بردان ، أرتجف من داخلي ، اشعر بجفاف حلقي هكذا كان حالي. ليلة طويلة قضيتها اتحسس فيها الدفء لا أجده أضع علي جسدي كل شيء ومازال البرد يتملك مني.تزداد رعشتي وأشعر بحراره جسدي ، أدعوالله أن يهون علي وادعوه بظهر القلب أن يخفف عن عباده قسوة البرد. تتوالي أيام البرد وأقرأ خبراً نزل علي قلبي كالصاعقة ( وفاة طفل متجمد من شدة البرد) أحسست وقتها أنني انسان أناني أشعربالدلع والرفاهية. ابكي لبرودة جسدي داخل بيتي فكيف لي لو عشت لحظات هذا الطفل. هنا دار بخاطري هل كنت استسلم للبرد واموت في صمت لا بل سأصرخ بأعلي صوتي لاؤقظ ضمير هذا العالم الغافل عني. هذا العالم الذي صدع رؤوسنا بأنه حامي الحمي وراعي حقوق الانسان فأين حقي وانتم تتركوني وحدي اصارع الموت ويتجمد الدم في عروقي دون أن يسمع صراخي أحد.. احاول الهروب من هذه القصة او هذا الخبر التي تصدر المشهد امامي ليعاودني التذكرة بآلام البرد باحساس آخر تملأه المشاعر تبناه الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي (احمل ما في بيتك وانزل إلي الشارع تخفف عن غيرك آلامه) توقفت امامها ولم يدرك عقلي جديتها.. لكن سرعان ماترجمت وشاهدتها خلال أحد البرامج وقتها شعرت بلحظات الأمل وأن هناك قلوباً تحمل الخير لغيرها. قد يقول قائل: لماذا هذا الضجيج حول البرد هذا العام؟، وكأن مصر لم تشهده من قبل. وهنا اقول لا بل شاهدناه من قبل وعاصرناه لكن أيام دفء القلوب وليست قسوتها، عندما كانت البيوت تحتضن بعضها بعضا. فلايوجد بينها جائع اوفقير يشعر بالبرد. كانوا مستورين لكن سترهم زاد عن الحد.. لذا اقول لينوا بقلوبكم واكسروا احجارها فما لانت نفس لنفس إلا بحب. وماشعرت نفس بقسوة البرد وسط قلوب غلفتها بالحب.