قادة عدة دول في القارات الخمس ينتظرون خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أول ظهور أمام أكبر المنابر والمحافل الدولية أهمية، والذي يجمع ممثلي كل أركان المعمورة، ومازال البعض يعتبره ضمير العالم. الكثيرون يريدون سماع كلمة مصر من قضايا الساعة والمصير والمشكلات التي ظلت مزمنة ومستعصية علي الحل بسبب عرقلة الكبار لأي تسوية سياسية سلمية شاملة وعادلة لتلك المشكلات مثل قضية فلسطين التي تظل بلا تسوية منذ عام 1948 حتي الآن بسبب الانحياز للعدوان والاحتلال والدولة الدينية العنصرية التي تغتصب أراضي شعب آخر وتريد إلغاء تاريخه وتراثه وهويته وتجرده من حقه في الحياة والوجود. الكثيرون يريدون سماع كلمة مصر بعد ثورتين عظيمتين وتجارب هائلة في مواجهة حكم الفرد المطلق والفساد وفي مواجهة جحافل وطوابير تداهم البلاد قادمة من زمن الجاهلية. الكثيرون يريدون سماع كلمة مصر حول الإرهاب الهمجي الذي يجتاح المنطقة ويدمر الحضارات العريقة ويهدم الدول ويفكك الجيوش ويفجر الفتن الطائفية والمذهبية ويرغم المخالفين في الدين علي الهجرة من الأراضي التي ولدوا وعاشوا فيها علي مدي قرون طويلة. العالم يريد أن يعرف لماذا كانت مصر سباقة في الدعوة إلي مواجهة الإرهاب، ولماذا تدعو مصر إلي ضرورة وضع استراتيجية شاملة ومتكاملة لمواجهة الأخطار التي تهدد الارتداد إلي عصور الظلام والتوحش والبربرية، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، وليس فقط علي يد تنظيم «داعش» وتستهدف هذه الاستراتيجية استئصال جذور التطرف الأعمي واقتلاع أوكاره ومعاقله. كلمة مصر ستكون لها الأهمية القصوي، وخاصة أن هناك من حاولوا استخدام الإرهابيين لتدمير المنطقة وتقويض استقرارها والقضاء علي مصر ذاتها. والعالم يعرف أن هناك من حاولوا تعجيز مصر عن مكافحة الإرهاب والدفاع عن أمنها القومي وحماية ترابها الوطني، بل وقفوا علنا إلي جانب إسناد دور للإرهابيين في السلطة! ولم يدرك هؤلاء حتي الآن ان «داعش» ليست سوي أحد أجنحة أخطبوط الإرهاب في المنطقة والعالم، والذي يشمل «القاعدة» و«جبهة النصرة» و«جماعة الإخوان» و«بيت المقدس» و«أنصار الشريعة».. إلخ. وستكون كلمة مصر حصيلة لتجارب تاريخية ودروس ثمينة تراكمت، وتشكل خلاصة لمواجهات طويلة ودامية مع القوي الظلامية، والتي دفعت مصر خلالها أغلي الدماء من شهدائها. كلمة مصر ستكون رسالة للعالم كله من رئيس أقدم دولة في التاريخ شهدت مولد الحضارة البشرية، وتملك من الخبرات ما يؤهلها لاطلاق «نوبة صحيان» توقظ الغافلين والمتآمرين علي السواء، وتعلن انتصار إرادة الشعب المصري وقدرته علي القضاء علي كل من يعترض طريق إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وحرية قراره المستقل.