في الاسماعيلية، وعلي ضفاف القناة، وفي نفس المكان الذي كان شاهداً علي نضال الشعب المصري، وكفاحهم طوال السنوات الماضية، من أجل التحرر والبناء والتنمية، ...، أطلق الرئيس السيسي إشارة البدء لإنشاء مشروع المحور الجديد لقناة السويس. المشروع الذي تم إطلاقه بالأمس، هو أول المشروعات القومية الضخمة التي قررت مصر إقامتها، وفق خطة شاملة للتنمية المتكاملة والسعي لبناء مصر الحديثة، واقتحام مشكلة الفقر ووضع نهاية للأزمة الاقتصادية وتحقيق طموحات المواطنين في مستقبل أفضل بإذن الله. والمحور الجديد لقناة السويس هو نقلة اقتصادية كبيرة، بما يشتمله من حفر قناة موازية، تحقق ازدواج الخط الملاحي للقناة بالكامل بما يضاعف عوائد القناة عدة مرات، ويسهل مرور السفن والحاويات العملاقة في الاتجاهين، ويتيح الفرصة لإقامة عدد كبير من المشروعات الإنتاجية والخدمية والصناعات المكملة، بطول المسافة من بورسعيد وحتي السويس، وهو ما يخلق فرص عمل ضخمة وعائداً إنتاجياً كبيراً. ورغم تعدد وتنوع المشروعات القومية الكبري المدرجة علي خريطة التنمية الشاملة لمصر، والتي تمت الإشارة إليها والتنويه عنها خلال الأسابيع القليلة التي مضت علي الرئيس السيسي في موقعه علي قمة السلطة في مصر، إلا أن اختيار المحور الجديد لقناة السويس كي يكون هو المشروع القومي الأول الذي يتم البدء به، له أكثر من دلالة وأكثر من معني. ولعل أبرز هذه الدلائل وتلك المعاني، وأكثرها وضوحاً، هو ذلك الإشعاع الوطني المنبعث من الموقع والمكان، الذي كان دائماً علي مر العصور والأزمنة، شاهداً علي معارك مصر الكبري والفاصلة، علي طريق الاستقلال وحرية الإرادة والقرار الوطني، وهي المعارك التي غيرت مسار التاريخ بالمنطقة والعالم أيضاً. وذلك الإشعاع يحمل في طياته رسالة للعالم، تؤكد أن مصر تتحرك بكل العزم والجدية للنهوض من كبوتها، واحتلال الموقع الذي تستحقه إقليمياً ودولياً، ...، وأنها في تحركها تسعي لخير شعبها والعالم أجمع.