سعر الدينار الكويتي اليوم السبت 20 ديسمبر 2025 أمام الجنيه    محافظ الجيزة يشيد بمبادرة وزارة التموين في توفير السلع للمواطنين    مدير تضامن الأقصر يستقبل شكاوى وطلبات المواطنين ويوجه بحلها لخدمة الأهالى    قوات إسرائيلية تفتش السوريين على أرضهم وتنصب كمين فى ريف القنيطرة    السيسي يستقبل وزير الخارجية الروسي اليوم    اليوم.. منتخب مصر يختتم استعداداته لمواجهة زيمبابوي في كأس أمم إفريقيا 2025    الأنبا فيلوباتير يستقبل وزير الرياضة ومحافظ المنيا خلال ملتقى التوظيف للشباب بأبوقرقاص    الكونغولي ندالا حكما لمباراة المغرب وجزر القمر في افتتاح كأس أمم أفريقيا 2025    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض في درجات الحرارة والعظمى 21 درجة مئوية    الشتاء يبدأ رسميا غدا ويستمر 88 يوما و23 ساعة.. أبرد فصول السنة    تعرف على سبب انفصال سمية الألفي عن فاروق الفيشاوي وقصة بكاءهما عند الطلاق    نقابة المهن التمثيلية تنعى الفنانة سمية الألفي    "عمرو دياب" .. كم أنت عظيم ؟    فوز الدكتور قياتي عاشور بجائزة الحبتور العالمية للحفاظ على اللغة العربية    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : موسم سداد الديون؟    نجم الزمالك السابق: أحمد عبدالرؤوف مُطالب بالتعامل بواقعية في المباريات    مواعيد مباريات اليوم السبت 20 ديسمبر والقنوات الناقلة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 20 ديسمبر 2025    ارتفاعات فى بعض الأصناف.... اسعار الخضروات اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    بعد قليل، محاكمة عصام صاصا بتهمة التشاجر داخل ملهى ليلي في المعادي    تعرف على مواعيد قطارات أسوان اليوم السبت 20 ديسمبر 2025    "الشيوخ" يناقش تعديل قانوني الكهرباء ونقابة المهن الرياضية غدًا    استعدادا لامتحانات منتصف العام، انتظام التدريب العملي لطلاب علوم القاهرة الأهلية    ضمن مبادرة صحح مفاهيمك، أوقاف الإسماعيلية تواصل التوعية ضد التعصب الرياضي    وزير الرى يتابع خطة إعداد وتأهيل قيادات الجيل الثاني لمنظومة المياه    سمية الألفي.. محطات رحلة العمر بين الفن والمرض    إقبال جماهيري على «حفلة الكاتشب» في ليلة افتتاحه على مسرح الغد بالعجوزة    سمية الألفي تلحق بحبها الأول فاروق الفيشاوي إلى المثوى الأخير | صور    وزير التموين ومحافظ الجيزة يفتتحان سوق اليوم الواحد في حدائق الاهرام    دار الإفتاء تستطلع هلال شهر رجب| اليوم    للنساء بعد انقطاع الطمث، تعرفي على أسرار الريجيم الناجح    المبادرات الرئاسية تعيد كتابة التاريخ الصحي لمصر    أزهري يعلق علي مشاجرة الرجل الصعيدي مع سيدة المترو: أين هو احترام الكبير؟    «مشاجرة عنيفة واتهامات بالتزوير».. تفاصيل القبض على إبراهيم سعيد وطليقته    لازاريني: 1.6 مليون شخص فى غزة يعانون انعدام الأمن الغذائى    د. خالد سعيد يكتب: ماذا وراء تحمّل إسرائيل تكلفة إزالة أنقاض غزة؟!    أحمد العوضي عن درة: نجمة كبيرة ودورها في «علي كلاي» مفاجأة    ماذا يحدث لأعراض نزلات البرد عند شرب عصير البرتقال؟    