ظاهرة التسول كانت ولاتزال المهنة السهلة التي يلجأ اليها الأفراد أو الجماعات المتواكلة التي لا ترغب في العمل الشريف بالإسماعيلية للحصول علي المال دون الحاجة للعمل وكسب الرزق بالحلال ومع اقتراب شهر رمضان الكريم تمتليء الشوارع والميادين بالصغار والكبار من الجنسين الذين لا هم لهم سوي مطاردة المارة ومستقلي السيارات الأجرة والملاكي من أجل منحهم الحسنة التي ينادونا بها وهناك من يساعدهم علي ذلك بحجج الدافع الإنساني أو الديني أو الاجتماعي أو الأخلاقي ولأن الموضوع ليس بالهين وبات يشوه الصورة الحضارية لعروس القناة كان لزاما علينا مناقشتة من جميع الجوانب والوقوف علي اسبابة وطرق علاجه حيث التقينا بشرائح مختلفة من المجتمع الاسماعيلي وخرجنا بالتحقيق التالي. في البداية يقول محمد علي موظف ان ظاهرة التسول استفحلت بشكل غير طبيعي وأصبحت تنذر بتحويل الاسماعيلية الي ملجأ للشحاذين فلا يمكنك السير في طريق الا وتتصادف بجيوش من المتسولون تحتل الشوارع تسألك برفق حينا وتزجرك احيانا اخري وذات مرة خرجت من أحد المحال لبيع الاحذية في شارع سعد زغلول وفوجئت برجل يرتدي ثياب ويبدو عليه الفخامة واقترب مني وعلي يديه طفل وطلب10 جنيهات علي سبيل السلف وعندما حاولت منحه جزءا بسيطا من المال هو الموجود في جيبي نهرني بعنف وقال: انت فاكرني شحات أخص عليك وعلي الزمن الذي احوجني الي أمثالك وعموما انا فقدت محفظتي وكنت في طريقي عائدا للشرقية وذلك علي يد أحد النشالين معدومي الضمير وقتها شعرت إنني المخطأ في حقه وعندما تركته لحال سبيلة شاهدته يكرر هذا الموقف مع أشخاص آخرين. ويضيف احمد منصور فني بشركة المقاولون العرب ان سيدة قدمت له روشتة علاج بها أصناف من الأدوية وعليها السعر المطلوب التي يقوم بوضعها الصيدلي وبالحاح شديد منحتها مبلغا بسيطا من المال علي خلفية احتياجها له لكن شاهدتها في اليوم التالي تقف في أحد اشارات المرور وتمارس نفس الدور مع اشخاص أخرين وقتها امتلكني الغضب الشديد وفكرت في ان أطلب النجدة حتي تلقي القبض عليها الا انني تراجعت في اللحظات الاخيرة واثرت الصمت وضربت يدئ كفا بكف وقلت في نفسي عليه العوض هناك من يستحق المال ويتعففونعن طلبه وآخرون امتهنوا التسول والنصب علي المواطنين ولابد من محاربتهم. ويشير خالد سعد تاجر الي أن الاسواق مليئة بالمتسولين الذين لايستحقون مطلقا الاحسان وشاهدت بنفسي أحدهم يرتدي جلبابا أبيض ويتدلي منه كيس طبي قسطرة بول علي خلفية انه خرج لتوه من المستشفي ولايجد العلاج ويقوم باستعطاف المارة للحصول علي المال وفعل ذلك معي ومنحته مايريد ولسوء حظة رأيتة بعد حوالي ساعتين وقد خلع الجلباب الابيض ويسير بصورة عادية في الشارع وقتها تذكرت أن مهنة التسول هي أسهل الطرق لجمع المال الوفير المهم أن يمتلك الذكاء الذي يساعده علي أن يعطف عليه المواطنون ويوضح حمزة عبدالمطلب- طالب جامعي ان قاموس التسول يحتوي عبارات منها لله يا محسنينو حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة وارجوك تساعدني باي حاجة بجري علي أيتام و فلوسي وقعت مني ومحتاج مساعدة عشان ارجع بلدي وهذا مايتبعة الشحاذون في الطرقات, والميادين وأمام المساجد وفي المناسبات الدينية ويقومون بتوظيف الدين في سبيل الحصول علي المال مثل الله يبارك فيك, والله يسترك,, الله يحفظ شبابكولامانع لدي المتسول أن يحفظ آية أو حديثا نبويا يلقيه علي مسامع المارة. ومن جانبة أكد المقدم وائل زكي رئيس مباحث الآداب بالاسماعيلية ان المتسولين يتوافدون علي الشوارع والميادين من ضواحي المحافظة بجانب المحافظات المجاورة وبالتحديد الشرقية ويحتلون الاماكن الحيوية التي يستطيعون عن طريقها جمع اكبر قدر من المال. وقال انه ضبط شاب يرتدي ملابس سيدة منقبة ويقوم بالتسول أمام مجمع المحاكم في شارع شبين الكوم حيث اكتشفت أمره من الحذاء الذي يرتدية ووجدت160 جنيه في جيبه هي حصيلة ساعة واحدة من العمل في استجداء المواطنين وطلب المساعدة المالية منهم وهذه هي الحقيقة المره التي يجب ان يعلمها الجميع عن هذه الفئة التي تضر المجتمع بأفعالها. وأضاف ان هناك سيدة كانت تسكن في منطقة ابوشحاتة تستضيف جميع الفئات العمرية من الضالين عن اسرهم وتقوم بتأجيرهم نظيرمبالغ مالية تتراوح بين20 و50جنية للراغبين في الاعتماد عليهم للتسول معهم وعندما ذهبنا لمداهمة منزلها فوجئنا أنها رحلت الي مكان آخر وهذه صورة مؤسفة يجب ان تكون واضحة لدي الجميع. وأوضح ان المواطنين يقع عليهم الدور الاكبر في مساعدتنا خاصة ونحن علي مقربة من شهر رمضان الكريم وان لايعترضوا الحملات التي نقوم بتسييرها لانهم لايعلموا أن الافراد او الجماعات من الشحاذين كبارا أو صغارا من الجنسين حصيلتهم في اليوم الواحد لاتقل عن300 أو400 جنية وأحذر من الذين يرتدون النقاب جميعهم محترفي تسول ويستحقون العقاب لانهم يتاجرون بالدين.