د. أحمد نوار بدأ يتحقق حلم المصريين علي ارض الواقع بسواعد المصريين وعرقهم.. وبتمويل مصري خالص.. ومصر «حنشيلها علي اكتافنا، ومش حنسيبها تقع».. كلمات وطنية خالصة نابعة من اصالة الشخصية الوطنية المصرية للسيسي الذي فوضناه لحماية مصر وهو قائد الجيش المصري فكانت ثورة 30 يونيو.. الثورة التي اعادت مصر لشعبها وأهلها، وكشفت أهل الفساد والخيانة الوطنية، احدد همة الرئيس في كلمتين «الارادة + الادارة» فلا يمكن للإرادة الوطنية الاصيلة ان تنحدر.. دائما تنطلق بفعل القوة المشحونة بالطاقة الثورية للوطن، ومن يمتلك الارادة يمتلك القرار والادارة الناجحة، شعرت بالفخر عندما انطلقت سواعد مصر لحفر «قناة السويس الجديدة».. استدعيت هذه اللحظات من ذاكرتي عندما زرت ملحمة بناء السد العالي عام 1965 وكنت في رحلة سيرا علي الاقدام قوامها سبعة آلاف كيلو متر للتعرف علي مصر علي مدي اربعة شهور، وهكذا بعد 49 عاما اعيش نفس لحظات الفخار والعزة والكرامة في زمن التحدي البالغ الي اقصي حدوده وخطورته، ولكن ارادة الرئيس المقاتل تختلف في اتجاه وطني بالغ العمق لأن العقيدة العسكرية تفرض عليه المغامرة المحسوبة بدقة وتفرض عليه الشجاعة وجسارة الاقدام ، وفوق كل هذا التضحية من اجل الوطن، فلابد ان نتأمل المشهد من هذا المنظور العلمي والوطني، فخامة الرئيس لا تسع صفحات وصفحات لتحليل خطواتكم ورؤيتكم خلال هذه الفترة الوجيزة حماك الله، مقالي يتجه الي «الشق الثقافي والفني» الذي لم يطرح حتي الآن علي اجندة محور القناة كمشروع قومي عالمي متكامل، تم التركيز علي الاستثمار الاقتصادي من خلال القناة الجديدة ومحور التنمية الذي يقع بين القناتين والذي سيشارك فيه العالم اجمع والذي حدد له ثلاث سنوات من تاريخ افتتاح القناة الجديدة، اضم صوتي الي الذين ينادون بطرح المشروع علي الرأي العام من حيث مكوناته وتصميماته العمرانية والمعمارية وخلافه.. لسبب وحيد ومهم لتعميق ثقافة المشاركة لدي المواطن المصري في مثل هذه المشروعات وقد تطرح افكار جديدة تضاف للمشروع، ومن ناحية اخري اشير الي اهمية انشاء مؤسسات فنية وثقافية ومتحفية داخل هذا المشروع الكبير، لان هذا المشروع بعد استكماله سيكون جاذبا لرجال الاعمال والتجارة والصناعة والسياحة وغيرهم.. اذاً سيكون مجتمعا عالميا، والعالم يتباهي بثقافته وفنونه المختلفة وفي نفس الوقت هي واجهة حضارية واستثمارية، فإنشاء المسارح ودور السينما وقاعات العرض الفنية ومتاحف متنوعة منها ما يحكي تاريخ مصر وتاريخ قناة السويس والحروب التي شهدتها مياهها وأرض سيناء التي ارتوت بدماء الشهداء .. ولا يفوت المسئولين تضمين المشروع حديقة للخالدين الذين استشهدوا من اجل بقاء الوطن ومن اجل ان يعيش الشعب حرا كريما في وطنه، وكما يقترح باب «نهر الفن» تشييد ثلاثة متاحف بالسويس والاسماعيلية وبورسعيد، المدن الثلاث التي شهدت معارك ضارية علي مدي التاريخ اشتركت فيها القوات المسلحة والمقاومة الشعبية وتوجت بالانتصار في حربي الاستنزاف وأكتوبر، هذه المتاحف ليست للترفيه.. بل كذاكرة حية للأجيال علي مر الزمن، وفي نفس الوقت باعثة للأمل ومحفزة للحس الوطني وتعميق الانتماء.