يا صباح المدارس واللبس الجديد والسنة الجديدة.. كله جديد في جديد الا التعليم يحافظ علي قدمه وعراقته. فلازال يتمسك بنظرية السفنجة التي تؤمن بأن مخ الطالب أصله سفنجة نملأها بالمنهج طوال العام ونفرغها في الامتحان. سنوات كثيرة مضت ونحن نسمع كل عام عن تطوير التعليم وتغيير المناهج ومع ذلك دائما نحقق مركزا متقدما في قائمة أردأ تعليم علي مستوي العالم. في تصوري الحكاية تحتاج مسئولا معجزة لا يؤمن بنظرية السفنجة ويعامل كل طالب أنه حالة متفردة يمكن استخراج الإبداع والابتكار والتفكير المختلف من عقله بعد ما يدخل له المعلومات الضرورية ويحذف الكلام المميت الذي يقتل أي مخ بفيرس الحشو فيوقفه عن العمل. هذا المسئول المختلف الذي يعيش في هذا العالم المتطور لا يحدثنا عن ازمة في طباعة الكتب المدرسية والعالم كله استبدل الكتاب التقليدي بكتاب إلكتروني. لكن يبدو أن مفهوم حملة العلم عندنا تعني أن يمتهن أبناؤنا مهنة الحمار وهم يحملون أثقال كتبهم التي تؤذي ظهورهم كل يوم في طريقهم للمدرسة التي فقدت مكانتها وبريقها كمؤسسة تربي قبل أن تعلم وأصبحت عند كثير من الطلبة وأولياء الأمور مضيعة للوقت في يوم تعليمي يبدأ عندما تنتهي ساعاتها الصباحية ويتوجه كل طالب لدرسه الخصوصي. عندما نرغب في تقييم نظامنا التعليمي علينا أن نسأل انفسنا ونحن في عصر المعرفة اللامحدودة التي لم تعد حكرا علي كتب أو مدارس.. هل المعلم اليوم يخاطب عقل هذا الطالب ويسبقه بخطوات ؟ أم أن الطالب أصبح يسبق المنظومة بأكملها بطريقة تفكير مختلفة جعلت كل ما يقدم امامه من علم لا يفيده بشئ فيقرر الانسياق خلف نظرية السفنجة كي ينجح في النهاية ويحصل علي شهادة تسعد أهله لكنها لا تؤهله للعمل.