إرث اجتماعي يمتد لأجيال| مجالس الصلح العرفية.. العدالة خارج أسوار المحكمة    قتلوه يوم الاحتفال بخطوبته.. محمد دفع حياته ثمنًا لمحاولة منعهم بيع المخدرات    القوات الأمريكية تشن غارات على أكثر من 70 موقعا لداعش في سوريا    محمد معيط: روشتة صندوق النقد الدولي عادة لها آلام وآثار تمس بعض فئات المجتمع    الأنبا فيلوباتير يتفقد الاستعدادات النهائية لملتقى التوظيف بمقر جمعية الشبان    موهبة الأهلي الجديدة: أشعر وكأنني أعيش حلما    تايكوندو مصر يواصل التألق في اليوم الثاني بدورة الألعاب الإفريقية للشباب    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    الولايات المتحدة تعلن فرض عقوبات جديدة على فنزويلا    محاكمة 9 متهمين في قضية خلية البساتين.. اليوم    مصر للطيران تعتذر عن تأخر بعض الرحلات بسبب سوء الأحوال الجوية    محمد معيط: أتمنى ألا تطول المعاناة من آثار اشتراطات صندوق النقد السلبية    شهداء فلسطينيون في قصف الاحتلال مركز تدريب يؤوي عائلات نازحة شرق غزة    فوز تاريخي.. الأهلي يحقق الانتصار الأول في تاريخه بكأس عاصمة مصر ضد سيراميكا كليوباترا بهدف نظيف    السفارة المصرية في جيبوتي تنظم لقاء مع أعضاء الجالية    روبيو: أمريكا تواصلت مع عدد من الدول لبحث تشكيل قوة استقرار دولية في غزة    وزير العمل يلتقي أعضاء الجالية المصرية بشمال إيطاليا    التغذية بالحديد سر قوة الأطفال.. حملة توعوية لحماية الصغار من فقر الدم    جرعة تحمي موسمًا كاملًا من الانفلونزا الشرسة.. «فاكسيرا» تحسم الجدل حول التطعيم    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
عيالنا الصغيرين !!


علينا أن نفرّق بين الإرهابيين، وبين صغار
يكتريهم المحترفون من الإرهابيين!!
الاثنين:
أحياناً يطل علينا من شاشة التليفزيون صف من (أطفال) أمامهم أسلحة وأوراق وأشياء، ويقول المعلق بصوت كالنسر المنقض علي أفراخ غيره، بأنه تم القبض علي تنظيم إخواني رهيب استهدف أبنية الوطن وعربات الشرطة ووجد معهم مخططات لتدمير كذا وكذا.
عيال فقراء يضعون علي جلودهم «تي شيرتات» رخيصة قذرة لا تنم عن انتمائهم لذلك التنظيم الثري اكتراهم بعض وسطاء الإخوان لنسف كذا في مقابل كذا، ولأننا أضعناهم مثلما أضعنا أهلهم من قبل، عرفوا الطريق للصعلكة ثم للحبوب المخدرة ولم يعد أمامهم لاستمرار حياتهم سوي إيقاف عربة وإرهاب أهلها والاستيلاء علي ما يجدون، أو سرقة كل ما تطال أيديهم المعروقة، لم يشذبهم تعليم فلا تعليم في بلادنا ولا تشذيب، يجدهم الإخواني الذي يمشي ليتصيد بعين خبيرة، وكأنه يختار «لعيبة» لفريق كرة قدم، فيجدون المال السهل وروح المغامرة التي تستهويهم في هذه السن، ثم الإحساس الذي يشحنه بهم الإخواني من أنهم أبطال وأن عملهم هذا هو ابتغاء مرضاة الله.. وهكذا يجدون أنفسهم بعد قليل في صدر الجريدة الرسمية أو مرصوصين علي شاشة التليفزيون بينما المتحدث باسم الداخلية يزعق ويزلزل الدنيا باكتشافهم العظيم، وأول إجابة لأول «طفل» منهم: «واحد إخواني ماعرفهوش قاللي..» وخلاص..
لا يذكر لنا المعلق ولا يعلق بشيء علي صغر سن العيال الذين تجاهلناهم حتي قرروا أن يزيحوا فقرهم بأنفسهم، لا يذكر شيئاً عن ذلك الذي جندهم وعن السعي لاصطياده، إن كلام الكبير عن هؤلاء الصغار المضللين أشعرني بعار كبير، حتي المذيعة نالها شيء من الغرابة بين الصورة التي أمامها والصوت القادم من أعماق المعلق فلاحت شبه ابتسامة منسحبة علي أطراف شفاهها.. نحن نقدم هؤلاء «العيال الصغيرين» علي أنهم إخوان، فنوحي للمشاهدين أن الإخوان امتدوا وتغلغلوا حتي وصلوا إلي أطفالنا، وبذلك نوحي أيضاً أنهم أعداد مهولة لا يمكن مقاومتها، علينا أن نفرق بين الإرهابيين وبين صغار يكتريهم المحترفون من الإرهابيين، وسوف يسعدني الصوت الجهوري للمتحدث الرسمي للداخلية ولو كان يعلق مثلاً علي صائدي مدرعاتهم في العريش ورفح واحدة بعد أخري في صمت!!
