غرفة عمليات من داخل إحدى القنوات الفضائية فى تغطية الانتخابات إذا كان الإعلام الحكومي قادرا علي ضبط ايقاع المهنية والحياد بين المرشحين في السباق الرئاسي.. فما هو موقف الفضائيات الخاصة التي تخضع لسطوة المال ويديرها رجال الاعمال؟! خبراء الإعلام اكدوا أن مواثيق الشرف في جميع بلدان العالم لا تلزم الفضائيات الخاصة بعدم الإعلان عن وقوفها مع مرشح ضد الآخر، فهذا حقها ولكن بشرط الا يؤثر ذلك بالسلب إلي حد التشهير أو النيل من الآخر أو حقه في الرد علي ما يثار ضده من اتهامات. كما طالب الخبراء بضرورة تفعيل »المناظرات« بين المرشحين لتنمية وعي المواطنين وتحفيزهم علي المشاركة في الانتخابات تقول د. ليلي عبدالمجيد عميد إعلام القاهرة الاسبق، ان المهنية قاعدة عامة في العلبة الاعلانية وليست اختياراً، فلا فرق بين الاعلام الحكومي أو الخاص في هذه المنطقة التي لا جدال عليها، ولذلك والمساواة من حيث المساحة والرؤي لكلا المرشحين واجب اعلامي لابد من تنفيذه بعيداً عن الانتماءات السياسية، فهذا حق المشاهد الجالس امام الشاشة الذي يستمد من الاعلام المعلومات حتي يستطيع تكوين رأي خاص به يحدد اختياره في الانتخابات. ولكن يمكن للاعلام الخاص المملوك لرجال الاعمال الاعلان عن رأيه في الانتخابات شرط الا يؤثر ذلك سلباً علي المساواة بين المرشحين، اما الإعلام العام التابع للحكومة، فلا يجوز له الإعلان عن تأييد مرشح دون الآخر.. وتضيف أن إعلان القنوات الخاصة عن اختيارها لاحد المرشحين رغم أنه يمثل توجهاً للمشاهدين، الا أنه لا يمثل ضرراً بعكس موقف بعض الاعلاميين الذين يدعون الحيادية ولكن اسئلتهم الموجهة توحي بغير ذلك ولذلك لابد أن يساهم الإعلام في تأكيد الحيادية من خلال التزام النزاهة ومراعاة معايير المهنية التي تتمثل في الصدق، والامانة والتوازن، وتوثيق المصادر وعدم نشر اخبار غير مؤكدة عن المرشحين. ويقول د. سامي عبدالعزيز استاذ الإعلام بجامعة القاهرة ان معظم مواثيق الشرف الإعلامية علي مستوي العالم. لا يوجد بها ما يلزم القنوات الخاصة بعدم الإعلان عن رأيها ومواقفها في الانتخابات وهذا مقبول ولكن لابد أن نعلي في النهاية مصلحة الوطن وأن تعتمد هذه القنوات في الدعاية لمرشحها أن تستنفر طاقاته، وأن تركز أكثر علي افكاره واسلوبه ومنهجه في التحديات الكثيرة التي تواجه مصر في الفترة المقبلة واقوالها صريحة، يجب الا تكون مساندتنا للمشير عبدالفتاح السيسي في السياق الرئاسي، قائمة علي العاطفة فقط، وانما يجب ان تكون المساندة موضوعية تستند علي فكرة ومن سيستعين بهم من كفاءات لقيادة الدولة في المرحلة الحرجة المقبلة. واضاف: أري ان الاعلام الحكومي منضبط حتي الان فيما يخص السباق الرئاسي لانه تعلم كثيراً من اخطاء الماضي، وبالتالي فهو قادر علي ضبط ايقاع المهنية والحيادية بعكس القنوات الخاصة التي اختفت عندها الحيادية التي اصبحت كالغول والعنقاء والظل الخفي ويبقي الرهان قائما علي الحيادية التي لا تتعارض ابداً مع اعلان موقف بعينه ويؤكد الخبير الإعلامي حمدي الكنيسي والذي اختير ضمن لجنة متابعة