من أهم الظواهر المصاحبة لزيارة السيسي لنيويورك تلك اللافتات الضخمة التي ارتفعت في كل مكان وعليها اسم مصر وعبارات الترحيب بالرئيس السيسي لاشك أن الاهتمام الكبير والترحيب الذي يلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي من قادة وزعماء العالم المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ابلغ دليل علي استعادة مصر دورها وثقلها الدولي بعدما تأكد للعالم صدق توجهات وأهداف ثورة 30 يونيو وأنها لم تكن أبداً انقلابا عسكريا كما حاول أن يروج الإخوان وانصارهم. الشواهد كثيرة.. طلبات اللقاء مع الرئيس السيسي من أهم القادة والزعماء وفي مقدمتهم الرئيس الامريكي أوباما.. لم يرفض السيسي لكن مغزي أن يأتي طلب اللقاء من الرئيس الأمريكي أنه يريد تعديل موقفه من مصر ومن ثورة 30 يونيو وتأكيد حرص الولاياتالمتحدة علي استمرار علاقاتها الاستراتيجية مع مصر ودعمها لها في حربها ضد الارهاب بدليل اعلان الولاياتالمتحدة مؤخراً الافراج عن صفقة طائرات الاباتشي التي توقف تسليمها لمصر.. والتي من المتوقع اتمامها في أقرب وقت بعد لقاء السيسي وأوباما اليوم. السؤال الآن.. ماذا سيقول السيسي للرئيس الأمريكي وماذا سيقول أوباما للسيسي؟ المؤكد أن الرئيس السيسي سيشرح للرئيس الأمريكي موقف مصر من قضايا الارهاب وضرورة عدم قصر المواجهة علي تنظيم داعش فقط الذي سعت الولاياتالمتحدة خلال الأيام الأخيرة لاقامة تحالف دولي يتصدي له.. سيقول السيسي لاوباما أن الارهاب ليس داعش فقط.. الارهاب حولنا فيكل مكان ولن تسلم منه أمريكا وأوروبا.. التنظيمات الارهابية لا تتوقف عند داعش.. هناك القاعدة وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة وهذه تنظيمات ارهابية تعلن عن نفسها بلا خجل.. لكن قبلها يأتي خطر التنظيمات الارهابية المستترة والتي تحرك كل العمليات الارهابية في المنطقة وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين ومنظمة حماس. سيؤكد السيسي لأوباما أيضاً أن اسلوب التصدي للإرهاب يجب ألا يقتصر علي المواجهة العسكرية والأمنية فقط بل يجب أن يمتد لتبادل المعلومات والاهتمام بتنمية الدول التي تواجه خطر الارهاب وخاصة فيما يتعلق بملفات التعليم والصحة والاقتصاد حيث لا يجد الارهاب مجالا لبث سمومه إلا في الدول التي تزداد فيها نسب الأمية والفقر والمرض. أتوقع أيضاً أن يشرح السيسي الجهود التي تبذلها مصر لاعادة بناء اقتصادها ونظامها الديمقراطي واصرارها علي الوصول إلي المكانة التي تستحقها بين دول العالم وتأكيد استقلال قضائها وحرية اعلامها وصحافتها.. واحترامها الكامل لحقوق الانسان. لن يكون مستغربا أن يتحدث أوباما مطالبا السيسي بمزيد من الاجراءات لدعم الحريات والممارسة الديمقراطية ومن بينها تعديل قانون التظاهر والافراج عن الشباب المحبوسين علي ذمة قضايا جنائية واطلاق حرية عمل جمعيات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني.. وأتوقع أن يرد عليه السيسي بما يصحح مفاهيمه حول كل هذه القضايا كما قال للسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون حينما نصحه بتدقيق معلوماته عما يحدث في مصر. من أهم القادة والزعماء الذين التقي بهم السيسي أيضاً الرئيس الفرنسي اولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والعاهل الأردني الملك عبدالله ورئيسة كوريا الجنوبية ورئيس غينيا الاستوائية. ورؤساء صربيا وقبرص وبلغاريا وشيلي ورئيس وزراء اليابان ورئيس الوزراء الاثيوبي هيلا ميريام والذي دعا الرئيس السيسي لزيارة اثيوبيا. لكني أتوقف أمام لقاءات أخري مهمة جداً عقدها الرئيس السيسي مع كل من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا السابقة ووزيري الخارجية الأسبقين هنري كيسنجر ومادلين أولبرايت وأعضاء غرفة التجارة الامريكية.. من يدقق في صور لقاءي السيسي مع كلينتون وزوجته وكيسنجر وأولبرايت يلحظ مدي الترحيب من جانب هذه الرموز الامريكية بزيارة الرئيس السيسي ومدي حرصهم علي الاستماع له بكل اهتمام.. يريدون أن يتعرفوا عن قرب علي هذا الزعيم الذي أبهر العالم في شهور قليلة بقدرته علي قيادة مصر وحرصه علي عودتها إلي سابق عهدها عنصرا مؤثرا فاعلا في السياسة الدولية. وخلال لقائه مع رجال الأعمال الأمريكيين خلال اجتماعه مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية عرض الرئيس السيسي علي الشركات الأمريكية مشروعين عملاقين.. الأول انشاء مدينة سياحية للتسوق في خليج السويس توفر 500 ألف فرصة عمل.. والثاني مشروع لتحويل مصر إليمركز لوجيستي لاستقبال وتجارة الغلال.. وما يهمني في هذا المجال هو ترحيب الشركات الأمريكية بالمشروعين والارتياح الذي أبداه أعضاء غرفة التجارة الأمريكية تجاه البرنامج الاقتصادي المصري بتفاصيله ومدته والارقام التي حققها حتي الآن والمستهدف تحقيقه مستقبلاً وكذلك مشروع تنمية اقليم قناة السويس والمشروعات الكبري التي بدأت مصر طرحها.. حديث السيسي كان حديث رئيس واع متمكن من أدوات القيادة.. ولهذا حظي بالاعجاب والترحيب. من أهم الظواهر المصاحبة لزيارة السيسي لنيويورك تلك اللافتات الضخمة التي ارتفعت في كل مكان خاصة الميادين الشهيرة وعليها. اسم مصر وعبارات الترحيب بالرئيس السيسي بالاضافة إلي الالاف الذين تجمعوا أمام مقر اقامته في نيويورك للترحيب به فور وصوله والذين وقفوا أمس أمام مقر الأممالمتحدة للترحيب به أثناء القاء خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة.. صورة مبهجة مفرحة تعبر عن تأييد المصريين بالخارج لزعيمهم وقائدهم وإصرارهم علي مساندته في جهوده لاعادة بناء مصر الجديدة.