م محمد تجلس على أبواب سيدنا الحسين ، تتلمس البركة من حفيد النبى،وتأكل عيشها من تأجير الشباشب « مفيش في الشغل عيب واللقمة الحلال مفيش أحسن منها « عبارة خرجت بعفوية من لسان « أم محمد» التي تجلس أمام مسجد الحسين لاتضايقها أعين الناس بعد أن اختارت لنفسها مهنة غريبة وهي تأجير « الشباشب « للمصلين الراغبين في الوضوء والذهاب لدورة المياة التي تبعد عده أمتار خلف ساحة المسجد، وقالت أنها رفضت التسول ومد يديها للمارة أو رواد مسجد سيدنا الحسين وقامت بشراء عشرات «الشباشب» والأحذية ووضعتهم في الممر بين ساحة المسجد والطريق الي دورة المياة ليستخدمها من يرغب في الذهاب الي الوضوء التي تبعد عده أمتار قليلة ليخلع حذاءه ويرتدي «شبشب» أم محمد وهو عائد يعطيها نصف جنيه أو جنيه ثمنا للخدمة وهي لاتشترط مبلغا معينا وتقول « دي بركة» لايمكن أن أحددها بسعر و»اللي ممعاهوش مابطلبش منه حاجه» ده داخل مسجد سيدنا الحسين أم محمد تأتي الي مكانها كل يوم من العاشرة صباحا حتي العاشرة ليلا مرتدية جلبابها الأسود، تبدأ نهارها بالتوكل علي الله وترص «شباشبها» في المكان التي تجلس فيه حتي يبدأ رواد الحسين في التوافد علي المسجد ومعهم يبدأ رزق أم محمد في التدفق علي حافظه نقودها التي هي عبارة عن كيس أسود تضعه بجانبها، قالت لنا أنها لايشغلها حصيلة كل يوم طالما هناك رزق من الله فليس مهما كثرته، أم محمد لديها 4 أبناء صغار وزوجها متوفي منذ 5 سنوات وتنفق عليهم من حصاد تأجير « الشباشب» ولسانها دائما يردد «مستوره والحمد لله» « أنا بشتغل مش بشحت»، وبين كل صلاة تختلس أوقاتا قليلة لتلميع الشباشب والأحذية لأنها تري أن الخدمة التي تقدمها يجب أن تكون جيدة ولايصح أن تكون أحذيتها ممزقة أو متهالكة أو كما تقول « تسد النفس» فهي تعمل ولاتتسول وأحلامها بسيطة أن يعينها الله علي تربية أبنائها فهي تحرص علي استمرارهم في التعليم ولاتطالبهم بالعمل الا بعد التخرج من الجامعة قائلة أمنية حياتي أشوف محمد ابني «البكري دكتور» وهو حاليا في أولي ثانوي لأن العلم سلاحهم في الدنيا فتعليمهم معركتي الكبري في الحياة ولن أخسرها ، ولاتنسي حاضرها وتتمني أن تتعامل معها شرطة المرافق علي أنها تقدم خدمة نظير أجر وليست متسولة وان كانت تري أن أفراد الشرطة اعتادوا عليها ولم يعودوا يضايقونها وأصحاب المحلات المجاورة لمسجد سيدنا الحسين يطمئنون عليها ويلبون احتياجاتها، أما أصعب أيامها عندما مرضت بسبب السكر وأصيبت بالاغماء ونقلت للمستشفي الجامعي للحسين وطاردها الخوف علي أبنائها من بعدها وكانت سعادتها كبيرة باطمئنان أصحاب المحلات المجاورة للحسين عليها واحست أنها ليست وحدها مرددة «الدنيا لسه بخير» حال البلد يشغلها وكما تقول مصر في كبوة وان شاء الله «هترجع تاني» للأمن والشغل خاصة أن الحسين امتلأ بالشباب العاطلين بسبب كساد السياحة ويفترشون الأرض بالمنتجات الصينية حاليا بعد أن توقفت الكثير من ورش صناعة التحف وورق البردي الذي يقبل عليه السياح