ان منتزه الصداقة المصرية الاذربيجانية الذي افتتح في السابع من شهر فبراير لعام 2008 بمدينة القناطر بمحافظة القليوبية في مصر، حيث ينتصب تمثال الزعيم القومي لأذربيجان حيدر علييف بجوار شارع باسم حيدر علييف يعد رمزا لروابط الصداقة التقليدية التي جمعت شعبي اذربيجان ومصر. ولد حيدر علييف في العاشر من مايو لعام 1923 بمدينة نختشوان بأذربيجان وبناء علي انتخابه في يوليو لعام 1969 سكريترا أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الاذربيجاني تولي حيدر علييف رئاسة الجمهورية التي كانت احدي جمهوريات الاتحاد السوفيتي وفي هذه المرحلة اضطلع حيدر علييف بدور حاسم في عمليات التطور الاجتماعي والاقتصادي لاذربيجان وبفضل جهوده هذه كانت أذربيجان احدي الجمهوريات المزدهرة للاتحاد السوفيتي. وبصفته النائب الاول لرئاسة وزراء الاتحاد السوفيتي والمسئول عن التعاون مع البلدان العربية طور حيدر علييف علاقات الصداقة الشخصية مع القادة العرب وبسبب كونه المسلم الوحيد في المستويات العليا للنظام السوفيتي فقد كان ينظر الي حيدر علييف باعتباره صديقا للعالم العربي الاسلامي وقد قدم الكثير للتأثير علي السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي لدعم القضايا العادلة للعالم العربي. وفي أكتوبر لعام 1987 استقال حيدر علييف من منصبه إعلانا عن احتجاجه علي سياسة المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي تحت قيادة ميخائيل قورباتشوف وفي شهري مايو / يونيو لعام 1993 كان مصير البلاد برمته علي المحك وذلك في ظل ظروف العدوان المستمر من جانب أرمينيا علي أذربيجان التي تم بنتيجتها احتلال 20٪ من اراضي اذربيجان وتم تشريد مليون لاجئ أذربيجاني من أراضيهم الاصلية وكذلك الازمة الاقتصادية الناجمة عن تفكك النظام الاقتصادي السوفيتي فضلا عن الضغوط الخارجية علي البلاد وفي هذا الوقت العصيب من تاريخ البلاد ناشد الشعب الاذري عام 1993 حيدر علييف تسلم زمام السلطة واخراج البلاد من هذه الازمة وتمخضت السياسة الحكيمة لحيدر علييف عن خروج البلاد من ظلمات الشكوك والمصاعب في مطلع التسعينيات وولوجها الي المستقبل المزدهر في فترة وجيزة من الزمن تمكن حيدر علييف من تعزيز وترسيخ مؤسسات الدولة ووقف الاحتلال الارميني وتوسيع اطر العلاقات الخارجية ذات الاحتياج الملح وإساء استراتيجية جديدة وشاملة في مجال النفط وتمهيد التربة لتنمية مستدامة طويلة المدي للبلاد وهكذا تم تدشين عصر جديد في حياة جمهورية أذربيجان المستقلة. واضطلعت الاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقة التي تم إرساؤها وتنفيذها تحت قيادة حيدر علييف بدور حيوي في النهضة والتقدم الوطنيين وفي سبتمبر لعام 1994 شرعت اذربيجان في توقيع عقد القرن مع شركات النفط متعددة الجنسية باستثمارات تقدر ب 50 مليار دولار أمريكي والرامي الي تطوير حقول النفط البحرية في القطاع الاذربيجاني من بحر قزوين. ومن ناحية أخري جرت تغييرات عميقة علي السياسة الخارجية لاذربيجان وفي البداية حددت أذربيجان مكانتها في منظومة العلاقات الدولية وشرعت استنادا الي استراتيجية السياسة الخارجية الجديدة في السعي لتحقيق طموحوتها المتعلقة بتكاملها مع المحيط اليورو أطلنطي ولتعزيز العلاقات الثنائية مع بلدان المحيط وأولت عناية خاصة في مجال السياسة الخارجية لإعادة بناء الروابط التاريخية لاذربيجان مع العالم العربي والاسلامي وكانت زيارة حيدر علييف لمصر في مايو لعام 1994 تطورا هائلا علي الطريق نحو احياء روابط الصداقة التقليدية بين أذربيجان ومصر. وقد توفي حيدر عليف في 12 ديسمبر لعام 2003 عن عمر يناهز 18 عاما. وأذربيجان اليوم اعتمادا علي رؤية وإرث حيدر علييف وتحت قيادة إلهام علييف بلد ينمو بديناميكية مع معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة بحيث بلغ احتياطي النقود 53 مليار دولار امريكي ونسبة الفقر خلال ثماني سنوات انخفضت من 49 ٪ الي أقل من 5 ٪ وتم توفير أكثر من مليون ومائتي الف فرصة عمل وفي المرحلة الحالية تستعد جمهورية أذربيجان لفتح صفحة جديدة لتعاونها مع جمهورية مصر العربية بحيث الامكانيات متوافرة لدي الطرفين لتوسيع التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة ولا سيما مجال السياحة ويدرس الجانب الاذربيجاني في الوقت الراهن المشاريع الاقتصادية الواعدة المصرية التي سوف يتم تنفيذها في المرحلة القادمة في مصر.