هل يمدد شوقي غريب قدميه، ويستريح كما الشافعي؟! يبدو أن هذا ليس بعيدا، وأن إلغاء بطولة الامم الافريقية لكرة القدم في دورتها الجديدة المقررة بالمغرب في يناير المقبل بات طرحها موجوداً، وهو ما لو حدث فإن المدير الفني لمنتخب مصر الذي كان ياور المعلم شحاته في الانجاز الثلاثي وإحراز لقب البطولة في 2006 و 2008 و 2010، لن يحاسبه أحد علي إخفاق في التآهل للمغرب يبدو محتملاً بنسبة أعلي من امكانية تحقيق الصعود. إلغاء البطولة هذه المرة انتقل الحديث عن احتماله من دائرة الهمس في مقر الاتحاد الافريقي بمدينة 6 أكتوبر إلي صوت مسموع في أروقة الكاف، وذلك علي خلفية تعثر مفاوضات الكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد في المغرب واجتماعاته مع عدد من المسئولين المغاربة علي رأسهم محمد اوزين وزير الشباب والرياضة. عيسي الذي بذل جهداً كبيراً خلال تواجده بالرباط في اقناع المسئولين بأن هاجس الايبولا ليس مقنعاً وأنه لا توجد ثمة مخاطر حقيقية من تفشي هذا الفيروس وكرر حياتو للمغاربة كثيراً أن الخطوط الجوية المغربية مستمرة فيرحلاتها لكل دول القارة بما فيها الدول التي ظهرت بها حالات للايبولا، وثانياً أن المغرب سوف تنظم نهاية الشهر الجاري بطولة كأس العالم للأندية والتي يحضرها عدد كبير من مختلف دول العالم، إضافة إلي أن الايبولا لم يعد فيروس افريقيا فقط بل أن هناك من الدول الأوروبية ومنها اسبانيا المجاورة للمغرب ظهرت بها حالات ايبولا أكثر من دول افريقيا. وتمسك حياتو خلال مناقشاته مع المغاربة باقامة البطولة في موعدها في الاسبوع الثالث من يناير والنصف الاول من فبراير رافضا فكرة التأجيل. الجانب المغربي الذي مثله في المفاوضات مع الكاف محمد اوزين وزير الرياضة عرض مخاوف بلاده من فكرة التنظيم وما يمكن ان تؤثر معه علي النشاط السياحي الذي يمثل الرافد الاهم للدخل القومي المغربي، وأن المغرب لا ترغب في التفريط في نيل شرف تنظيم البطولة الافريقية ولا تعرض أبداً فكرة التخلي عن حقها في استضافة البطولة لكنها تعرض ولاسباب موضوعية تتعلق باوضاع صحية وما صدر عن هيئات دولية من تحذيرات، تأجيل موعد البطولة، وعرض المغاربة علي حياتو موعدين مقترحين في ابريل 2015 أو يناير 2016 إذا ما تمسك الكاف بالموعد الشتوي للنهائيات، وهذا لا يخل بموعد البطولة في دورتها 2017. عيسي حياتو طلب بشكل غير رسمي مقابلة الملك محمد السادس لعرض الأمر عليه، لكن هذا اللقاء لم يتم وغادر رئيس الكاف الرباط ومعه قرار واحد من المغاربة وهو طلب تأجيل البطولة. مشفوعاً بالموعدين المقترحين أو ما يراه الكاف مناسبا، ولم يتمكن حياتو من اقناع اوزين بكل ما عرضه من اجراءات صحية وقائية يساعد فيها الكاف بلجانه الطبية ويفرض معها شروطا صحية مشددة حتي لو اقتضي الأمر اشتراط اخضاع كل لاعب أو إداري أو إعلامي مشارك في البطولة لفحص طبي دقيق قبل خروجه من بلاده إلي المغرب، لكن المسئولين المغاربة تمسكوا بطلب التأجيل بل ووصل الأمر الي حد نشر بعض وسائل الإعلام المغربية نبأ موافقة الكاف مع طلب المغرب بالتأجيل، وهو ما أغضب حياتو وهو موجود في الرباط واضطر معه الاتحاد الافرقي إلي نشر تأكيد صريح منه بأنه لم يوافق علي طلب التأجيل. عيسي حياتو وهو عائد من المغرب هاتف بعض مسئولي الكاف واستقر علي منح المغرب فرصة أخيرة حتي 8 نوفمبر لاعلان قرار نهائي بعد أن ألمح لهم بأنه في حال اضطرار الكاف الغاء البطولة في هذه الدورة فإن عقوبات مالية مشددة سوف تفرض علي المغرب ربما بقيمة تساوي ما سيتحمله الكاف من خسائر مالية بعدة ملايين من الدولارات نتيجة اخلال الاتحاد بعقود مع الشركات الراعية. ونظراً لخطورة الموقف وتأكيد حياتو أن تراجع دولة عن تنظيم البطولة قبل ظهيرن فقط من موعدها أمر غير مسبوق ولم يحدث في تاريخ كأس الامم، وفي ظل تعاقدات الرعاة والخسائر الكبيرة المتوقعة، استقر حياتو مع إدارة الكاف ولجنة التسويق برئاسة عمرو شاهين علي عرض الأمر بكل تفاصيله المالية علي المكتب التنفيذي ليتم دعوته للاجتماع بالقاهرة.. خلال الفترة من 8 الي 11 نوفمبر الجاري لاستعراض الموقف ما بين طلب المغرب بالتآجيل وهو ما يبدأ وحتي الان مستبعداً ومرفوضاً بشدة لدي حياتو واللجنة. الفنية ولجنة المسابقات، والاضطرار لقرار الغاء البطولة هذه الدورة وهو ما يبدو محتملاً، خاصة في ظل عدم تقدم أي دولة حتي الان برغبة جادة في استضافة البطولة وكان حياتو يأمل كثيراً فغي أن تتقدم مصر بطلب الاستضافة لانقاذ الموقف لكن هذا لم يحدث لاسباب واعتبارات كثيرة كما تراجعت الجزائر عن رغبة ظهرت إعلامية فقط ولم تفشل محاولة مسئولة الكاف مع جنوب افريقيا، الأمر الذي جعل من قرار الالغاء احتمالاً بنسبة أعلي، ليتعرض المغرب لعقوبات توازي حجم الخسائر. ويبدو أنه قد آن لشوقي غريب ان يمدد قدميه من عناء التفكير في السنغال وتونس!!