الرئيس خلال لقائه بوفد اتحاد الصحفيين العرب وإلى جواره يوسف بهبهانى رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب المصريون رفضوا الإسلام السياسي رغم أنهم شعب متدين المنطقة العربية تمر بأصعب مراحلها التاريخية علي الإطلاق أعضاء الوفد يناشدون الرئيس العفو عن الصحفيين المحبوسين والرئيس: لابد من حكم نهائي أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن دقة المرحلة والظروف الحالية التي تمر بها المنطقة تقتضي الالتزام «بالضمير الفكري» الذي يفرض التناول الإعلامي بموضوعية وحيادية تامة، بغية إيجاد ظهير فكري مساند للأوطان العربية في مواجهة ما تشهده من مخاطر تستهدف النيل من مقدراتها. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، ظهر امس بمقر رئاسة الجمهورية، وفد اتحاد الصحفيين العرب، برئاسة يوسف بهبهاني، رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب، وبحضور كل من نواب رئيس الاتحاد، والأمناء المساعدين، ونقباء الصحفيين في الوطن العربي، وممثلي رواد الصحافة العربية، وحاتم زكريا، الأمين العام للاتحاد.. يأتي اللقاء في بداية احتفالات الاتحاد بيوبيله الذهبي ومرور 50 عاماً علي تأسيسه. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس قد استهل اللقاء بتهنئة وفد اتحاد الصحفيين العرب باليوبيل الذهبي لإنشائه، كما رحب أعضاء الاتحاد في وطنهم الثاني مصر. و ذكر خلال اللقاء أن التطور الذي طرأ علي وسائل الإعلام والاتصال بفضل التقدم العلمي والثورة التكنولوجية قد أدي إلي انتشارها الواسع وجعل منها المصدر الرئيسي الذي يلجأ إليه المواطنون لاستيفاء المعلومات عن كل الموضوعات السياسية والاجتماعية والثقافية وحتي الدينية، ولذلك فإن المؤسسات الصحفية العربية، تضطلع بدور محوري في تشكيل وزيادة وعي المواطنين بقضايا الأمة. وأشار الرئيس إلي أن تجربة السنوات الثلاث الماضية في مصر أسفرت عن رفض الشعب المصري لما يطلق عليه «الإسلام السياسي»، وذلك علي الرغم من أن المصريين متدينون بطبيعتهم سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، إلا أن الوعي المصري الذي تبلور خلال الفترة الماضية كان كفيلا بالحكم بفشل هذه التجربة وعدم قابليتها للنجاح أو الحياة بعد أن ثبت أن هذا الفكر لا يعتقد إلا بصحة ذاته، وليس لديه اقتناع بإمكانية التعايش مع الآخرين. وفي هذا الإطار، شدد الرئيس علي أهمية تصويب الخطاب الديني لإيضاح حقائق الأمور، والتأكيد علي أن ما تشهده بعض دول المنطقة من أعمال القتل والتدمير ليست من الدين في شيء، ولكن الممارسات الخاطئة هي المسئولة عما آلت إليه الأوضاع في المنطقة. وأعرب الحاضرون عن تمنياتهم بأن تكلل جهود الرئيس والحكومة المصرية لتحقيق التنمية الشاملة بالنجاح. كما قدموا تهنئتهم لمصر، حكومةً وشعباً، بمناسبة احتفالها باِنتصارات أكتوبر التي مثلت نصراً عسكرياً وسياسياً، منوهين إلي الدور الريادي لمصر في المنطقة وارتباط أمن واستقرار الدول العربية بها. كما أكدوا علي أهمية الدعم المصري لاتحاد الصحفيين العرب ليساهم بدور فاعل في هذه المرحلة الفارقة التي تشهدها المنطقة. وأضافوا أن مصر هي الدولة النموذج التي تحذو دول المنطقة حذوها، ومن ثم فكلما كانت مصر أكثر أماناً واستقراراً، وكان شعبها متمسكاً بوحدته، ساعدت دول وشعوب المنطقة علي نبذ التطرف والتعصب، سواء كان مذهبياً أو عرقياً. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد أن المنطقة تمر بواحدة من أصعب وأدق مراحلها التاريخية، إن لم تكن أصعبها علي الإطلاق، وهو الأمر الذي يؤكد علي مدي حاجة المواطن العربي إلي الوعي الصحيح بأوضاع المنطقة والأسباب التي أدت إليها. وأشار إلي أن مصر لا تدخر جهداً للمساهمة في استعادة الهدوء والاستقرار النسبي في دول المنطقة التي تعاني من الاضطرابات السياسية وعدم الاستتباب الأمني، ومن بينها ليبيا، مؤكداً دعم مصر الكامل للمؤسسات الليبية الشرعية التي تأسست بناء علي الإرادة الحرة للشعب الليبي، فضلاً عن أهمية دعم الجيش الوطني الليبي. وقد ناشد عدد من الحضورالرئيس لإصدار عفو رئاسي عن الصحفيين المسجونين أو المحتجزين في مصر؛ فأوضح الرئيس أنه يُقدر أن الأسلوب الأمثل للتعاطي مع التجاوزات التي يرتكبها بعض الصحفيين هو ترحيلهم خارج البلاد، مؤكداً أنه لا يمكن التعقيب علي أحكام القضاء الذي يتمتع باستقلالية كاملة في مصر، فضلاً عن أن القانون المصري ينص علي ضرورة أن يكون الحكم الصادر «نهائياً وباتاً» ليتمكن رئيس الدولة من إصدار العفو.. وفي هذا الصدد، عقب ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، بأن الصحفيين المصريين المحتجزين حالياً هم خمسة صحفيين فقط، تجري محاكمتهم في قضايا لا تتعلق بالنشر، وقد تم تقديم كل المساعدات القانونية لهم والعمل علي ضمان حسن معاملتهم. وأضاف أن الدستور المصري قد ضم نصوصاً غير مسبوقة فيما يتعلق بحرية الصحافة والنشر، وأنه جار العمل علي تحويل هذه النصوص الدستورية إلي قوانين يتم تفعيلها علي أرض الواقع بما يثري العمل الصحفي المصري ويُمكن الصحفيين المصريين من أداء مهامهم علي الوجه الأكمل. وقد ذكر نقيب الصحفيين المصريين أنه بعد صدور أحكام نهائية وباتة بحق الصحفيين المصريين المسجونين، فإنه يرجو من الرئيس بالنظر في إصدار عفو رئاسي عنهم. وألقي حاتم زكريا أمين عام الاتحاد كلمة قال فيها: إن اختيار اتحاد الصحفيين العرب كدولة لمقر الاتحاد هو تقدير في محله لدور مصر الرائد في المنطقة العربية.. وأن ذلك يأتي تأكيداً لمكانتها كدولة حاضنة وراعية لمثل هذه الاتحادات باعتبارها الشقيقة الكبري لشقيقاتها من الدول العربية.. كما أن التطورات الإيجابية الأخيرة في جمهورية مصر العربية تعطينا الأمل في التعديلات التي نطالب بها ووضع الاتحاد تحت المسمي اللائق به كمنظمة اقليمية دولية، ومنحنا التيسيرات التي تخولها لنا اتفاقية المقر. ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي حاتم زكريا الأمين العام للاتحاد أن اللقاء مع الرئيس كان كعادته في لقاءاته مع النخبة يتسم بالصراحة والعفوية وأن الرئيس تناول بالشرح ما يحدث في مصر منذ 30 يونيو التي كانت تعبيراً عن إرادة الشعب المصري، مشيراً إلي أن الفترة الماضية أثبتت أنه كان من الصعب أن تسير إدارة البلاد كما هي. وقال زكريا إن الرئيس تحدث عن اهتمامه بحرية الصحافة، وتحقيق ديمقراطية حقيقية، مؤكداً أهمية حياد الصحافة في