الإعلام في الانتخابات الرئاسية، ان هناك فرقا بين التمني والتوقع.. فما اتمناه هو أن تلتزم القنوات والصحف والاذاعات الخاصة بالحيادية والمهنية وخاصة ان معظمها اعلن بالفعل عن اختيارها لمرشح بعينه، بحيث لا يؤكد ذلك علي فرص المساواة، وما اتوقعه هو ان التجاوزات ستكون كثيرة وسيؤثر ذلك علي العملية الانتخابية بشكل كبير، وأعتقد ان هذا الموضوع الشائك يعود بنا إلي اصل المشكلة وهو ضرورة عمل ميثاق شرف اعلامي ونقابة للإعلاميين تستطيع تنظيم وفرض السيطرة علي العمل الاعلامي من خلال المهنية والحيادية. ويقول د. محمود علم الدين استاذ الأعلام بجامعة القاهرة: من حق القنوات الفضائية الخاصة ان تعلن موقفها من مرشحي الرئاسة ولا يستطيع احد ان يدين ذلك لكن لا ينبغي ان تجور بحقها علي واجبها في اعلام المشاهد ولا ينبغي ان يكون تحيزها لاحد المرشحين قيد علي وصول المعلومات عن المرشح الآخر عكس القنوات الحكومية أو تليفزيون الدولة المطلوب منه الحياد التام والوقوف علي مسافة واحدة من المرشحين. فالاعلام الخاص من الممكن ان يعلن تحيزه لمرشح ما ويتبني حملته لكنه يجب ان يمنح المرشح الاخر حق الرد ولابد ان تقدم معلومات دقيقة عن المرشحين الموجودين علي الساحة سواء عبدالفتاح السيسي أو حمدين صباحي فالتشوية مرفوض كما ان مطالبته بالحياد مرفوض فالحياد اسطورة لا تنطبق علي القنوات الخاصة وهذا ليس عيبا فهي تعمل طبقا لرأس المال الذي يوجهها ولدينا أكبر مثل علي التحيز فأوبرا وينفري كانت تدعم أوباما في انتخابات الرئاسة الامريكية وكانت تجمع التبرعات لحملته ولم نجد من يخرج ويطلبها بالتوقف حتي تنتهي الانتخابات. وتقول د. هويدا مصطفي رئيس قسم الاذاعة كلية الاعلام جامعة القاهرة: الاعلام له دور مهم في الفترة القادمة فيجب عليه دفع الجمهور للمشاركة في التصويت في الانتخابات بغض النظر عن شخصية المرشح ولابد ان يعطي الاعلام للمرشحين فرصا متساوية لعرض برامجهم ووجهة نظرهم. واضافت يجب علي الاعلام ايضاً رصد التجاوزات والخروقات التي قد تحدث من بعض المرشحين طبقاً لقواعد اللجنة العليا للانتخابات كما يجب الاهتمام بعمل مناظرات بين المرشحين لتنمية وعي المواطنين فتلك المناظرات تعطي فرصا للتفاعل بين المرشح والجمهور. لكننا نعيب علي بعض القنوات تحيزها لمرشح دون غيره، فبالرغم من أنها وسائل اعلام خاصة الا أنه يجب ان يكون المشاهد أو الجمهور هو أولي اهتماماتها في الحصول علي كسب مادي من الأعلانات فيجب علي هذه القنوات ان تتحلي بالحياد حتي ان كان لاصحابها ميل لمرشح معين وان يري المشاهد مميزات وعيوب كل مرشح من خلال هذه القناة في فرص متساوية. وأكدت د. إيناس ابو يوسف الاستاذ المساعد بكلية الاعلام جامعة القاهرة ان الانتخابات الرئاسية يجب ان تسير في جو من الشفافية والنزاهة وهذا يتحقق بوجود فرص متساوية للمرشحين لعرض برامجهم سواء كانت تلك الوسيلة خاصة او عامة وبالتحديد وسائل الاعلام الخاصة لانها غالبا ما تحدث منها تجاوزات بحجة أنها ملك اشخاص وتتبع رؤيتهم فلابد ان تلتزم هذه الوسائل بالحياد التام بين المرشحين.