دماء الأطفال الأبرياء على أرضية قاعة الاحتفال بالمدرسة باكستان تشيِّع ضحايا المذبحة وسط صدمة تشعلها روايات الشهود شيعت باكستان أمس ضحايا المذبحة البشعة التي تبنتها حركة «طالبان باكستان» وقتل فيها 132 طفلا وعشرة أشخاص آخرين في مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور. وفي اليوم الأول من أيام الحداد الثلاث التي أعلنتها الحكومة عقب المذبحة، أجريت في بيشاور ومحيطها أمس جنازات جماعية وسط صدمة في البلاد اثر الهجوم الذي شنه سبعة مسلحين يرتدون زي الجيش وطاردوا فيه الأطفال بين فصل وآخر داخل «مدرسة الجيش العامة». وفي اليوم التالي علي المذبحة تكشفت تفاصيل الهجوم الذي انتهي بعد معارك استمرت سبع ساعات مع مقتل ستة مهاجمين، وأفاد شهود أنه كان منظما جيدا..ونقلت رويترز عن سائق لإحدي حافلات المدرسة ان المهاجمين «جاءوا في شاحنة صغيرة قادوها إلي خلف المدرسة وأشعلوا النار بها لقطع الطريق ثم ذهبوا إلي البوابة الرئيسية وقتلوا جنديا وحارسا وبستانيا، قبل أن يدخلوا المدرسة». ومن جهته قال المتحدث باسم الجيش «عاصم بجوة» ان المهاجمين توجهوا ناحية قاعة للاحتفالات داخل المدرسة كان يحتشد أطفال لم تتعد اعمارهم 12 سنة - لمشاهدة عرض مدرسي وبدأوا في إطلاق النار بشكل عشوائي«، مشيرا إلي انتشال نحو مائة جثة من القاعة وحدها. وأضاف ان المسلحين صعدوا بعد ذلك إلي الفصول الدراسية فاتحين النار علي من بالداخل. وأوضح ان المهاجمين أشعلوا النار في معلمات وهن أحياء، كما قتلوا مديرة المدرسة التي احتمت داخل دورة مياه مكتبها حيث أمطر المسلحون الباب المغلق بالرصاص فسقطت قتيلة». ومن سريره في المستشفي قال احد الناجين ويبلغ من العمر 16 عاما ان المسلحين كانوا يطاردون التلاميذ تحت المقاعد لقتلهم. وفي حين لاتزال باكستان تعيش صدمة المذبحة البشعة، ألغي رئيس الوزراء «نواز شريف» وقف العمل بعقوبة الاعدام أمس. وندد شريف بهذه «المأساة الوطنية» التي ارتكبها «وحوش» وقال في اجتماع أمني عقده في بيشاور أمس «علينا ألا ننسي هذه المشاهد.. وهي مشاهد الثقوب في أجساد الأطفال الأبرياء ووجوههم التي مزقها الرصاص».. وصرح مصدر أمني بأن الجيش وجه مزيدا من الضربات الجوية لمواقع تابعة لطالبان هناك في وقت متأخر مساء أمس الأول وقتل فيها 11 مسلحا بينهم أربعة من طالبان باكستان. وبحسب مراقبين فإن الحركة تسعي من وراء الهجوم - وهو الأكثر دموية وبشاعة في تاريخ باكستان - لإظهار انها لا تزال قادرة علي ضرب قلب المؤسسات رغم اضعافها جراء هجمات الجيش. وقالت الحركة ان المدرسة كانت تضم أبناء القادة العسكريين لكن متحدثا باسم الحكومة قال ان معظم القتلي كانوا أبناء مواطنين عاديين. وطالبان الباكستانية متحالفة مع طالبان الأفغانية ومع تنظيم القاعدة ومقاتلين أجانب آخرين. وتتهم باكستان منذ فترة أفغانستان بعدم بذل ما يكفي لقمع المسلحين. أما أفغانستان فتلقي باللائمة علي باكستان لسماحها لجماعات متشددة مثل طالبان الأفغانية وشبكة حقاني بالعمل بحرية علي الأراضي الباكستانية وشن هجمات في أفغانستان.