الداعشي الغبي
الثلاثاء:
قال الداعشي المأفون في حواره للصحفية المصرية في اسطنبول، والذي نشرته جريدة الوطن: مصر سيعلوها النيل و«تُفت كما تُفت البعرة»، وقال الداعشي المخفي وجهه بمربع أسود إن الرسول هو الذي قال ذلك.
تعجبت، من أين جاء هذا المأفون بهذه المقولة، فكل ما أعلمه أن الله أوصي بمصر وبأهلها، وأنها وردت في القرآن الكريم باسم صريح أو بإيحاء، فكيف يقول الداعشي أسود القلب إنها سوف تُفت كما تُفت البعرة.؟
والبعرة هي واحدة مخلفات الإبل حين تجف تكون هشة ويسهل فتها بين إصبعين، فهذا الأعمي يري أن النيل سوف يغرق مصر «نحن في عرض كوب ماء» وأن مصر ستُفرك فركاً.. من ذا الذي يستطيع أن يفت مصر يا ابن الحمقاء؟ ومن أين تأتون بهذا الدين الذي لم يعرفه الدين؟ ومن هو ذلك الحشاش الذي «يمزع» بأوهامه وتهيؤاته فتصدقوه أيها الأغبياء؟
ولأنني لست رجل دين، ولم أصادف في قراءاتي من قبل شيئاً من مثل تلك الترهات، ولأن جريدة الوطن رفعته مانشيتاً كي يُقرأ، فإنني اتصلت بالدكتور علي جمعة عالمنا ومفتي مصر السابق وفعّال الخير الذي يفني وقته في خدمة الفقراء والدين.
طرحت الأمر علي شيخنا فقال: إن هذا كلام فارغ ولغو وأضغاث أحلام، أحدهم ينام لا تعرف كيف ويصحو لينشر أن الرسول عليه الصلاة والسلام جاءه في المنام وأنبأه أن مصر سيعلوها النيل، وتُفت كما تفت البعرة، ومن قبل حلم أحدهم لمصر بأن نيلها سوف يجف، وحين يستيقظ إذا ما كان حُلم أو أن حلمه كان تأليفاً يدخل في روع جماعته أن الأمر حقيقة.
ويقول الدكتور علي جمعة متعجباً: «هل الرؤي أصبحت حججاً شرعية؟».
نحن نعرف أن النيل والفرات من أنهار الجنة، فهل حلموا بما هو منافٍ للدين ولما استقر عليه علماء القديم والجديد؟» قال الدكتور كلاماً كثيراً عن هذه الفئات الضالة من أهمها أن «داعش هي الإخوان». قال إنه كان هناك 200 جماعة إسلامية لم تكن مباحث أمن الدولة تعرف منها سوي 69 جماعة فقط.
قال: «لقد حلم أحدهم مرة بجفاف النيل، فأيهما أصدق والاثنان يدعيان زيارة الرسول لهما في المنام؟».
وسرد لي الدكتور علي جمعة كثيراً من تفريعاتهم وألاعيبهم مع السادات وفي زمن مبارك، وخريطتهم المتسعة الآن، وقال إن داعش مجموعة من النصابين متلفعين بعباءة الدين الإسلامي وهو منهم براء».
شكراً للأستاذة حنان فكري ولجريدة الوطن أن أرتنا الجانب الأكثر إظلاماً وقبحاً في ضمائر «الداعشيين».. وكشفت عن مدي كرههم لمصر وانسحاقهم أمام عظمتها!! وشكراً للعالم الجليل الدكتور علي جمعة الذي اعطاني من وقته وقتاً ليس بالقليل.
