثلاثة أقسام منها 165 ألف فرنك لحساب الملكة الشخصي كرئيسة للممرضات ذلك للانفاق منها علي المرضي من ضحايا الحرب، ومنها 250 الف فرنك لشراء غذاء للجنود، و150 الف فرنك لشراء ملابس عسكرية شتوية للجنود.
مرفق الوثائق الضوئية التالية : 1) صورة الشيك المرسل من مصر إلي بلجيكا.. 2) الرسالة بخط يد الملكة اليزابيث ملكة بلجيكا 3) الخطاب الذي بعثت به سكرتيرة الملكة.
أمريكا تطلب من مصر تقديم معونات لدول اوروبية ( لا تعليق !)
اقتصاد مصر أربعينيات القرن الماضي
الجنيه المصري = جنيه ذهب وخمسة تعريفة لدي مصر أهم وأشهر بورصة للقطن في العالم. بورصة مينا البصل حيث اشتهرت عبارة تقول : « مصر تنتج والعالم يستهلك» بورصتا القاهرة والاسكندرية احتفظتا بالمركز الرابع عالميا طوال الأربعينيات من حيث مجمل المعاملات وقيمة التداول مصر أقرضت بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولي ما يوازي الآن 29 مليار دولار أمريكي ويوجد من يؤكد انه دين لا يسقط بالتقادم !! تم في عام 1948 اغلاق منجم السكري أحد أكبر مناجم الذهب في ذاك الحين بأمر من الملك فاروق حفاظا علي قيمته للأجيال التالية لأن بمصر آنذاك ما يكفيها من ثروات.
تقدمت الولايات المتحدة بطلب إلي المملكة المصرية عام 1946 تلتمس فيه من الملك تقديم معونة مالية ولو كدين إلي كل من اليونان وايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية علي ان يرد لاحقا ( مرفق صورة للملك فاروق علي مائدة عشاء وإلي جانبه مبعوث الرئيس الامريكي ترومان «هيربرت هوفر» الذي يترأس لجنة طوارئ المجاعات التي شكلها الرئيس ترومان. هدف زيارة المبعوث أن يلتمس لقاء الملك ويطلب منه باسم الرئيس الامريكي امكان تقديمه معونة مادية إلي بعض الدول الأوروبية التي علي شفا المجاعة بعد الحرب العالمية الثانية..( التاريخ : 27 إبريل 1946) عجبي علي الدنيا واحوالها ولا تري هي احوالنا ؟!
اليابان ومصر في القرن التاسع عشر...
نعود أكثر للوراء إلي عام 1862 (الف وثمانمائة واثنين وستين) نجد الآتي : اليابان ترسل بعثة من الساموراي لتزور عدة دول بينها مصر للوقوف علي مقومات نهضتها وتستفيد من تجارب الآخرين.. انظر هذه الصفحة من اللطائف المصورة : البعثة اليابانية في مصر بعثة إلي مصر 1862... العناوين : حينما ارسلت اليابان بعثة إلي مصر لتستفيد من تجربتها ونظرت اليها آنذاك علي أنها نموذج يحتذي به ومثال وخبرة لابد لليابان ان تدرسه وتستفيد منه. وزالت صورة البعثة أمام اهرامات الجيزة محفوظة ضمن الوثائق المهمة لمكتبة البرلمان الياباني « الدايت».
نزلت البعثة في ميناء السويس واستقل أعضاؤها القطار إلي القاهرة حيث قضوا ثلاث ليال زاروا خلالها العديد من الأماكن كالقلعة ومسجد محمد علي والأهرامات.. ومن القاهرة استقلوا القطار إلي الاسكندرية لمواصلة رحلتهم إلي اوروبا التي بدأت بفرنسا... مرورا في العودة إلي بلادهم بذات الطريق حيث لم يكن العمل في شق قناة السويس قد انتهي منه بعد.
المسجل أن أعضاء البعثة دهشوا عندما وجدوا في مصر قطارا للسكة الحديد حيث لم تكن اليابان قد عرفت القطارات بعد كما سجلوا اعجابهم الشديد بالسرعة التي كان يسير عليها قطار السويس / القاهرة
ومما أثار اعجابهم كانت النظافة الفائقة للحمامات العامة في القاهرة وأشاروا إلي انها أشد نظافة من الحمامات العامة في اليابان (!!) وان كانوا قد أبدوا دهشتهم من غلاء المقابل الذي يدفع في حمامات القاهرة وهو أعلي كثيرا من أسعار حمامات طوكيو في ذلك الوقت.. كل هذا اعتبروه دلائل علي الرخاء الاقتصادي الذي كانت تعيشه مصر حينذاك في وقت كانت اليابان فيه لا تزال تتلمس طريقها نحو التقدم. (!!)
وأبدي أعضاء البعثة اعجابهم بالتلجرام أو التلغراف الذي لم تكن اليابان قد عرفته بعد.
وسجلت اعجابها بالدولة الحديثة التي تمكن محمد علي باشا من بنائها في مصر منذ أوائل القرن التاسع عشر. ومن زيارة بعثة الساموراي بدا كثير من الباحثين والمسئولين الرسميين في اليابان ينظرون إلي مصر بجدية أكثر وبنظرة مختلفة عن تلك التي ينظرون بها إلي بقية دول أفريقيا واستراليا.. وعندما اعتلي الامبراطور الياباني «ميجي» العرش والذي أنهي عزلة اليابان التي استمرت قرابة 260 عاما كانوا هناك ينظرون إلي مصر علي أنها نموذج يحتذي به وخبرة تستحق الدراسة للافادة منها. وقد توافد المثقفون اليابانيون لاجراء أبحاث ودراسات عن النظام القضائي والقانوني في مصر خصوصا مشكلة الأجانب ومن ثم ظهر كتاب المحاكم المصرية المختلطة الذي كتبه الياباني HARAKEIعام 1889 !
