لاقت مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإزالة ما يشوب العلاقات بين مصر وقطر في مختلف المجالات وعلي جميع المستويات، وبخاصة ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في البلدين ترحيبا واسعا. أدارت السعودية والكويت بإتقان دفة سفينة المصالحة الخليجية الخليجية، ونجحتا في عبور العواصف التي تسببت السياسة القطرية في إثارتها، مما دعا ثلاث دول خليجية هي السعودية والامارات والبحرين الي سحب سفرائها من الدوحة، ولولا حكمة ودبلوماسية أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح ودعوته لأمير قطر الشيخ تميم للقاء جري علي أرض الكويت، وقناعة ورغبة سعودية في رأب الصدع الخليجي وتفويت الفرصة علي مثيري الفتن والانشقاق ماعقدت القمة الخليجية أوائل الشهر الجاري في العاصمة القطرية. وحرص قادة الخليج في بيانهم الختامي علي دعم استقرار مصر، ايمانا بدورها المحوري في أمن المنطقة واستقرارها، واستكمالا وتنفيذا لماجاء في بيان القمة الخليجية بشأن المصالحة القطرية المصرية رغبة في تقوية الصف العربي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة برمتها، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبادرة بتكليف مبعوث خاص له وهو رئيس الديوان الملكي خالد التويجري، المبعوث الخاص لأمير دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالتوجه إلي القاهرة حرصاً منه علي اجتماع الكلمة وإزالة ما يشوب العلاقات بين مصر وقطر في مختلف المجالات وعلي جميع المستويات، وبخاصة ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في البلدين، وتأكيداً علي ما ورد في اتفاق الرياض (23/11/2013م) المتضمن التزام جميع دول مجلس التعاون بسياسة المجلس لدعم مصروالإسهام في أمنها واستقرارها. وتقديراً من قبل الأشقاء في كلتا الدولتين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي دعا فيها أشقاءه لتوطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلي إثارة النزاع والشقاق بينهما، فقد استجابت الدولتان لها وذلك للقناعة التامة بما انطوت عليه من مضامين سامية تصب في مصلحة البلدين. وتقديرا لهذا الدور المخلص رحبت القاهرة بزيارة المبعوثين واستقبلهما الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحسب تصريحات للمبعوث السعودي قال فيها: وجدنا من القائدين المصري والقطري عزماً لإنجاح المبادرة، وأنه لا يوجد الآن أية عقبات عالقة أمام نجاح المبادرة التي لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هي نتيجة لقاءات متعددة مع قادة الدولتين الشقيقتين مصر وقطر، وهذا أمر يحسب لهما تاريخياً. ولم تكتف القيادة السعودية بالتوجيهات، بل اصدر الديوان الملكي السعودي بيانا للأمتين العربية والاسلامية جاء فيه: عملاً بقول الحق سبحانه وتعالي :(وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصبرين)، وقوله عز وجل : (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) واتباعاً لقول الحق عز وجل : (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً). ويبقي علي قادة الرأي والفكر والإعلام العربي اتخاذ منحي إيجابي جاد لتعزيز وترسيخ هذا الاتفاق، وتوفير المناخ الملائم لرأب الصدع ونبذ الفرقة والانقسام، فدقة المرحلة الراهنة تقتضي منا جميعاً تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات شعوبنا.