في البرنامج الانتخابي الرئاسي ليس المهم ما سوف يتضمنه البرنامج الانتخابي لمرشحي الرئاسة المشير عبدالفتاح السيسي ومنافسه حمدين صباحي.. ولكن الأهم والذي يمكن أن يلقي الترحيب والقبول من جموع الناخبين المصريين هو ان تتجاوب ركائز هذا البرنامج علي الواقع وان تتوافر لها فرص التنفيذ. ان الشعب المصري الذي صبر وانتظر كثيرا تطلعا الي الحياة الكريمة والازدهار والرخاء لوطنه لم تعد لديه القدرة علي ان يطول صبره الي ما لانهاية. في هذا الشأن لا احد ينكر ان مصر تزخر بالامكانيات والمقومات الطبيعية والبشرية التي تجعلها قادرة علي البدء في مسيرة التقدم وفقا لما تشهد به انجازات كثيرة تحققت علي مدي العقود الماضية وان لم تكن كافية. ليس خافيا علي أحد ان المصريين قد عانوا كثيرا في نفس الوقت التي تعاظمت فيها مكانة دول كانت اقل منها في كل شيء سواء من الناحية الاقتصادية او الصناعية أو الاجتماعية. لم يعد خافيا ان مشكلتنا الجوهرية تكمن في التسيب وعدم الانضباط وقلة الانتاج وكلها عوامل تؤكد فقدان الانتماء والحب للوطن وبالتالي غياب البذل والعطاء من أجل تقدمه وازدهاره. ان ما أصبح يتمناه المصري هو الخروج من هذه الدائرة الجهنمية المغلقة. تحقيق هذا الامل يتطلب الانحياز للعمل الجاد والاصرار علي التجاوب الايجابي مع المبادرات الحقيقية والمخلصة التي تستهدف اقامة المشروعات القومية. من هنا فمن الطبيعي ان يلفت النظر في البرنامج الانتخابي ما قد يقبل ويرتبط بهذه المشروعات التي يمكن ان تغير وجه الحياة في مصر. في هذا الاطار كان من الطبيعي ان يثير اهتمامي فيما تناولته بعض الصحف عن البرنامج الانتخابي للمشير السيسي. انه يشمل اقامة أكبر محطة للطاقة الشمسية في مصر. لا جدال ان تبني هذا المشروع يمكن ان يكون فاتحة لاستثمار ثرواتنا الطبيعية التي حبانا بها الله للحد من مشاكل نقص الطاقة الكهربائية وما نعاني منه من تدني في انتاجنا من المواد البترولية. ان كل الظروف مهيأة للانطلاق نحو تنفيذ هذا المشروع بالإضافة الي ضرورة البدء ايضا في تحويل حلم محور قناة السويس الي حقيقة. كما جذب انتباهي ايضا النية الي انشاء وزارة لسيناء تكون مسئوليتها النهوض وتحقيق التنمية لهذا الجزء الغالي من أرض مصر. مثل هذه الخطوة سوف تكون تحركا عمليا لتفعيل تنفيذ هذا المشروع علي نفس ما حدث بالنسبة لمشروع السد العالي. ليس أمامنا في استقبالنا للمرحلة القادمة سوي ان نقول.. يارب إنك علي كل شيء قدير.