بقدر ما تعلمت من معاني الحب بقدر ما كرهت افتراءهم الكذب علي دين هو عكس ما يفعلون ولكن كما ان العفو برهان علي الحب فان جهادهم برهان حاد يقطع نصله الخبيث عن الطيب لحظات تمر بالانسان تغير حياته.. تكشف له معاني قد يظن أنه كان يفهمها.. ولكن عندما يستوعب حقيقة ما كان يظن أنه يفهم.. يدرك جهله.. فمع وصول كل واحد منا الي الدنيا يحاط بحب مفرط من أهله وتظل هذه الاحاطة بلا فتور مع مرور الدهر .. وعندما تأتي ساعة تدور العقارب عكس الاتجاه الذي ظلت تسير عليه سنين تجدها بطيئة في أحسن الاحوال ومتوقفة في احيان أخري ملعونة ..تري الجحود سيد تصرفات الابناء مع آبائهم..وتري منهم أيضا من حسنت أخلاقه يؤدي فروضه كواجبات بلا روح ..وانا كنت كذلك أفعل الواجب علي أنه حب معتقدا انه لا درجات أعلي مما أقدمه وحقا لم يصادفني مثالا كان في موقفي فعل أكثر مما أفعل..ولكن عندما تعلمت الحب أدركت ضآلة أفعالي..ففي لحظة عندما يشاء الله تدرك سر الحب فتري حب الله لك في ستره ، رزقه، حفظه، ذكره، قربه ، مواساته، اشفائه، عطائه ،وده ،غوثه ، احاطته ، تدبيره لأموري وفي علمه بأحوالي فهو لا ينساني وأنا أنساه رغم أنني الفقير اليه وهو الغني عني..حليم لم يأخذني بذنوبي الكثيرة الممتدة وامهلني لأتوب بل وفتح أبوابا للتوبة كثيرة لعلي أدرك احداها.. فالحب هو ان تفعل الخير دون مقابل في الحاضر أوالمستقبل.. بل هو أن تفعل الخيرمع من اساء اليك.. تفعله لانك بفعله ترضي الله حبيبك ..وهذا هوالبرهان .. وعلي مقدار عفوك ورحمتك وصبرك وخيريتك يقف حبك لله.. لا ادعي شيئا من هذا ..ولكن عندما نتأمل اصطفاء الله لرسوله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وتتدبرمواقف حياته وأخلاقه تجد عفوا وصفحا ولينا ورحمة كانت هي سر الاصطفاء فهذه هي الغاية المنشودة من الخلق وكذلك سيدنا أبو بكر لم يسبقنا كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم بكثير صلاة وصيام وانما بشئ وقر في قلبه وأجمع العلماء أن هذا الشئ هو حبه لله ورسوله ،وتأكيد الرسول صلي الله عليه وسلم لسيدنا عمربن الخطاب انه لايكتمل ايمانه الا اذا كان الله ورسوله احب اليه من نفسه التي بين جنبيه،.. هذا هو الدين ظاهره وباطنه فأين نحن ؟ ثم سأهبط درجات كثيرة واسأل أين داعش والاخوان؟ مال الاسلام وأفعالهم .. بقدر ما تعلمت من معاني الحب بقدر ما كرهت افتراءهم الكذب علي دين هو عكس ما يقولون وما يفعلون.. ولكن كما ان العفو والرحمة والتسامح براهين علي الحب فان جهاد هؤلاء هو برهان حاد يقطع نصله الخبيث عن الطيب فمثل هؤلاء لايظهرون في كل الازمنة و ظهورهم اية أن الله اراد أن يميز الصالح من الطالح.. وكان أمر الدين في جهاد هؤلاء من أكثر الأوامر شدة فقال الله تعالي في الاية33 من سورة المائدة «انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم». وفي حديثين بالصحيحين عندما طلب أحد المسلمين من الرسول أن يعدل في تقسيم غنائم وأراد سيدنا عمر أن يقطع رأسه فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم اتركه يا عمر فان له أصحابا يأتون من بعده تحقرون صلاتكم الي صلاتهم وصيامكم الي صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يخرجون حين فرقة من الناس طوبي لمن قتلهم وقتلوه..وفي الحديث الثاني قال رسول الله صلي الله عليه وسلم جعل الله لكل نبي أصحابا وحواري فيخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يأمرون من جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهومؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل.