في مثل هذه الأيام منذ خمسين عاما انطلق التليفزيون المصري لأول مرة لينقل للمشاهدين الأحداث بالصوت والصورة بعد أن كانت الاذاعة هي الوسيلة الاعلامية الوحيدة التي يستمع اليها المواطنون في انحاء البلاد.. كان ظهور التليفزيون عام 0691 ثورة حقيقية في وسائل الاعلام واحتشد المواطنون أمام المقاهي في القاهرة والمحافظات يشاهدون هذا الجهاز الصغير الذي ينقل لهم الاحداث مصورة ويتابعونها أولا بأول وكانت هذه البداية بدخول عصر جديد في عالم الاعلام وكان الالتفاف حول أجهزة التليفزيون كل جمعة لمشاهدة مباريات كرة القدم وخاصة مباريات فريقي الاهلي والزمالك علي الهواء مباشرة متعة حقيقية للجماهير. وكان الاحتفال الرائع الذي أقامه أنس الفقي وزير الاعلام بهذه المناسبة التاريخية عند سفح الهرم مناسبة لاستعادة ذكريات خمسين عاما من عمر التليفزيون منذ وضع عبدالقادر حاتم حجر الاساس عام 0691 لاقامة مبني ماسبيرو علي كورنيش النيل ليكون شاهدا علي مسيرة الاعلام المصري من اذاعة وتليفزيون وجاء صفوت الشريف ليكمل المسيرة للنهوض بهذا الجهاز الحيوي والهام الذي يلعب دورا رئيسيا في تشكيل عقل الامة ووجدانها وتثقيف المواطن المصري للقضاء علي الامية المتفشية في البلاد وليساهم في تطوير المصريين والنهوض بهم إلي آفاق رحبة.. وكانت النظرة المستقبلية لدي صفوت الشريف كفيلة باحداث نقلات نوعية في الاعلام تمثلت في اقامة مدينة الانتاج الإعلامي المتطورة والتي تواكب احدث اساليب التكنولوجيا الإعلامية وكان اطلاق الاقمار الصناعية نايل سات واحد واثنين خطوة هائلة أيضاً لنقل الإعلام المصري من المحلية إلي العالمية وأصبح العالم يشاهد القنوات الفضائية المصرية في كل مكان.وكان لابد من تحديث الاستوديوهات لتواكب ايضا التقدم التكنولوجي الحديث وعصر الديجيتال والبث المباشر من واقع الاحداث واستطاع التليفزيون المصري ان يجدد شبابه وينهض في هذه المنافسة القوية ليؤكد ريادته. وبرؤية لآفاق المستقبل يستعد السيد انس الفقي وزير الاعلام لاطلاق جيل جديد من الاقمار الصناعية المصرية قريبا من جزيرة جويانا بامريكا الجنوبية بعد ان تم الانتهاء من تصنيع القمر الصناعي المصري تمهيدا لاطلاقه قريبا ليجوب الفضاء حاملا الرسائل الاعلامية من مصر الي العالم الخارجي ليستقبله المشاهدون في كل مكان. .وكانت كلمة انس الفقي وزير الاعلام في هذا الاحتفال رائعة وتحمل الكثير من المعاني والرسائل التي كان لابد من توجيهها في هذه المناسبة حيث أكد ان نوافذ الحرية التي فتحها الرئيس مبارك للاعلام المصري لايمكن لأحد ان يغلقها وان الاعلام المصري يعيش ثورة حقيقية في مجال الحريات غير المسبوقة التي يتمتع بها والتي اتاحت للجميع ان يعبر عن رأيه بحرية كاملة دون خوف أو رقابة.. نعم يعيش الاعلام المصري حاليا ثورة حقيقية غير مسبوقة اتاحها الرئيس مبارك لمختلف وسائل الاعلام ليس للتليفزيون فقط ولكن الصحافة ايضا وجميع وسائل الاعلام من منطلق ايمان الرئيس بحرية الرأي والتعبير والنقد البناء الذي يستهدف صالح الوطن والمواطن.. والتجارب كثيرة وعديدة تؤكد ايمان الرئيس مبارك بحرية التعبير واتاحة الفرصة امام الرأي والرأي الآخر بعد ان انتهي عهد الرقابة الي غير رجعة حيث أكد الرئيس مبارك في أكثر من مناسبة انه مع حرية الرأي والتعبير وانه لن يقصف قلم في عهده أو تغلق صحيفة أو يسجن صحفي بسبب التعبير عن رأيه او افكاره.. وعلي الرغم مما افرزته التجربة والحرية التي شهدها الاعلام في عهد الرئيس مبارك بعد سنوات طويلة من الرقابة والكبت حيث ظهرت بعض التجاوزات وحاول البعض استغلال هذا المناخ وتجاوز في كتاباته وانتقاداته إلي أن وصل الي حد السب والقذف والاتهامات المرسلة إلا أن الرئيس مبارك ينحاز دائما إلي الحرية وفتح نوافذها علي مصراعيها لكي يتنفس الجميع هواء نقيا يعبر فيه رجال الصحافة والاعلام عن ارائهم بحرية كاملة دون خوف من زوار الفجر أو الفصل من العمل كما كان يحدث في عهود سابقة.. ولكن الحرية يجب ان تقابلها مسئولية ويدرك حملة الاقلام والاعلاميون انهم يحملون رسالة سامية لصالح المجتمع والنهوض به بعيدا عن المصالح الخاصة أو تصفية الحسابات لان الاعلام أكبر من ذلك بكثير والوطن فوق الجميع.