الجماهير عطلت أوتوبيس الزمالك .. ورفضت الالتزام بتعليمات الأمن ليلة دامية شهدها ستاد الدفاع الجوي في أول مباراة تشهد عودة الجماهير جزئياً للمدرجات مع بداية الدور الثاني من عمر بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم لهذا الموسم، منذ قرار منع حضور المشجعين لملاعب الكرة وإقامة المباريات بدون جمهور منذ أحداث مذبحة بورسعيد في الأول من فبراير عام 2012، والتي راح ضحيتها نحو 72 مشجعاً من أعضاء رابطة ألتراس أهلاوي، فلم يكن أحد يتوقع أن تتطور الاشتباكات التي وقعت قبل ساعتين بالتحديد بين قوات الأمن المكلفة بتأمين مباراة الزمالك مع إنبي التي جمعت بين الفريقين أمس الأول، ضمن منافسات الأسبوع العشرين بالمسابقة المحلية، وتتسبب في وقوع ضحايا جدد بسبب مباراة للكرة وصل عددهم لأكثر من 20 قتيلاً وعشرات المصابين .. المشهد الأول بدأت الأحداث المؤسفة التي دارت خارج أسوار ملعب « 30 يونيو» بتوافد عدد كبير من جماهير نادي الزمالك ومعظمهم من أعضاء رابطة ألتراس « وايت نايتس «، الذي وصل عددهم لأكثر من 30 ألف مشجع كانوا يريدون حضور المباراة بدون تذاكر، رافضين الإلتزام بالعدد المحدد من جانب مسئولي إتحاد الكرة بالإتفاق مع وزارة الداخلية وهو 10 آلاف مشجع فقط من حاملي تذاكر المباراة، وهو ما تسبب في تكدس وتدافع الجماهير أمام البوابة الرئيسية والوحيدة المؤدية لداخل الإستاد القابع بالتجمع الخامس، وسط تشديدات وتعزيزات أمنية مكثفة علي مداخل ومخارج الملعب وتواجد العديد من أفراد الأمن والسيارات المصفحة وعربات الأمن المركزي، وحاولت قوات الأمن تنظيم دخول الجماهيرعبر إقامة ممر محاط معظمه بالأسلاك الشائكة ولا يتسع لأكثر من شخص واحد فقط، والسماح لحاملي التذاكر المعتمدة لحضور المباراة، وإيقاف العديد ممن لا يحملون التذاكر من الوصول للمدرجات، وهو ما أدي إلي اندلاع مناوشات في البداية بين قوات الأمن والجماهير الغاضبة، وهو ما تسبب في قيام الأخير وبالتحديد من أعضاء وايت نايتس بافتراش الأرض وقطع الطريق الرئيسي أمام ستاد الدفاع الجوي، الأمر الذي أدي إلي حدوث حالة من الاختناق المروري الشديد بأغلب الشوارع المؤدية المحيطة بهذا الملعب. المشهد الثاني حاولت قوات الأمن تفريق الأعداد الغفيرة من جماهير الزمالك لفتح الطريق، والسماح للأتوبيس الذي كان يقل الجهاز الفني ولاعبي الفريق الأبيض بدخول الملعب لخوض المباراة، وسط حراسة من عدد من سيارات الشرطة المصفحة، إلا أن الأحداث تطورت بقيام بعض الجماهير بتسلق أسوار الإستاد لحضور المباراة، الأمر الذي دفع قوات الأمن بإطلاق قنابل الغازالمسيل للدموع بكثافة لتفريقهم، وحدوث كر وفر بين الطرفين، ورد أعضاء الوايت نايتس بإلقاء الشماريخ والصواريخ النارية تجاه هذه القوات، إضافةً إلي قيامهم بإلقاء الطوب والزجاجات الفارغة علي أفراد الأمن المركزي، وهو ما أدي إلي وقوع حالات عديدة من الإصابات وحالات الإختناق والإغماء بين صفوف الطرفين، والتي لم تسلم منها أيضاً الجماهير التي نجحت مبكراً في الدخول للملعب، والمدرب البرتغالي