شيخ المستنيرين : الإمام محمد عبده
لمفتي الديار المصرية الامام الشيخ محمد عبده 1849 – 1905 مكانة خاصة في تاريخنا الحديث من حيث الاحترام البالغ والتقدير ذلك لاعتبارات عديدة غير التعمق في فقه الدين، منها توجهاته الإصلاحية ومواقفه الوطنية ضد الاحتلال البريطاني بما أدي به إلي السجن ثم نفيه إلي بيروت ومنها اتجه لباريس حيث شارك جمال الدين الأفغاني في تأسيس مجلة «العروة الوثقي» فلما عاد لمصر اشتغل في القضاء ثم عين مفتيا للديار المصرية عام 1899 اي منذ مائة وخمسة عشر عاما بالتمام..
للشيخ الجليل رأي مسجل ومنشور من حقنا أن نستعيده الآن وقد أصبحت ظاهرة النقاب غير معروفة المصدر تستشري في مصرنا وصرنا نراها في كل مكان ولا يستبعد أن تنافس غطاء الشعر الزي التقليدي.. ظاهرة النقاب أول ظهور لها طرأ علي مصر منذ سبعينيات القرن الماضي وظهرت لأسباب معروفة لن نعيد ونزيد فيها ولكن جموح بعض التيارات المغرقة في السلفية التي اهتزت من نشوة النجاح غير المتوقع في الأعوام الأخيرة دفع كثيرا من المشتغلين والمنشغلين بقضايا الرأي والمجتمع إلي معاودة الاطلاع المتأني علي آراء أهل الفكر المستنير والتعرف بتاريخنا الحديث من خلال المتبحرين في الشريعة الاسلامية في عهود التنوير بمصر التي امتازت بوضوح الرأي المعتمد، غير القابل لتأويل، والذي لا يقول الرأي ثم نقيضه...
للامام الشيخ محمد عبده مفتي الديارالمصرية المتوفي عام 1905 فصل كامل عن الحجاب من مجلد يقع في 730 صفحة من القطع الكبير يضم كتاباته الاجتماعية واعماله الكاملة وقد حققها د. محمد عمارة في خمسة مجلدات.. الامام الشيخ محمد عبده وهو مفتي الديار قد قطع في هذ الموضوع منذ مائة عام واكثر مؤكدا علي عدم وجود نص في الشريعة يوجب الحجاب، لكنها مجرد «عادة» جاءت الينا نتيجة الاختلاط بأمم وثقافات.. يقول الامام في اعماله الكاملة ان كل الكتابات في عصره تلك التي كانت تلح علي ضرورة الحجاب قد ركزت علي « خشية الفتنة» أي تتعلق بقلوب واجفة من الرجال، في هذا قال بالنص : « علي من يخاف الفتنة منهم ان يغض بصره.. وآية غض البصر تتوجه للرجال وللنساء» ثم يضيف ان المرأة ليست أولي بتغطية وجهها من الرجل ثم يتساءل الشيخ الامام محمد عبده قائلا : « عجبي هل الرجل أضعف عن ضبط النفس من المرأة حتي يباح للرجال ان يكشفوا وجوههم لأعين النساء؟..» ثم يقول تحت عنوان حجاب النساء من الوجهة الدينية لو أن في الشريعة الاسلامية نصوصا تقضي بالحجاب علي ما هو معروف عند بعض المسلمين لوجب علي شخصي اجتناب البحث في هذا الشأن ولما كتبت حرفا يخالف النصوص لأن الأوامر الالهية وجب الاذعان لها دون بحث ولا مناقشة.. ويتساءل الشيخ الامام : كيف لامرأة محجوبة منقبة أن تعمل بصناعة او تجارة أو تمارس الزراعة او الحصاد في مجتمع به رجال ؟ بل في حالات التخاصم واللجوء للمحاكم ما أظن أن يسوغ للقاضي ان يحكم علي شخص مستتر الوجه أو يحكم له.. ثم ان الشخص مستتر الوجه لا يصح له أن يكون شاهدا اذ من الضروري أن يتعرف القاضي علي وجه الشاهد والخصم.. يقول الامام الشيخ محمد عبده أن الشريعة الاسلامية تكلف المرأة كشف وجهها عند تأدية الشهادة، والحكمة في ذلك أن يتمكن القاضي من التفرس في الحركة والتعبير فيقدر للشهادة قدرها.. ويقول : «اسباب الفتنة» لا ترجع للأعضاء الظاهرة من المرأة بل للسلوك الشخصي والنقاب والبرقع من أشد أعوان المرأة التي تريد اخفاء شخصيتها خشية أن يعرفها قريب أو بعيد فتأتي بما يتراءي لها وتريده تحت حماية البرقع وخلف هذا النقاب. «... والرأي القاطع الذي لا لبس فيه ولا قولان هو أن «النقاب» ليس مشروطا في شرع الاسلام» بل هذا من العادات القديمة السابقة علي الاسلام والباقية بعده وينتشر ببعض أمم شرقية لا تدين بالاسلام..
يقول الامام « لا نجد في الشريعة نصا يوجب الحجاب علي الطريقة المعهودة وانما هذه عادة وعرضت من مخالطة بعض الأمم فوجد من يستحسنها ويأخذ بها ويبالغ فيها ويلبسها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين منها براء»...
سلام علي روح الامام الشيخ الجليل المستنير... علي أي الأحوال ليس لأحد حق الاعتراض علي ملبس أحد طالما لا يتأذي منه ولا يضار !
آخر سطر
خمس دقائق تكفي لنقل انطباع ما عنك، انما العمر كله قد لا يكفي لتغيير انطباع عنك !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.