أصبح الشغل الشاغل للمواطن المصرى فى الفترة الأخيرة هو موضوع الإنتخابات الرئاسية ومن يكون الرئيس القادم وفى هذا الإطار يلعب الإعلام دورا كبيرا فى تشكيل الرأى العام وهو ما يتطلب وجود طرح متوازن ومحايد فى التغطية الإعلامية للإنتخابات الرئاسية المقبلة التى بدأ ماراثون الإستعداد لها مبكرا وقبل فتح باب الترشح . ولكن كيف يمكن للإعلام أن يؤدى دوره بحياد كامل وشفافية وموضوعية فى ظل كثرة الآراء والتشاحن الإعلامى الفضائى الذى أصبح سمة سائدة أمام الكافة هذا السؤال يجيب عليه خبراء الإعلام فى التحقيق التالى: يشير الدكتورعادل عبد الغفار أستاذ الإعلام إلى عدة نقاط يمكن من خلالها تحقيق التوازن والحياد فى التغطية الإعلامية للإنتخابات الرئاسية أولها إعطاء حق متساو لكل مرشح من المرشحين فى برامج الإذاعة والتليفزيون وثانيها ضروة الفصل بين الخبر والإعلان لأنه أحيانا يتم طرح المادة الخبرية فى شكل إعلانى فيحدث خلط بين الخبر والرأى فيجب ألا تكون الأخبار ملونة بوجهة نظر صاحبها ويصنف ذلك بوضوح على أنه مقال أو عمود للرأى يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط. ويضيف: يجب توزيع الأوقات الخاصة بالمرشحين بشكل عادل ففى بعض الأحيان يتم ظهور مرشح ما أو مؤيديه فى أوقات مميزة بينما تخصص أوقات «ميتة» لمرشح آخر ولذلك فلابد من مراعاة ذلك فى خريطة الإرسال وفى الصحافة لابد أن تكون نقاط التواجد متوازنة ويراعى أيضا التوجهات للوسائل الإعلامية المختلفة بألا يكون هناك توجه مستتر وغير واضح ناحية مرشح بعينه ويتم الإشارة له من خلال نوعية الضيوف ولابد من اختيارهم بحرفية شديدة خلال هذه الفترة، وأشار د.عادل إلى أنه لابد من احترام فترة الصمت الإنتخابى وعدم اختراقها والأهم من ذلك التدقيق فى استطلاعات الرأى التى تجرى حول المرشحين وعدم نشرها إلا بعد التأكد من مصادر تمويلها وصدورها من جهة محترمة لأنها تعد من أخطر الأشياء التى تؤثر على الرأى العام فى مساندة مرشح ما واستبعاد آخر ولذلك فلابد من الإبتعاد عن الإستطلاعات غير الموثقة وعدم نشرها. ويقول الخبير الإعلامى الدكتور فاروق أبوزيد لايوجد فى الإعلام مايسمى الحياد الإعلامى فلكل وسيلة إعلامية سواء حكومية أو خاصة سياستها التحريرية التى تعبر عن مالكها ولذلك فالحياد لايمكن توافره فى ظل وجود مصلحة والمطلوب هو مايسمى الموضوعية وهى تعنى أن تلتزم بسياستك التحريرية ولكن فى معالجة القضايا تلتزم بالموضوعية فى نشر الأخبار بصدق عن الجميع والرأى والرأى الآخر وهناك مقولة إعلامية تقول الخبر مقدس والرأى حر ونحن لانطلب من أحد الحياد ولكن الموضوعية ويضيف هناك فرصة عظيمة للإعلام الحكومى بتصويب مادته وإكتساب القراء والمشاهدين فلأول مرة فى تاريخ مصر لن يكون هناك مرشح حكومى وبالتالى يمكن أن يلعب الإعلام الحكومى دورا كبيرا فى جذب المواطن اليه وفى القنوات الخاصة من الطبيعى أن تكون هناك سياسة تحريرية معبرة عن مالك القناة وهذا ليس عيبا ولكن أطالبها بالدقة