سعيد مرزوق
الخميس:
رحل المخرج الفذ والرجل الطيب سعيد مرزوق، رحل في هدوء لم يزعج أحداً، تماماً مثلما مرض مرضته الطويلة القاسية في هدوء لم يزعج أحداً، ذلك لأن سعيد مرزوق بسبب مرضه توقف عن العطاء منذ فترة طويلة، ومصر يومياً كما نعلم، إذا غاب الوجه عن مرآة الإعلام فترة، ابتلعه اللهو الخفي فكأنك أذبته مهما كانت قيمة عطاءاته ومساهماته في إثراء حياتنا الفنية والأدبية، ولسوء حظ الرجل الجميل «سعيد مرزوق» فإن العلة دهمته في قلب فترة العطاء والنضوج الذي كانت بداياته تبشر بهما، ولأن «سعيد مرزوق» فنان حقيقي منذ أن طل علينا برائعته «زوجتي والكلب» ولن ينسي أحد رائعتيه «المذنبون وأريد حلاً» فلا شك أن آلام حرمانه من الإبداع كانت تفوق آلامه الجسدية، أما المرض اللعين فلا أدري كيف اختطف نضارة وجمال الوجه، وابتسامته المقننة دون تقنين أو افتعال، ولذلك انزوي فناننا وانطوي علي آلامه في محيطه المنزلي مع أسرته الصغيرة جداً، ولم يتاجر بمرضه أو يكشف عن جراحه في عرض الطريق.
رحل سعيد مرزوق المخرج والصديق، فقد كانت لنا تجربة مشتركة كانت بطلتها سيدة السينما العربية «فاتن حمامة».. لم أكن أعرف سعيد مرزوق حين دق بابي معرفاً باسمه.. قال «سعيد مرزوق». قلت: «زوجتي والكلب» وضحكنا، قال: «سوف أنتظر هنا إلي أن ترتدي ملابسك لاصطحبك إلي مكان لا تسألني أين..». اتجهت العربة بنا إلي أشهر عمارات الزمالك، صعدنا لأجدني وجهاً لوجه أمام سيدة الشاشة، رحبت بي، وشربنا القهوة وقالت: «قررت أن أقدم ثلاث مسرحيات فصل واحد لتوفيق الحكيم علي هيئة أفلام قصيرة مدة الفيلم ساعة أو أقل، ومن ضمن ما اخترت كانت مسرحية «أغنية الموت» وتقع أحداثها في الصعيد وهي عن الثأر.. أرجو أن تقرأها في كتاب «مسرح المجتمع» للحكيم، خذ الكتاب وعالج المسرحية معالجة سينمائية لنلتقي بعد ثلاثة أيام».. قلت: «أعرف المسرحية والكتاب في مكتبتي، وأرجو أن أوفق في ذلك».
في الطريق سألت سعيد: «كيف لفاتن حمامة أن تعرفني؟ وما هذه الثقة في شخص لا تعرفه أنه سينجز العمل؟» قال: «شيء من الخوف».. ثم لا تنسي أن منتج هذه الأفلام هو نفسه من أنتج شيء من الخوف.. صلاح ذو الفقار.. عموماً اطمئن سوف نعمل معاً.
هكذا انكببت علي العمل لينتهي في الثلاثة أيام التي حددتها السيدة فاتن كان أجمل ما في التجربة هو اقترابي من تلك السيدة الرائعة. «سَنْيرت» المسرحية، وجعلت مسرح أحداثها بيت جدتي «ست أبوها» فبناه «أنس المصري» بسلمه الطيني بأزياره اشترينا 60 زيراً وبنينا أكنان الحمام، وكانت فاتن لا تصور مشهداً إلا إذا كنت حاضراً لمراجعة اللهجة، وإذا حاولت التهرب فإن سعيد مرزوق كان يعرف الطريق إلي مقهي «ايزائيفتش».
حين قدمت الأعمال للتليفزيون، فإن رئيسة التليفزيون في هذا الوقت كتبت تأشيرة مازلنا جميعاً نذكرها للآن «كفانا كآبة» وهكذا حكم علي «أغنية الموت» ألا يراها أحد، عدا أني كنت أقدم أجزاء منها في سهرات حواراتي التليفزيونية فكانت الناس تنبهر، وأخيراً أذاع العمل لمرتين الأستاذ «وائل الإبراشي» مشكوراً، أما وقد مضي زمن النفاق الحكومي، فيجب أن تنظر قيادة التليفزيون الجديدة في الأمر من جديد، علي الأقل، إكراماً لروح مخرجه الراحل الكبير «سعيد مرزوق» رحمه الله!!