الجديد لنادي الزمالك فيريرا الذي كان حاضراً لمتابعة مباراة لفريقه الجديد قبل استلام المسئولية الفنية رسمياً، وتعرضه للاختناق بسبب رائحة الغاز التي غطت سماء الدفاع الجوي. المشهد الثالث قام عدد كبير من سيارات الإسعاف بالهرولة تجاه أماكن وقوع الأحداث المؤسفة لإسعاف المصابين ونقل الحالات الخطرة للمستشفيات القريبة من محيط الملعب لتلقي العلاج اللازم، ولم يكتف أعضاء الألتراس الزملكاوي عن هذا الحد بل قاموا بإشعال النيران باستخدام بعض المواد الحارقة والشماريخ في سيارتين للشرطة كانت واقفة أمام الإستاد، ورغم كل هذه الإشتباكات إلا أن مراقب المباراة لم يعلن إلغاءها، خاصةً وأن الأحداث الدامية لم تقع داخل الملعب أوعلي أرضيته، بينما دارت خارج أسواره وفي محيط الإستاد، لذا أعلن فقط عن تأخير موعد انطلاقها لتقام في الساعة الثامنة بدلاً من السابعة والنصف مساءً. المشهد الرابع فور إعلان محمود البنا حكم اللقاء وإطلاق صافرة بداية أحداث الشوط الأول بإطلاق وابل من السباب والشتائم والألفاظ الخارجة تجاه قوات الأمن، معبرين عن غضبهم بسبب التعامل الأمني الوحشي علي حد تعبيرهم معهم خلال دخولهم للإستاد، مطالبين بالقصاص لبعض زملائهم ممن وقعوا ضحايا جراء هذه الإشتباكات، وهتف أعضاء الوايت نايتس الذين احتلوا مدرجات « الثالثة يمين « مرددين « لنجيب حقهم..لنموت زيهم «، و» لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله «، بالإضافة إلي هتافات أخري معادية للأهلي، ومطالبة لاعبي الزمالك بالحصول علي درع الدوري هذا الموسم، وذلك طوال أحداث النصف الأول من عمر اللقاء، وخلال خروج لاعبي الفريقين، تعرض علي لطفي لهجوم وشتائم من قبل جمهور الزمالك بسبب تعمده تضييع الوقت أثناء امتلاكه الكرة، وبين الشوطين قامت هيئة ستاد الدفاع الجوي بتشغيل الأغاني الوطنية والتي تدعو للتوحد وعدم الفرقة بين صفوف الشعب المصري، من أجل تهدئة الأجواء المشتعلة، وهو ما تفاعلت معه الجماهير التي ارتسمت علي وجوه أغلبها علامات من الغضب والحزن. ورغم تفتيش قوات الأمن لمعظم الجماهير الحاضرة للمباراة لمنع دخول الشماريخ أو الصواريخ أو الولاعات، إلا أن الوايت نايتس قام بإشعال عددا منها مع بداية مجريات اللعب بالشوط الثاني من عمر اللقاء، ومواصلتهم الهتاف المعادي لقوات الشرطة، واتهامهم بإطلاق الخرطوش عليهم خارج الإستاد ووقوع قتلي بين صفوفهم، قائلين بصوت مرتفع « 16 واحد ماتوا «، ونال عمر جابر الظهير الأيمن لفريق الزمالك تحية الجماهير، وقسطاً كبيراً من التشجيع، ومطالبته بالقيام من علي دكة البدلاء والتوجه إليهم لرد التحية، وهو ماحدث بالفعل، بعدما قرر اللاعب رفض المشاركة بالمباراة بسبب الإشتباكات الدامية التي وقعت قبل إنطلاق المباراة، كما شهدت المقاعد المخصصة للإعلاميين مناوشات بين الصحفيين من جهة وعدد من أعضاء الوايت نايتس من جهة، بسبب رفض الأخير التخلي عن هذه المقاعد التي احتلوها بمجرد نجاحهم في دخول الملعب، وهجومهم بالسب والشتم علي بعض الصحفيين الغاضبين بسبب هذه التصرفات الصبيانية.