ونقل الحقيقة عن المرشحين وإتاحة الفرصة لكل الآراء خاصة انها مطالبة بخلق رأى عام متنور ومثقف فهى أمامها مسئوليات كبيرة وأطالب جميع وسائل الإعلام أيضا بإستخدام ألفاظ لائقة ولانفرق بين الجنس أو اللون مع إحترام الأديان وأدعو الفضائيات الخاصة بتطبيق ميثاق الشرف الإعلامى الخاص بنقابة الصحفيين حتى لو فى هذه المرحلة الحساسة حتى يخرج من القائمين عليها ميثاق شرف خاص بهم وأقول ان النفاق ليس عليه جريمة والجريمة تقع على السب والقذف وغيرها ويبقى الضمير المهنى للإعلامى هو الأبقى ويقول الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة حتى نكون منصفين فعلينا الاعتراف بان الحياد الإعلامى إختفى تماما فى الستة شهور الأخيرة وأصبح الجميع يقدم إعلاما لصالح طرف واحد وهذا يفقد الإعلام مصداقيته وهذا ماأظهره بحث أشرفت عليه مؤخرا جاء فيه بتراجع مشاهدة برامج التوك شو بسبب تناولها لموضوعات أحادية الجانب ولذلك أطالب الإعلام خاصة الفضائى منه بأن يلتزم بالحياد لأن ذلك سيكون مكسبا للمرشح وللوطن أمام العالم كله وخاصة أننا فى فترة كثرت فيها الشائعات والمشاحنات على حساب مكانة الوطن وأطالب بأن يتخلى الإعلامى مقدم البرنامج عن إنحيازه تماما فى تغطية الإنتخابات ويخلع عباءة تحيزه قبل دخوله الإستوديو وهذا لصالحه ولصالح مشاهديه وأن يقدم البرنامج كإعلامى وليس كزعيم سياسى لأن السياسى منحاز أما الإعلامى فهو محايد ولابد من إختيار الضيوف بدقة وتوازن بين اتجاهاتهم المختلفة وأن يتم تقديم كل وجهات النظر المختلفة وأيضا التوازن مع المرشحين أنفسهم بطرح برنامجهم وآرائهم بالتساوى والحياد فى الوقت والمساحة ويجب على التليفزيون المصرى أن يمنع الأغانى التى تؤيد أى مرشح منتظر وتقول الدكتورة ميرفت الطرابيشى أستاذ الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن أهم شىء فى التغطية الإعلامية هو ضرورة إلتزام الصحفى أو المذيع بطرح السؤال دون تدخل منه فى الإجابة أو التوجيه للضيوف لأن ذلك يحدث كثيرا وأن يعطى لكل الضيوف الوقت المتساوى للرد دون تدخل ولايكون للمذيع رأى يطغى على رأى الضيف ورأيه يجب أن يحتفظ به لنفسه كما أن هناك قنوات كثيرة تعرض نفس الموضوع فى الوقت الواحد وكأنهم يتلقون تعليمات بذلك على المذيع والمذيعة أن يتركوا الضيوف لطرح ارائهم ويبقى الحكم فى النهاية للمشاهد فنحن أمام غوغاء إعلامية فضائية تضر أكثر مما تنفع والحقيقة أن الصحافة القومية بدأت فى التعافى وطرح العديد من القضايا والأراء المعبرة عن الشعب وهذا يسب لها فى الفترة الأخيرة. وأكد الدكتور فرج الكامل أستاذ الإعلام ضرورة توزيع أوقات الظهور على المرشحين بشكل موحد بين الجميع وينطبق ذلك على ظهور المرشح والمؤيدين له أو العاملين فى حملته لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص خاصة أنه من الصعب تحقيقه بالقنوات الخاصة ولذلك فالأمل فى تحقيق ذلك من الإعلام الرسمى الذى سيحقق المصداقية بالظهور المتساوى للمرشحين وحملاتهم.