جدار 2 كان دفء جسديهما الملتصقين يثيران الأسئلة في جسدي المنذور للانتظار والصمت .. كان يدفعها إلى جسدي دون أن يدري أني أضاجع عطشي بها كانا يلهثان الحب .. وكنت الهث عجاف سنواتي الألف .. كنت أتلمس نبضها وهو ينساب بين شقوق عطشه كانت تتلو صلواتها عند جدوله كان يلتهم بياضها مسامة تلو أخرى كانت تهمس له " كم احبك " غير أن همسها كان يصطدم بجدار فحيحه " كم أشتهيك " وكنت أريد أن أسور ليلى لأحميها من الذئب لكن يدي خذلتني أيضا فقد كنت..جدارا . جدار 3 أنا المنذور منذ عصور للأمنيات المستحيلة .. للأدعية التي لم ترتفع شبرا عن قمة أحجاري لإعادة حبيبها الغائب لاستدراج طفلها العالق برحم السماء منذ عمر أنا الماثل بين الرجاء والدمعة ..أحمل ثقل أحلامهم وأمنياتهم التي تتعلق في عنقي كل يوم .. أنا العاجز عن فك قيود أحلامهم التي يعلقونها في رقبتي كل عيد أنا العاجز عن تنشق الشمس منذ عصور أقف في مكاني منذ زمن الدمعة الأولى .. ولا أجرؤ على كسر خزف قلوبهم الشاخصة نحوي .. رغم إني .. جدار جدار 4 ليسوا جاحدين .. لكن لا أحد يحتمل شقاوتهم وعبثهم مثلي .. كبروا على يدي وبرأسي القاسي كنت أشاكس كراتهم التي لم يكن يصدها احد غيري وبصلابة أحجاري كنت اسند وقوعهم المحتمل وارقبهم وهم يكبرون كل يوم كنت أتحسس عظامهم التي تزداد صلابة.. وعظامي التي زادها الزمن وهنا على وهن لكني كنت أمتلئ بالزهو وأنا أرى قامتهم ترتفع وتستقيم لتضاهي قامتي المنحنية على خواء سنواتها الطوال .. كان بودي أن اخرج يدي المكبلة واكسر سباتها وأضمهم إلى أحجاري بشوق كبير وحين جاء احدهم واختبأ في إحدى زواياي المعتمة احتضنته بأحجاري...... وحين تبول على جلدي ... كنت أريد أن اصرخ به أن أقول له ماهكذا يعاملون الجدران ياولدي .. أن .... لكنني في خاتمة صراخي تذكرت أنني لا امتلك الحق في استخدام صوتي لأنني ... جدار .. جدار 5 أنا المصلوب بالذكرى بأصواتهم التي علقوها فوق أهدابي المتحجرة صوب أحداقهم المعصوبة .. صوب الرصاص الذي اخترق أجسادهم الطرية وطار نحوي بشراهة يحمل بقايا جلودهم ودمائهم وأحشاء أحلامهم ليصطدم بجلدي الذي تمنيت حد البكاء أن يخترقه لعلي اسقط وأستريح .. أنا المصلوب بوجوههم المعصوبة بالموت بآخر الشهقات التي تتلفظ هواء الأرض وتتأهب لهواء السماء بضوء الحياة وهو يخبو بأصواتهم التي تنفث آخر أحلامها بالأمل المستحيل أنا المنذور لإطفاء الشموع ورماد الموت الذي يذرو رياحه بوجهي كل ليلة .. أنا الأخرس الذي صادروا صوته وعصبوا بالظلمة نوافذ فجره وعلموه أن المشيئة ليست طوعه وان بكائي وثرثرتي معكم لن تجدي الليلة ..