لا أظن ان الادارة الامريكية المصدومة الان بهزيمة حزبها في انتخابات الكونجرس سوف تستجيب لطلب صحيفة النيويورك تايمز وتقوم بالمجاهرة بالعداء للحكم الجديد في مصر واتخاذ اجراءات عقابية ضد مصر، ردا علي اختيار الرئيس السيسي للسيدة فايزة ابوالنجا مستشارا للامن القومي.. الاغلب ان الادارة الامريكية سوف تعمل بشكل غير مباشر ضدنا من خلال شلة التمويل السري التي انفقت عليها واشنطن بسخاء تحت دعوي نشر الديمقراطية في بلادنا.. ولعل هذا ما افصح عنه الرئيس اوباما شخصيا قبل عدة اشهر مضت، وهو يتحدث عن السياسة التي ينوي انتهاجها ازاء مصر بعد الاطاحة بمصر. لذلك علينا ان نتوقع ارتفاع اصوات اعضاء شلة التمويل السري الذين ذاقوا طعم دولارات منظمة الوقف الامريكي للديمقراطية لمناهضة الحكم الجديد في مصر واعاقة جهوده لانتشال مصر من أزمتها الاقتصادية، خاصة وان هذه الشلة لها ثأر لدي فايزة ابوالنجا التي كشفت كيف استخدمت واشنطن أموالها السخية لهذه الشلة في اختراق مجتمعنا وتهديد أمننا القومي وفرض الوصاية الامريكية علينا وتمكين الاخوان من حكم بلادنا بعد 25 يناير 2011.. كما ان اعضاء هذه الشلة يخشون ان يكون تولي فايزة ابوالنجا موقع مستشار الرئيس للامن القومي ايذانا بفتح ملفات التمويل السري الاجنبي، خاصة الأمريكي، وهي الملفات التي اغلقت قبل عامين في ظل تصاعد الضغوط الامريكية علينا.. اي ان اعضاء هذه الشلة لديهم دوافعهم الخاصة في تنفيذ الخطة الامريكية للنيل من مصر. اما واشنطن فان دوافعها تتجاوز دوافع اعضاء شلة التمويل السري والتي تتركز في الخوف من الفضح والمحاسبة وتوقف هذا التمويل.. دوافع واشنطن تتمثل في الخوف من فقدان ضغوطها علي مصر تأثيرها وجدواها وهذا ما فهمته واشنطن من قرار الرئيس السيسي الشجاع بتعيين فايزة ابوالنجا مستشارا له للامن القومي.. لذلك سيكون تحريض واشنطن هذه الشلة علينا اكبر خلال الايام القادمة. غير ان مناعة المجتمع اليوم ضد ما يمكن ان تبثه هذه الشلة من سموم أكبر من الامس واذا كانت فايزة ابوالنجا خاضت بمفردها معركة قبل ثلاث سنوات للتصدي للاختراق الأمريكي لبلدنا من خلال هذه الشلة فانها ستجد حولها اليوم ملايين المصريين وهي تؤدي دورها في حماية الامن القومي المصري من كل المخاطر وهذا هو سر الانزعاج الامريكي من عودتها للحكم.