دور مهم للأزهر عبر مبعوثيه لتصحيح المفاهيم ونقل الصورة الحقيقية للإسلام اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مواجهة الإرهاب وإن كانت تتطلب تنسيقاً أمنياً مشتركاً إلا أنها تحتاج أيضا إلي التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تطوير التعليم وتوافر فرص العمل. وشدد الرئيس علي الدور الذي يمكن أن يقوم به الأزهر الشريف عبر مبعوثيه لتصحيح المفاهيم ونقل الصورة الحقيقية للإسلام بسماحته واعتداله. جاء ذلك خلال لقاء السيسي امس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، منج جيانتشو، المبعوث الخاص للرئيس الصيني، وعضو المكتب السياسي ورئيس اللجنة القانونية والأمنية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والذي يقوم بزيارة مصر علي رأس وفد صيني رفيع المستوي. وقد حضر اللقاء اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وسامح شكري، وزير الخارجية، فضلاً عن السفير الصيني بالقاهرة. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن المبعوث الصيني استهل اللقاء بنقل تحيات وتقدير الرئيس الصيني الي الرئيس، منوهاً إلي الدعوة الرسمية الموجهة إلي الرئيس لزيارة الصين خلال شهر ديسمبر المقبل، ومؤكدا علي الأهمية التي توليها بلاده لهذه الزيارة وحرص الرئيس الصيني علي توجيه كافة الجهات الصينية المعنية بالعمل علي إنجاحها. وأضاف المبعوث الصيني أنه سيتم الإعلان أثناء الزيارة عن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلي مستوي «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، بما يتناسب مع تميزها وامتدادها علي مدي ستين عاماً، مؤكداً أن بلاده تشيد بكافة الإجراءات التي اتخذها الرئيس علي صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال المبعوث الصيني أن بلاده تعتز بعلاقاتها مع مصر وتنظر إليها كشريك استراتيجي، في كافة المجالات، ومن بينها المجال الأمني والقانوني، وذلك جنباً إلي جنب مع المجالات الاقتصادية، آخذا في الاعتبار ما يواجهه البلدان من تحديات الإرهاب. وأشاد بالجهود المصرية المبذولة علي صعيد مكافحة الإرهاب، منوهاً إلي رغبة بلاده في تعزيز تعاونها الأمني مع مصر لمواجهة المخاطر الأمنية المشتركة. وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس طلب نقل تحياته وتقديره للرئيس الصيني، منوهاً إلي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث كانت مصر من أوائل دول العالم التي اعترفت بالصين، مؤكدا علي اعتزاز مصر بعلاقاتها مع بكين وتأييدنا لسياسة الصين الواحدة. وعلي الصعيد الاقتصادي، أشار الرئيس إلي تطلعنا لقيام الصين بزيادة استثماراتها في مصر، لا سيما في ضوء العديد من المشروعات الاستثمارية الواعدة التي يجري تنفيذها حالياً في مصر أو التي يتم الإعداد لها، ومن بينها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، وإنشاء مدينة للتجارة الدولية، وما يرتبط بهما من فرص استثمارية وصناعية، الأمر الذي سيساهم في إيجاد أسواق جديدة لتصريف المنتجات الصينية في أوروبا وإفريقيا. كما أكد علي أهمية تفعيل التعاون الثلاثي مع الصين لصالح القارة الإفريقية. وأكد المبعوث الصيني علي عزم بلاده تشجيع الشركات الصينية علي الاستثمار في مصر والمساهمة في المشروعات التنموية الكبري. وأكد الرئيس علي أهمية العامل الزمني لتنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين لتحقيق تقدم بشكل متوازٍ علي كافة الأصعدة. كما أولي التعاون في المجال السياحي اهتماما خاصاً؛ فأعرب المبعوث الصيني عن تقدير الشعب الصيني للحضارة المصرية القديمة ولاسيما السياحة الثقافية. وأكد علي قيام بلاده بتشجيع المواطنين الصينيين علي زيارة مصر.