ب..حرية

ديليسيبس.. والسيسي

محمد عبدالحافظ
عندما فكر الدبلوماسي الفرنسي ديليسيبس في مشروع حفر قناة السويس، لم يكن في ذهنه سوي مصلحة بلده فرنسا. وكلف المهندس «دي بلفون» بعمل الرسومات ودراسة لجدوي المشروع، لازالة المخاوف من اضرار انخفاض منسوب البحر المتوسط عن البحر الأحمر.. وأقنع ديليسيبس الخديو سعيد بالحفر بموجب عقد امتياز للشركة الفرنسية التي ستقوم بتنفيذ المشروع لمدة 99 عاماً، واجبروا المصريين علي حفر القناة بالسخرة وتم افتتاح القناة في عام 1869.. وظلت ملكيتها للشركة الفرنسية حتي عام 1956 عندما قام الزعيم عبدالناصر بتأميمها لصالح المصريين.
ومن يومها والقناة ملكا لمصر والمصريين الي أن احتل الاخوان مصر، وكانوا علي وشك اعادة بيع القناة لمدة 99 سنة أخري لدول غير صديقة لمصر، تحت ستار محور تنمية القناة.. ولولا وعي الشعب ووطنية جيشنا العظيم لما انتهي الاحتلال الاخواني لمصر ولأصبح محور القناة شركة مساهمة قطرية - تركية ووضع علي قاعدة تمثال ديليسيبس الموجودة في مدخل القناة ببورسعيد. تمثالين واحد لاردوغان رئيس وزراء تركيا وآخر لامير قطر أو لأمه الشيخة «موزه».!
واخيرا جاء الرئيس السيسي ليعلن عن حفر قناة جديدة موازية لقناة السويس بطول 35 كيلو مترا لتسهيل عبور السفن في الاتجاهين في وقت واحد، ليزيد دخل القناة 10 أضعاف لتصل إلي 50 مليار دولار سنويا، ولكن هذه المرة لصالح مصر والامتياز للمصريين فقط، لا فرنسية ولا تركية ولا قطرية.
بعد عام من الآن - كما امر ووعد السيسي - سيكون لمصر قناتان، وتكون بشرة الخير للمشروعات القومية لمصر، كما كان السد العالي.
دقت ساعة العمل، ولم يعد لدينا رفاهية الراحة، ولا تضييع الوقت، ولا تساهل، ولا تراخي، وكل واحد منا لابد ان يعمل ويجتهد، ويبذل قصاري جهده في مجاله، التلميذ في المدرسة، والطالب في الجامعة، والعامل في مصنعه، ورجل الاعمال في مشروعه، كل ذلك سيصب في خانة مصلحة البلد وازدهارها.
أيها الشباب نظموا رحلات لمنطقة حفر القناة، اذهبوا للعمال اهدوهم وردة، أو زجاجة مياه، اقضوا معهم يوما. حتي تشجعوهم .
ويا رجال الأعمال لا تبخلوا علي المساهمة في هذا المشروع القومي.
ويا فنانين ننتظر ابدعاتكم لتخليد هذا المشروع القومي.
آخر كلمة
الرئيس السيسي وجه عتاباً للاعلام في كلمته خلال اعلان مشروع حفر قناة السويس الجديدة.. وقال ان الرئيس عبدالناصر كان محظوظا لان الاعلام كان معاه..
واقول للرئيس: نحن ايضا معك.. لكن يبدو ان بعض رجالك لا يريدون ألا نكون معك، ويختارون من يكونوا معك علي مزاجهم.