أكدت الدكتورة شادية محمد، مدير عام إدارة المنظمات الدولية للتراث الثقافي بوزارة الآثار، في تصريحات خاصة «للأخبار»،أن هناك إتجاها لخروج موقع «دير أبو مينا» ببرج العرب بالإسكندرية، من قائمة التراث العالمي «المُهدد بالخطر» لليونسكو»، بعد مرور 13 عاماً علي نقله من قائمة «التراث العالمي»، وإدراجه علي «قائمة الخطر» منذ عام 2001، وتأتي الخطوة الجديدة وفقاً لما إتخذته مصر من خطوات جيدة وجادة نحو تنفيذ توصيات لجنة «التراث العالمي» باليونسكو، والتي عقدت اجتماعها في العام الماضي، حيث تم وضع «خطة الإدارة» الخاصة بموقع «دير أبو مينا»، ضمن التقرير السنوي الذي تم ارساله إلي اللجنة في نوفمبر الماضي، وقالت : يُشير التقرير إلي أنه تم بدء التنفيذ الفعلي ل «خطة الادارة» التي تستغرق 5 سنوات، وتشتمل علي خطة «طويلة»، وأخري «قصيرة» المدي، مُتضمنة خطة الصيانة والترميم بشكل دوري «طويلة» المدي، علي أن تتضمن الأبحاث الخاصة بالمنطقة، من مفتشي الآثار، والنشر العلمي لهذه الأبحاث.. بالإضافة إلي إعداد خطة لتقديم التدريب اللازم للعاملين، وخطة محددة لبرامج الزيارات للمواقع الآثرية.. حتي لا تؤثر السياحة بشكل سلبي علي القيمة الاستثنائية لهذه المواقع.. وتتضمن أيضاً الإجراءات التي اتخذتها الدولة للتعامل مع التعديات وهذا جار العمل فيه.. وأوضحت الدكتورة شادية محمد، أن الدولة مُلتزمة بتقديم تقرير يشتمل علي التنفيذ الفعلي لخطة الادارة للموقع المُدرج بالقائمة في فبراير القادم.. وأشارت إلي أن التوصيات أكدت إمكانية خروج الموقع من قائمة الخطر، وذلك في اجتماع اللجنة المقرر عقده في ألمانيا في يونيو القادم، في حال تقديم مصر تقريرا بخطوات جادة نحو تنفيذ «خطة الإدارة» للموقع.. وقالت : إن مصر تمتلك «6» مواقع ثقافية، مُدرجة علي قائمة التراث العالمي، هي : مدينة طيبة القديمة(الأقصر)، ومدينة القاهرة التاريخية، وممفيس القديمة (منطقة الأهرامات من الجيزة إلي دهشور)، وآثار النوبة (من أبو سمبل إلي فيلة)، وموقع سانت كاترين، وموقع أبو مينا وهو الموقع الوحيد الذي نُقل فقط إلي قائمة التراث العالمي «المُهدد بالخطر»، وتم نقله وإدراجه علي «قائمة الخطر» في عام 2001، وقد جاء هذا القرار من لجنة «التراث العالمي» باليونسكو، نتيجة عدم التزام الدولة بوضع «خطة ادارة» للموقع، بالإضافة إلي التعديات سواء من البدو الذين شيدوا منازل، وكذلك الأقباط الذين شيدوا كنيسة «مؤقتة خشبية»، ومكانا للزوار داخل الحرم الأثري.. بالإضافة إلي مشكلة المياه الجوفية التي اثرت سلبيا علي البقايا الآثرية، خاصة قبر «ماري مينا» الأثري.. وأكدت الدكتورة شادية محمد، أن خطة إدارة موقع «أبو مينا»، التي وضعتها إدارة المنظمات الدولية بالوزارة وإعتمادها من قطاع الآثار الإسلامية، وقامت الوزارة بإرسالها إلي لجنة التراث العالمي، وأشادت اللجنة بإيجاد الحل الجذري والدائم لمشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية، حيث تقرر إجراء دراسة علمية دقيقة لإيجاد حل جذري ودائم لتلك المشكلة والذي تقدمت به الوزارة، وتدبير التكاليف اللازمة لها ضمن المبلغ المخصص وقيمتة «100» ألف دولار، مساعدة من لجنة التراث العالمي لمصر لتنفيذ خطة حماية الموقع. وأوضحت الدكتورة شادية محمد، أنها قامت بعرض كافة التفاصيل الخاصة بمشروع صيانة وحماية موقع «أبومينا» أمام مؤتمر«الخبرات في مجال التراث العالمي بقارة افريقيا، الذي عقد في نهاية الشهر الماضي في «مراكش» بالمغرب، وشارك فيه جميع الخبراء المتخصصين في التراث العالمي في أفريقيا، لمناقشة التحديات التي تواجه مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر في قارة افريقيا.. وشاركت في فعالياته ممثلة لمصر بدعوة من وزارة الثقافة بالمغرب، ومؤسسة جاسليك باسبانيا، وصندوق التراث العالمي الإفريقي بجوهانسبرج، كخبيرة في التراث العالمي، واتفاقية اليونسكو لعام 1972، مع عدد من الخبراء في مجال التراث العالمي في قارة إفريقيا، لبحث المشاكل الخاصة بمواقع التراث العالمي في افريقيا.. وتمت مناقشة كيفية توفير الإدارة الجيدة للمواقع الإفريقية المُدرجة علي قائمة التراث العالمي، خاصة المواقع الإفريقية المُدرجة علي قائمة الخطر.. وأكدت أنه سيتم إنشاء لجنة التراث العالمي للمواقع المُهددة بالانقراض، لتتابع كل ما يهم هذه المواقع، حيث إن قارة أفريقيا تملك نسبة 13٪ من المواقع «المُهددة بالخطر» علي مستوي العالم.. وأضافت : أسفر المؤتمر عن عدد من التوصيات من أهمها: وضع سياسة تقليدية لإدارة مواقع التراث العالمي.. وتسجيل وتوثيق المواقع الأثرية التي تعاني منها قارة أفريقيا.. ودمج المجتمع المحلي في إدارة مواقع التراث العالمي.. وتشجيع الدول علي مراجعة القوانين والتشريعات الخاصة بحماية الآثار، في اطار حماية وادارة وترميم التراث.