النميمة الثورية
السبت:
وهكذا نجح مشروع قناة السويس في جمع تمويله، نجح بدون حملات دعائية اللهم إلا إذا كان فيلماً للفريق مميش عن قناة السويس أو مجموعة الجرارات والكباشات التي نراها يومياً تكبش وتفرغ الرمال تعتبر دعاية طمأنت الخلق علي جدية المشروع، أبداً نجح التمويل لثقة الشعب المصري في رئيس اختاره، في رئيس قال إنه يريد تنفيذ المشروع بمال مصري، ولثقة لانهائية فيه راح الناس يلملمون أموالهم ويمضون الساعات جلوساً ووقوفاً في انتظار أدوارهم أمام شبابيك البنوك في غير ملل أو تبرم.
يقول أهل النميمة الثورية: «فعلوا ذلك من أجل الفائدة 12٪ وهي فائدة لا تقدمها جهة مالية في مصر».
حسناً.. لو كان الرئيس غير عبدالفتاح السيسي وقال: «ريان يا فجل» هل كان ثمة من يستمع له ويستجيب؟.. لقد ذهب الناس من أجل دعم الرجل كما دعموه من قبل مرات، يعرفون أنه صادق، وأنه يسعي لخيرهم، ووهبوه من عاطفتهم الحية ملامح الرمز الكبير: عبدالناصر، لو كان رئيساً غيره وجعل النسبة خمسين بالمائة لما استجابوا. ثم إنهم.. علي بساطتهم استوعبوا المشروع، تماماً كما استوعبنا مشروع السد العالي وخضنا معاركه في بورسعيد، واحتملنا حصار العدو الاقتصادي للأمة التي صمدت وأنجزت، وقد كان هناك أيضاً كثير من المشككين في المشروع وتركوا إيجابياته التي أنقذتنا من الغرق سبع سنوات ومن المُحل والقحط مثلها وراحوا يفتشون في انقطاع الطمي و.. و.. وبُني السد شامخاً عظيماً وابتلع الهواء كلماتهم المسمومة، أما الجماهير فلم تستمع لشيء من ذلك سارت خلف الزعيم، هتفت وغنت واكتمل السد.
وإن عشت لن أنسي تجربتي هناك التي وهبتني ديواني الأشهر «جوابات حراجي القط العامل في السد العالي، إلي زوجته فاطنة أحمد عبدالغفار في جبلاية الفار»..!!
ولقد أسف الكثيرون الذين لم يتمكنوا من امتلاك شهادات استثمارهم في المشروع الذي أُطلق عليه «أول الغيث»، ولو قال لهم السيسي أريد مائة وستين ملياراً لأتوا بها.
راح المرجفون وهلاهيل الإخوان والمعادون لتقدم هذا البلد يطلقون دخانهم الأسود ناصحين البسطاء إشفاقاً عليهم وأن مالهم سيتبخر، يقول عواجيز الفرح من هلاهيل الإخوان ودلاديل الإرهابيين إن مرسيهم كان صاحب الفكرة، وأن السيسي اختطفها، «مُرسي».. رحمة الله عليه، كان سيبيعها لسماسرة الأمريكان القطريين، مرسي رجل يعشق التفريط والإفراط: التفريط في الوطن بالتنازل والبيع والمقايضة والرهن، والإفراط في الطعام، فهو علي أهبة الاستعداد لبيع الوطن بوجبة عامرة، والغريب أن الإخوان جميعاً أهل بطن وشراهة ولا أدري هل هذا من الدين في شيء؟ مرسي يتمتع بعمي ألوان لا يري بسببه بين أن يكون وطننا لنا أو لغيرنا مادام هذا الغير شريكه في العصابة الدولية.
