ضاق الخناق السياسي علي أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» بعد يومين من قرار قطر طرد عناصر الجماعة المقيمين علي أراضيها بعد أشهر من استضافتهم في أعقاب ثورة 30 يونيو في مصر التي أطاحت بالرئيس السابق «محمد مرسي». وعجّلت الدوحة إجراءات التضييق علي الجماعة بالتزامن مع تكثيف بريطانيا جهودها الدبلوماسية لتحجيم أنشطة الجماعة علي أراضيها هي الأخري. ونقلت جريدة «الشاهد» الكويتية اليومية عن مصادر بالديوان الأميري القطري امس أن الدوحة لن تكتفي بترحيل قيادات الصف الأول والثاني من الإخوان وحلفائهم بل ستوقف الحملات الإعلامية، التي يشنونها عبر قناة الجزيرة خاصة علي مصر، مشيرة إلي أن هناك تعليمات صارمة صدرت للقناة بضرورة الحياد والمهنية في تغطية الشأن المصري. من جانبها نقلت صحيفة «ميدل ايست مونيتور» مقتبسات من مصادر داخل الجماعة أفادت ان الأعضاء المطرودين من الدوحة «سيختارون بين خمس دول هي تونسوتركيا والسودان وماليزيا وبريطانيا». وكانت صحيفة «الحياة» اللندنية قد ذكرت أن قيادات أخري من «الجماعة الإسلامية» والإخوان المسلمين غادروا الدوحة الأسبوعين الماضيين إلي تركيا. وأضافت ان «القرار كان متوقعا منذ فترة، لأن استضافة قطر لقيادات الإخوان كانت من أبرز أسباب الخلاف مع دول مجلس التعاون الخليجي». وقالت المصادر «هناك من غادر بالفعل، والعشرات توجهوا إلي تركيا، منهم قيادات في الصفين الأول والثاني من الإخوان والجماعة الإسلامية». وفي تونس كشفت صحيفة «الشروق» امس أن زعيم حركة النهضة التونسية (الإسلامية) «راشد الغنوشي» بدأ جهودًا مكثفة لاستضافة مؤقتة لعدد من قيادات تنظيم الإخوان في بلاده. وقالت الصحيفة ان جهود الغنوشي جاءت بعد لقاء جمعه برئيس تركيا «رجب طيب أردوغان» الشهر الماضي تحسبًا واستعدادًا لهذه المرحلة،» خاصة أن فرص هؤلاء أضحت محدودة في إيجاد دول تستقبلهم، بعد تصنيف منظمة الإخوان كمنظمة إرهابية في عدد من الدول العربية». وقالت الصحيفة التونسية انه «في تلك الأثناء فقد اشترطت عليهم بعض الدول، كالجزائر -التي تشهد تقاربا بين الإسلاميين والسلطات في الفترة الأخيرة- في حالة استقبالهم حظر القيام بأي نشاط سياسي علي أراضيها، أو الإدلاء بتصريحات إعلامية، علي غرار ما تم التعامل به مع زوجة وابنة العقيد الليبي السابق معمر القذافي التي لم يعرف بعد مقر إقامتهما في الجزائر. وذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق أن اجتماعا طارئا للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، سيعقد في مدينة اسطنبولبتركيا، لمناقشة انعكاسات الموقف القطري تجاه الجماعة، وملفات أخري تعني جماعة الإخوان المسلمين. وكان الرئيس التركي قد وصل الي قطر مساء امس الأول لمناقشة القضية ذاتها. لكن الصحيفة التونسية أشارت في تقرير منفصل الي تسريبات من مصادر مقربة من جماعة الإخوان بأنهم يتوقعون ان تستعد «تركيا لطرد الاخوان من أراضيها لإثبات حسن النوايا في التعامل الدولي مع الإرهاب»، الذي تحشد الولاياتالمتحدة للحرب عليه حاليا في المنطقة.