معروف ان نظام بشار الأسد كان سينهار منذ أمد طويل لولا الدعم العسكري والاقتصادي الهائل الذي يتلقاه من النظام الإيراني منذ مارس 2011، في أعقاب اندلاع الثورة السورية وياتي هذا المستوي غير المسبوق من الدعم تحقيقا للمصالح الاستراتيجية للنظام الايراني، وفي مقدمتها المحافظة علي النظام السوري وعلي إمكانية إرسال السلاح إلي حزب الله في لبنان عبر سوريا، من أجل إبقائه رادعاً قوياً ضدّ أي هجوم علي برنامج إيران النووي. هناك اجماع علي أن نفوذ النظام الإيراني في سوريا سوف يستمر العام القادم حتي بعد سقوط نظام الأسد لأنه يُمارس الآن بشكل رئيسي من خلال ميليشيات مدعومة من قبل النظام الإيراني تقاتل في سوريا نيابة عن النظام السوري. من المرجح أن العديد من هذه الميليشيات ستعيش أطول من الرئيس بشار الأسد ودائرته الضيقة. وتدعم إيران نظام بشار بما لها من نفوذ قوي في الداخل السوري. وصرح بعض القادة الإيرانيين بأن سوريا هي المحافظة الإيرانية رقم 35، وأن بشار جعل من بلده جدارا واقيا ضد نفوذ السعودية وامريكا، وتعتبر إيران بقاء النظام السوري ضمانا لمصالحها الإقليمية. لذا قدمت أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية المشورة والمساعدة العسكرية لسوريا من أجل الحفاظ علي بقاء بشار الأسد في السلطة، وشملت المساعدات التدريب والدعم التقني والقوات المقاتلة،و يقدر الخبراء عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا بما يقارب عشرة آلاف. وبتوجيه من ايران اتخذت قوات حزب الله اللبناني المقاتلة أدوارا قتالية مباشرة داخل سوريا منذ عام 2012، ما سمح للأسد بتحقيق التقدم علي المعارضة. ومازال نظام بشار يقود معارك قوية ضد المعارضة بفضل الدعم الايراني، وكشفت تقارير أن بشار الأسد يسيطر علي 25% إلي 40% من مساحة سوريا.. الدافع الأساسي وراء التدخل الإيراني الكبير في الحرب في سوريا هو مصلحة النظام الإيراني الاستراتيجية في الحفاظ علي إمداد حزب الله في لبنان بشحنات أسلحة عبر سوريا، من أجل إبقاء حزب الله رادعاً قوياً ضد أي هجوم محتمل علي برنامج إيران النووي العسكري. وبالإضافة إلي الأسلحة والمقاتلين، لم يتوقف النظام الإيراني عن تقديم قروض مالية وضمانات ائتمانية للنظام السوري تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. وما كان لنظام بشار الأسد أن يبقي علي قيد الحياة كل هذه الفترة لولا هذا الدعم العسكري والاقتصادي الهائل الذي ما فتئ النظام الإيراني يقدّمه له منذ مارس 2011، بعد اندلاع الثورة السورية. ويري البعض ان الاهداف الغربية بأن حرباً بالوكالة مع النظام الإيراني في سوريا، بالتزامن مع عقوبات اقتصادية صارمة علي إيران، قد تؤدي في النهاية إلي إضعاف النظام الإيراني أو حتي انهياره (أي الفوز بالحرب السورية في شوارع طهران) لا تعدو أن تكون أمنيات في أحسن الأحوال.قد يكون صحيحاً أن سوريا أصبحت «فيتنامإيران» وأن إيران «تنزف» في سوريا، لكن النظام الإيراني قد يكون قادراً علي النزف لوقت طويل، أطول بكثير مما يستطيع الشعب السوري واللبناني والعراقي تحمّله. الحقيقة المؤسفة هي أن النظام الإيراني مستعد للقتال حتي آخر علويّ سوري وآخر شيعيّ لبناني وعراقي من أجل الحصول علي قنبلته النووية.