فاطمة كشرى لا تعرف القراءة ولا الكتابة ولكنها اصرت على تعليم ابنائها الثلاثة «سبنسه القطار».. هو المكان المتاح لهن، ينتظرن مع كل محطة الانتقال الي الدرجة الاعلي، قد يدفعهم إلي هذا العمل الحاجة أولا أو لتحقيق رغبة دفينة في التمثيل والشهرة، كلما تقدم قطار العمر بهم انحسرت الأضواء دون حماية او ما يكفل لهم مجرد العيش المعقول.. دائما نراهم يتجمعون امام القهوة الشهيرة «قهوة بعرة». انهم طائفة الكومبارس الذين لا يمكن الاستغناء عنهم في أي عمل فني. في كل قطاعات العمل الفني يمثلون قطاعا كبيراً ولكن بعض المخرجين ينظر اليهم علي أنهم مجرد أداة من أدوات الانتاج في مواجهة المشاهد الخطرة تجدهم.. القليل منهم قد يشتهر حتي ان المخرجين يطلبونه بالاسم ومع ذلك نظل علي درجة كومبارس.. ومن يلمع منهم ويغادر «سبنسة الكومبارس» يعد علي اصابع اليد الواحدة.. ومع ذلك يكون حافزاً للآخرين ان يكونوا في نفس المكان ولكن قد يمضي قطار العمر دون تحقيق ذلك فاطمة كشري واحدة من هؤلاء الكومبارس.. افنت عمرها في هذا المجال.. كان دخولها اولا بدافع الحب للفنان نور الشريف كبطل وفتي احلام الفتيات.. وللملك فريد شوقي وحش الشاشة الذي يمثل الجدعنة والدفاع عن المظلومين والغلابة.. وحقق الله لها الحلم فكان اول مشهد لها في عالم الكومبارس في فيلم للفنان نور الشريف صراع الاحفاد» وكان اجر هذا المشهد عشرة جنيهات. فاطمة كشري لا تعرف القراءة ولا الكتابة ولكنها اصرت علي تعليم ابنائها الثلاثة.. ابنتها الصغري طالبة الحقوق تساعدها علي حفظ المشاهد التي تقوم بها في الافلام وبعض المسرحيات توالت عليها المشاهد حتي بات وجهها معروفا لدي الجمهور وبعض المخرجين، يطلبونها بالاسم لكنها تغيرها من الكومبارس تعاني من المشاكل النقابة لا تنظر اليهم.. كثير منهم ضاعت حياته ما بين انتظار «أوردر» او انتظار فيلم تأخر تنفيذه.. مشاكلهم كثيرة خاصة عندما يكبرون او يبلغون السن القانونية لا يجدون معاشا او تأمينا صحيا وقد لا يجدون قوت يومهم.. فهم يعملون ويرزقون يوما بيوم كعمال التراحيل وكثير من الاعمال التي لا تجد من ينظر اليه او يرعاه. بعضهم يعمل في مؤسسات أو هيئات ويحاربون هذه المهنة كهواية وهؤلاء يعتبرون أفضل حالا لانهم يجدون معاشا عندما يصلون السن القانونية اما الاخرون فإنهم ضائعون في الحياة لا يجدون قوت يومهم ينتظرون أوردراً قد لا يأتي ابداً.. حتي ان المشتركين في شعبة الكومبارس بالنقابة لا يحصلون علي اي خدمات وطبعا لا تأمين صحي. الكثير منهم يتعرض للاخطار وقد يصاب اصابات خطيرة.. فمثلا من يقومون بالدوبلير بديلا عن البطل في المشاهد الصعبة كحوادث السيارات او السقوط من اعلي قد يصابون ولا يجدون من يسأل عنهم. بعض من يعملون كومبارس يجددون كارنيه الشعبة فقط سنويا بستة جنيها حتي يستطعيوا العمل فقط.. فاطمة كشري تحلم ان تقوم بدور فيه مساحة كبيرة كمعلمة او صاحبة قهوة مثلا.. وهي تحب الجدعنة من غير بلطجة ولا فتونة.. وتؤكد ايها يمكن ان تدافع بشراسة وضرب حقيقي عن انسان مظلوم غلبان. وعن سبب تسميتها بفاطمة كشري قالت ايها تقوم بالوقوف والبيع للزبائن علي عربة الكشري الخاصة بزوجها وابنها في احد الاحياء الشعبية في الاوقات التي لا تعمل فيها لتساعد الزوج والابن علي تحمل تكاليف الحياة الصعبة التي يعيشونها جميعا. فاطمة عبدالباسط