كما «يدوزن» الموسيقيون في أول الحفل وقبل العزف، أي يضبطون آلاتهم بحيث لا يصبح أحدهم خارجا علي النسق الموسيقي الموحد حتي لا يحدث نشاز من آلة، فأنا في الحقيقة أنظر لمشروع الفرع الآخر للقناة علي أنه «مدوزنة».. مثل تسخين الرياضي لجسده قبل الانطلاق علي الرغم من أهمية المشروع للاقتصاد، بل والأهم، لإيقاظ الإرادة المصرية التي مازالت في حاجة لهزة قوية تزلزلها، فلا يمكن أن تسير الأمة برئيسها وأماني شعبها فقط بينما كل أجهزة الدولة «مخوخة» وسلبية وفي حاجة للتكهين!!. إلي جانب مقاومتنا للدخان الصادر من ألف محرقة، الدخان المتصاعد من داخل بلادنا ومن خارجها من الإخوة الأعداء، والأعداء الأعداء، ولغبائي لم أعد أستطيع التفريق بين أصدقائي وأعدائي، ولم أعد أفهم تلك الكراهية السوداء لثورة 30 يونيو التي أنقذت البلاد من حكم الإخوان الذين ما كان يمكننا اقتلاعهم بنضالنا علي المقاهي، وأنابيشنا علي أجهزة التواصل الشرانية، دائماً كنا نناضل بالكلام ونحن نحتسي مشروباتنا نسب هذا وذاك في السابق واللاحق، وندين أصدقاءنا الذين انحازوا إلي جانب من الجانبين وكأنهم ارتكبوا الخطيئة الكبري، فيتضح لنا في الحقيقة أننا أدمنا العجز والثرثرة وأصبحنا قوة غير فاعلة في المجتمع، وفي النهاية نموت علي دين من لم يحققوا شيئاً وتطوينا الأيام كأننا لم نكن!!
لست ضد أن نسخر من الحكومة، بل ورئيس البلد، بشرط أن نكون فاعلين، نصحح المسارات، ونكشف الأخطاء، إنما «كدا لوجه الله» أي أن أمهاتنا ولدتنا «نكديين» وضد أي شعاع ضوء إذا لم تقدم لي البديل الواضح الجلي الذي أستطيع بفخر وجهر أن أعلنه للأمة فلا يمكن لك أن تجتذبني إلي عش العنكبوت معك في المقهي المظلم نمارس النميمة الثورية..
أنت تزعجك فكرة أن الجيش التقط حكم البلاد، وأنا يزعجني أن كنا نتركها للإخوان، وكل تلك الملايين التي غمرت الشوارع والتي من الممكن أن تقول إنها الشعب المصري وليست ممثلة له جماهير «فرط» لا يجمعهم إطار، وليسوا منخرطين في حزب جماهيري عظيم بحجمهم، وهو خطؤنا وخطيئتنا الكبري، وثمن جلوسنا في أركان المقاهي نمارس الاستنمناء الثوري دون عمل حقيقي حتي تيبست عضلاتنا الفكرية ولم نعد قادرين علي ممارسة سوي ذلك الكساح الأبله، نردد أقوال مفكرين عالميين عظاماً، وخلاصة تجارب قادة ثورات ناجحة في الدنيا، دون أن نتحرك لنفعل مثلهم، إذ أن أقوالهم تلك نبت تجربة جماهيرية جامحة ولكن كان لها أحزابها ومنظماتها التي تضيء لها الطريق أما هؤلاء الذين يصنعون الثورة في البيت تماماً كما يصنعون فنجان القهوة، هؤلاء هم المثقفون الذين يغريهم التلذذ بالكلمات، واستحلابها كما يستحلب عواجيز اليأس فص الأفيون في قرانا الصغيرة أملاً في قليل من الحيوية العاجزة.
لقد خسرت بعض أصدقائي في هذه المعادلة التي يري كل منا خطأها من جانبه، ونتيجة لذلك يتم الجفاء فالعداء.
كان يجب أن نترك الإخوان يخوضون ضدنا حرباً أهلية يصفون دماءنا علي أرصفة المدينة، أو يعفون عنا حين نعلن استسلامنا الصامت، لأن ذلك أفضل من الجيش ألف مرة.
هكذا خلطنا بين المجلس العسكري القديم بخطاياه التي لا تغتفر، وبين جيش مصر العظيم، ولم أفهم يوماً سر هذا العداء للجيش المصري الذي لولاه لكنا جزءاً من خراب المنطقة ذلك المنطق الذي يسخر منه الساخرون ولا يقدمون له بديلاً.
هذا المشروع هو «المدوزنة» التي ينطلق بعدها اللحن قوياً نابضاً بحب هذا البلد، والغريب أن الشعب المصري «البسيط كما يقولون» دائماً يلتقط الحقيقة ودائماً يبصر، ودائماً يتقدم للممارسة، بينما أصدقائي مازالوا قابعين في ركن المقهي يسخرون منه ومني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.