في الوقت الذي استعد فيه المسلمون حول العالم للاحتفال بحلول عيد الفطر بإعداد الحلوي وشراء الملابس الجديدة للأطفال والكبار، يعاني سكان قطاع غزة من عدوان إسرائيلي مستمر منذ ثلاثة أسابيع أتي علي الأخضر واليابس في القطاع المحاصر منذ سنوات.. فغابت الفرحة وعم الحزن والنحيب كافة الأرجاء وتحولت غزة إلي مأتم كبير حيث لم يخلو بيت من بيوتها من شهيد أو مصاب. واستغل السكان هدنة قصيرة قبل العيد مدتها ساعات للهرولة بحثاً عن جثث ذويهم تحت أنقاض البيوت التي استهدفها العدوان الإسرائيلي الغاشم ومنهم من هرول بحثا عن مؤن وطعام لإنقاذ عائلته. ويلخص محمد إمام المقيم في خان يونس المشهد بقوله" كأنه زلزال بقوة عشر درجات ابحث عن الحي الذي أعيش فيه منذ سن الخامسة "لكنني لم أعثر عليه".. وفي كل مكان من القطاع، اكتشف السكان حجم الدمار بعد عودتهم إلي أحيائهم التي فروا منها بسبب القصف الإسرائيلي. ويقول أبو محمد "لم يعد لدينا اي مأوي في المنطقة". وفي مكان المبني المكون من أربعة طوابق، لم يتبق سوي حفرة ودمار وقطع معدنية وملابس مبعثرة.. وجثث كان الجيران والعائلة يقومون بانتشالها من تحت الأنقاض.. وأمام ركام المبني تنتحب سيدة من الجيران وتقول "كانوا نائمين.. ماذا فعلوا؟"، بينما تصرخ اخري في الخامسة والثمانين من العمر وسط حشد من النساء والأطفال الذين يحاولون مواساتها "كل أفراد عائلتي ابنائي وأحفادي ماتوا". وفقد حفيدها حسين وهو في الثلاثين من العمر ابنيه وزوجته الحامل في شهرها الخامس. ويقول وقد بدا مصدوما وفي حالة ذهول "كنت علي الشرفة في الطابق الثاني عندما اصابت قذيفة المبني". وادي القصف الي سقوطه من الشرفة.