ونحن نتحرك لشق طريقنا بثقة وإصرار لإستكمال الاستحقاق الدستوري الثاني لخريطة بناء مستقبل مصر التي أفرزتها ثورة 30 يونيو.. والمتمثلة في انتخاب الرئيس الجديد.. لابد ان نتذكر المواقف التاريخية لزعماء الدول العربية شركاء المصير التي ساندت ودعمت إرادة الشعب المصري في إسقاط الحكم الارهابي الاخواني التآمري. هذه المواقف العربية الاصيلة لم تأت من فراغ وانما كانت تعبيرا أمينا من جانب شعوب ومسئولي هذه الدول.. عن تلاحم المصالح العربية. هذه العلاقة الاصيلة جمعت كلا من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية والكويت والبحرين وعمان. إن ما أقدمت عليه هذه الدول بمصداقية مشاعرها هو إثراء لمعني الاخوة العربية وايمانا بقول الرسول صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الاعضاء بالسهر والحمي». هذه المبادرة التي تتسم بالشهامة والحب والحرص علي مصر العربية قوية عزيزة قادرة علي القيام بمسئولياتها في خدمة أمتها العربية تجسدت في هذا البيان القوي الحاسم لخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية لدعم ومساندة مصر بعد ثورة 30 يونيو.. والذي نحتفل هذه الايام بمرور تسع سنوات علي توليه عرش هذا البلد الشقيق. صدر هذا البيان بعد أيام قليلة من ثورة 30 يونيو الشعبية محذرا القوي الخارجية التي انحازت إلي تنظيمات الظلام من التآمر علي مصر أو الاقدام علي أي تهديد يستهدف المساس باستقرارها. أكد جلالته وقوف المملكة العربية السعودية بكل إمكاناتها إلي جانب إرادة شعب مصر. ما تضمنه بيان الملك عبدالله والذي لقي كل التأييد من الدول العربية الحريصة علي الصالح القومي العربي كان عاملا هاما في رفع الروح المعنوية للشعب المصري الذي أشاد بشجاعة الملك عبدالله والتي يري فيها تجسيدا للروابط الازلية التاريخية التي تربط السعودية بمصر المحروسة. ليس خافيا أن ما جاء في بيان الملك عبدالله هو شهادة جديدة علي عمق العلاقات المصرية السعودية. هذا الموقف الرائع يتواصل بمضمونه مع موقف آخر اتخذته المملكة إبان ولاية الراحل العظيم الملك فيصل عندما انحازت الدول العربية الخليجية لمساندة مصر في حرب 73 . تم ذلك بقرار وقف ضخ البترول إلي أوروبا وأمريكا حتي يدرك العالم دعم ومساندة الدول العربية لمصر في معركتها ضد اسرائيل لاستعادة أراضيها المحتلة. لا جدال أنه كان لهذا الاجراء تأثير هائل علي الموقف المصري في حرب 73 التي انتهت بالانتصار العسكري غير المسبوق، علي نفس المنوال يأتي التحرك السعودي بقيادة خادم الحرمين الملك عبدالله الذي كان داعما قويا لمصر قبل ثورة 25 يناير وبعد ثورة 30 يونيو. إنحاز كعادته لما يحقق الصالح الوطني المصري رافضا نزعات التآمر الداخلي والخارجي. كما يقولون فإن الأخ والصديق الحقيقي لا تظهر مواقفه المتسمة بالصدق والامانة سوي في وقت الشدة. بهذه المناسبة وعلي ضوء الاستجابة الواسعة لدعوة السفير السعودي أحمد القطان إلي ندوة الاحتفال بمرور 9 سنوات علي ولاية العاهل السعودي العظيم عبدالله بن عبدالعزيز لا يسعنا سوي أن نحييه وننقل إليه تقدير الشعب المصري العميق علي مشاعره ومشاعر الشعب السعودي تجاه مصر وشعبها. ولايفوتنا في هذه المناسبة أن نشير الي ان انجازات الملك عبدالله لاتقتصر علي ما اتخذه ويتخذه تجاه مصر وشعبها. ولكنها شملت أيضا وقوفه وراء انطلاقة المملكة العربية السعودية الي التقدم والنهوض لتبقي فترة حكمه علامة فارقة في التاريخ العربي.