ظلت مهنة الجزارة محجوزة للرجال دون أن يتخيل احد أن تقتحمها السيدات ولكن هناك منهن من لا يعرفن المستحيل ومن هؤلاء السيدات الحاجه هناء فهيم محمود أول من دخل عالم الجزارة في محافظة بورسعيد لتؤكد أنه لا فرق بين الرجال والنساء في أداء المهن الشاقة حتي ولو كانت مهنة الجزارة والتي بدأت قصتها مع هذا العالم وهي أبعد ما تكون أو تفكر أن تعمل في هذه المهنة وتقول كنت وأنا طفلة وصبية في بيت أهلي أخاف من منظر الدماء وأهرب عندما تقوم والدتي أو والدي بذبح دجاجة أو أي من الطيور المنزلية وكنت أرفض بشدة أن أساعدهما في هذا الأمر لاني وقتها لم أجرؤ علي القيام بعملية الذبح أو حتي مشاهدتها ويشاء القدر أن تمر السنون وأتزوج من الحاج كمال إسماعيل وهو يعمل جزارا وبدأت الأقدار تربطني بهذه المهنة في البداية كنت أنزل لمحل الجزارة مع زوجي وأساعده في عمليات وزن اللحوم أو تغليفها فقط ورويدا رويدا بدأ زوجي وأشقاؤه وهم يعملون أيضا في الجزارة في تشجيعي علي الأمساك بالسكين وتقطيع اللحوم ووجدت صعوبة كبيرة في هذا الأمر في البداية حتي بدأت أتاقلم من جديد في المهنة وبعد 10 سنوات من العمل قرر زوجي وأشقاؤه أنني أصبحت قادرة علي ذبح البهائم وكانت مفاجأة مذهلة بالنسبة لي ولكني تحررت وقتها بحكم الخبرة من الخوف من منظر الدماء والذبح وفي البداية كنت مرتبكة ولكنني تمرست وأصبحت الآن قادرة علي ذبح جاموسة أو خروف بمفردي ولكني بالطبع أحتاج فقط إلي من يساعدني من الرجال في الإمساك بالجاموسة أو البقرة حتي يمكنني ذبحها كما أجيد عمليات سلخ اللحوم وتشفيتها وقد تم تعييني بإحدي شركات القطاع العام مع زوجي في مهنة الجزارة وأجد معاملة طيبة من الجميع سواء من النساء أو الرجال لأني أتعامل مع الكل باحترام ولم أواجه أي مواقف تعكر الصفو مع الزبائن وتضيف الحاجة هناء أنها ساعدت أبناءها من الأولاد والبنات علي خدمة أنفسهم والقيام بذبح الطيور المنزلية وحتي الخراف ويمكنهم إجادة هذا الأمر بصورة تامة كما تنصح أي سيدة لديها رغبة في العمل في هذه المهنة أن تقدم عليها ولا تخشي شيئا و اختتمت الحاجه هناء قصتها مع الجزارة بانها ساعدتها علي لقاء عدد من كبار المسئولين من بينهم وزير التموين ومحافظ يورسعيد ومحافظ المنوفيه وغيرهم وحملتهم مع زوجها أمانة إبلاغ تحيتهما إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وتمنياتهما بان يكون العام الجديد عام خير واستقرار لمصر .