تناول الأحداث لصالح الأوطان العربية، وتناول الآراء بما لا يضر مصالح البلاد ببعض المفاهيم الخاطئة عن حقيقة الأوضاع. وقال أمين عام الاتحاد إن الرئيس السيسي طالب بالتوعية الفكرية لمواجهة الاختراقات الخارجية والداخلية.. وشدد علي حرية الصحافة وربطها بالمسئولية.. وتحدث عن المنظمات والإعلام الذي لا ينقل الصورة الحقيقية للأحداث التي تدور وتقع في مختلف الدول العربية.. وأكد أن مصر ستبقي دائماً سنداً أساسياً لجميع الدول لأن أمن مصر من أمن الدول العربية.. وطالب بتعاون جميع الدول العربية للخروج برؤية مشتركة لمواجهة الأخطار التي تحدث بالأمة العربية.. وأكد أن مصر حاضنة للمنظمات العربية الشعبية ووعد بدراسة دعم اتحاد الصحفيين العرب ليقوم بدوره المنوط به في المرحلة الراهنة والمستقبلية. وتحدث عدد كبير من الصحفيين العرب من بينهم نقيب الصحفيين العراقيين وحاتم زكريا أمين اتحاد الصحفيين العرب والأستاذ مكرم محمد أحمد الأمين العام السابق وضياء رشوان نقيب الصحفيين المصريين وطارق المومني نقيب الصحفيين الأردنيين وكمان المجاري وزير الإعلام الأردني الأسبق ونقيب الصحفيين لدورات عديدة وأكدوا علي دور مصر وأهمية أن تعود لدورها القيادي في المنطقة وأكدوا أن أي سقوط لمصر هو سقوط للأمة العربية. وقال كارم محمود أمين عام نقابة الصحفيين ان الرئيس عبد الفتاح السيسي اكد له ان سياسة مصر تجاه الازمات التي تضرب عددا من الدول العربية هي محاولة للاحتواء وقال نحاول اطفاء الحرائق اولا وليس حلها لافتا ان الحل يتطلب وقتا وجهدا كبيرين وضرب مثلا بما يحدث في ليبيا موضحا ان مصر تسعي لاستقرار حقيقي في الدولة الشقيقة بارادة الليبيين انفسهم مؤكدا دعم مصر للمؤسسات التي يختارها الليبيون من برلمان وحكومة فضلا عن العمل الجاد لاحياء دور الجيش الليبي الوطني مشيرا ان سياسة مصر تجاه الازمات تحظي بتوافق بين العرب جميعا مؤكدا بذل مصر اقصي ما في وسعها لاستعادة الدول العربية التي تعرضت لازمات مثل ليبيا والعراق وسوريا باعتبارها دولا مركزية ورئيسية في الوطن العربي . وقال الرئيس ان المخططات التي تحاك للامة العربية كبيرة جدا وما نراه من تلك المخططات هو جزء صغير مشيرا الي ان سقوط اي دولة بالمنطقة يؤثر سلبا علي باقي الدول العربية وقال ان التغيير الذي حدث بعد 30 يونيو كان ارادة وكلمة شعب وان المصريين «خافوا» من النموذج المطروح امامهم والذي جربوه لمدة عام كامل وشعروا كيف كان بعيدا عما كان يروج لهم من افكار تتمسح في عباءة الدين لكن عندما تمت التجربة علي ارض الواقع فشل هؤلاء ان يقدموا نموذجا يقنع المصريين بقدراتهم علي قيادة الدولة المصرية وفشلوا في بث الطمأنينة في قلوب المصريين ولذلك خرج المصريون في 30 يونيه ليرفضوا هذا النموذج الغريب. واكد السيسي علي ضرورة واهمية ودور الصحافة العربية في تشكيل الوعي والرأي العام للمواطن العربي وتبصيره بالاخطار التي تهدد الامة العربية. وفي اشارة منه لدور الاعلام العربي قال انه يحب ان يلعب دوره في اطار من الضمير الصحفي والاعلامي المهني والوطني وقبل كل ذلك الضمير الفكري ووعد في نهاية اللقاء بتقديم الدعم المادي والمعنوي من الدولة المصرية لاتحاد الصحفيين العرب.