حبر الامة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قدم لنا تشخيصا دقيقا وعلاجا ناجعا لجماعات التكفير والتطرف في كل زمان ومكان حينما ناظر الخوارج وحاورهم في افكارهم التكفيرية حيث قال : انما اضل الخوارج اجتهادهم في التفكير والعبادة بغير علم. ويحمد لعبدالله بن عباس رضي الله عنه انه علمنا كيف نستفيد من كتاب الله المنظور (وهو الكون) في كشف اسرار كتاب الله المستور وهو القرآن الكريم لأن القرآن الكريم لاتنفد معانيه واسراره الي يوم القيامة كما جاء في قول المولي سبحانه وتعالي :(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ). واكد هذا المعني الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه حينما قال (القرآن حمال اوجه). المشكلة الكبري لجماعات التكفير والتطرف في الماضي والحاضر هي عزلهم لكتاب لله المستور عن كتاب الله المنظور واجتهادهم بغير علم في كتاب الله المستور لذلك فهم دائما خارجون علي جماعة المسلمين ولايحظون بقبول من جماهير المسلمين التي تري انهم دائما مفصولون عن الزمان والمكان بأفكارهم وسلوكياتهم العدوانية الدموية التي يلبسونها زورا وبهتانا ثوب الجهاد والامور كلها عندهم تأخذ مظهرا دينيا يتنافي مع جوهر الشريعة الاسلامية ومقاصدها واولوياتها ومآلاتها المتعددة لدرجة ان الواحد من الخوارج يبيح لنفسه قتل المسلم بغير حق في الوقت الذي تكون فيه جبهته مثل ركبة البعير من كثرة السجود العلم واجب علي كل مسلم حتي لا تزل قدمه ويقع فريسة لجماعات التطرف والتكفير ويؤكد الرسول صلي الله عليه وسلم منزلة العلم في الاسلام حيث قال: (ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضي بما يفعل وفضل العالم علي العابد كفضل القمر علي سائر الكواكب) والله سبحانه وتعالي رفع منزلة العلماء وطالبي العلم الي اعلي عليين بقوله عز وجل : «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات». رغم اننا امة اقرأ فاننا مازلنا نضع العلم في هامش اهتماماتنا ويجتهد بعضنا بغير علم لاعاقة نهضة المجتمعات الاسلامية والعربية من كبوتها