صورة تذكارية للرئيس عبدالفتاح السيسى مع الحكومة الجديدة انتهي مارثون تشكيل حكومة المهندس ابراهيم محلب الثانية، بعد ستة أيام من الغموض والتسريبات والتكهنات بوصول محلب واعضاء حكومته إلي نقطة النهاية واداء اليمين امام الرئيس عبد الفتاح السيسي ولكن كثيرا من التساؤلات لم تنته. فرغم أن مشاورات تشكيل الحكومة استمرت لمدة ستة ايام، إلا أن اللحظات الاخيرة للمشاورات شهدت نفس المفارقات الغريبة التي اعتدنا ان نشهدها مع كل تشكيل للحكومة من عدم الاستقرار النهائي علي المرشحين لتولي الحقائب الوزارية وربما كانت اكثر غرابة هذه المرة بشأن ما يتعلق بحقيبة الاعلام والتي تردد ترشح شخصيات كثيرة لها والتقي المهندس محلب الصحفية نشوي الحوفي مرشحة للحقيبة،ثم تردد التراجع عن الترشح والبحث عن مرشح جديد وفي اللحظات الاخيرة السابقة لاعلان التشكيل النهائي تم الغاء الحقيبة؟ تكرر نفس المشهد مع حقيبة النقل والتي تأكد منذ اللحظات الاولي لتشكيل الحكومة انه سيتم تغييرها، فقد تردد ترشح اسماء كثيرة في مقدمتها سعد الجيوشي رئيس هيئة الطرق والكباري ولم يحسم مصير الحقيبة حتي اعلان اسم المهندس هاني ضاحي المرشح لها والذي اثار وصوله إلي مقر مجلس الوزراء تكهنات عديدة بشأن التراجع عن استمرار المهندس شريف اسماعيل في منصبه وزيرا للبترول، واكد تلك التكهنات تراجع احد المسئولين في مقر الحكومة عن تأكيده باستمرار المهندس شريف اسماعيل والذي كان قد التقي محلب قبل ساعات من اجراء المقابلات الرسمية، واكد ان اللقاء تم في اطار تسيير اعمال الحكومة ! ولم يختلف الحال مع حقيبة السياحة والتي يتولاها هشام زعزوع، فرغم ان زعزوع اثبت كفاءة ملموسة للجميع وبذل جهدا كبيرا خلال فترة توليه مسئولية الوزارة، فلم يمنع عن التوجه لتغيره وترشح اسماء جديدة لتولي الحقيبة ابرزها اماني الترجمان والتي التقاها المهندس ابراهيم محلب، وانتهي المشهد باستمرار زعزوع في منصبه ! كما لم يختلف الحال في حقيبة الثقافة والتي تردد حولها اسماء كثيرة، وتردد التقاء محلب باكثر من مرشح، فقد استمر عدم الاستقرار النهائي علي المرشح لتوليها، حتي قبول جابر عصفور للمنصب ! وكان الاعلان عن الوزارة الجديدة للتطوير الحضاري المفاجأة التي بدت انها جاءت لانقاذ موقف حرج تعرض له المهندس محلب، حسبما كشفت بعض المصادر المطلعة، فعدم وجودها كان سيتسبب في وجود ثلاثة حقائب تتولاها المرأة فقط وهو ما يتعارض مع التوجه العام بتوسيع دائرة مشاركة المرأة ومنحها مقاعد في الحكومة الجديدة تتناسب مع مكانتها ودورها في المجتمع،خاصة خلال ثورة 30 يونيو والانتخابات الرئاسية. وكما كانت الوزارة الجديدة مفاجأة،كان اختيار ليلي اسكندر وزيرة البيئة في حكومة محلب الاولي مفاجأة اخري اكبر ! جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أخري أن استحداث الوزارة كان قرارا متخذا لابد من تحديد المرشح لها.. ولم تتوقف المفاجآت في تشكيل الحكومة الجديدة خاصة فيما يتعلق بالدفع بوجوه جديدة من الشباب وهو ما كان الجميع يتوقعه وينتظره، وحتي الخروج من هذا المأزق باختيار نواب من الشباب للوزراء، فقد خرج غير مكتمل بتطبيقه علي وزارة التربية والتعليم فقط باختيار محمد يوسف نائبا للوزير للتعليم الفني، وكان ينبغي في حال تطبيق المبدأ تعميمه في مختلف الوزارات للدفع بالشباب إلي مواقع المسئولية واتخاذ القرار.. ويبقي ان نؤكد ان حكومة المهندس ابراهيم محلب امامها تحديات جسيمة، ندعو الله جميعا ان يوفقها في كل خطواتها التي تعود بالنفع والمصلحة علي مصر وشعبها العظيم.