حالة من الانفلات الإعلامي تشهدها بعض البرامج التي يتعامل مذيعوها بثكل غير مهني مما يشوه شكل وصورة التليفزيون المصري حيث تكررت واقعة اتهامه من جانب بعض العاملين به بتكميم الأفواه والتقييد في مناقشة القضايا ومنع بعض الضيوف من الاستضافة علي شاشته. وهو ما حدث مؤخرا في واقعة شهدتها الفضائية المصرية عندما خرجت مذيعة بإحدي البرامج لتبدأ حلقتها بمناقشة زميلها المذيعقائلة: نحن لا نستطيع استضافة الضيوف الا بعد الحصول علي موافقة من رؤسائنا وبعد تسليم الاسكريبت الخاص بالحلقة والموافقة عليه وهو ما نعاني منه. فما كان من رئيس التليفزيون شكري أبو عميرة إلا وقام بالاتصال علي الهواء بالبرنامج ونفي ما قالته المذيعة وشوهت به صورة التليفزيون وأكد أنه لم يكن يعلم من هو ضيف البرنامج الذي يتم استضافته معها في البرنامج أو مع غيرها, وقال لضيفها الكاتب الصحفي سليمان جودة: كنت أتمني آن أرحب بك لو كنت أعلم انك ضيف بالتليفزيون وهو ما يؤكد عدم التحكم في اختيار الضيوف أو منع أي شخصية من الظهور علي شاشة التليفزيون المصري. ويضيف رئيس التليفزيون: لا أعلم لمصلحة من تلك الاتهامات التي يتم توجيهها للتليفزيون المصري بلا دليل منذ فترةفقد نجحنا في التغيير تماما ليصبح تليفزيون الشعب والمشاهد المصري وأصبح يعبر عن كل الأطياف ويستضيف كل التيارات السياسية ولا يتم حجب أراء أحد ولم نغفل اي تغطيات للأحداث ونحرص علي نقل الصور والإحداث بحياد وموضوعية أولا بأول ولذلك أتعجب من هذه الاتهامات التي تعطي انطباعا سيئا عن التليفزيون. وحول تلك الواقعة قال د.صفوت العالم أستاذ الإعلام: بالطبع لابد من إحاطة إدارة القناة علما بالضيوف حتي يتم التنسيق في الموضوعات والضيوف فقد أفاجأ أحيانا بأن اثنين من المعدين بنفس القناة يطلبونني للاستضافة وفي توقيتات متقاربة فأرفض, فمن حق إدارة القناة أن تعرف حتي يتم اختيار الضيف الملائم لموضوع الحلقة والتنسيق وذلك لا يعني التقييد علي الحرية وأضاف: لا يجب أيضا الخلط في الأمور فالمذيع ليس ناشطا سياسيا ولكنه مؤدي لمضمون الحلقة ويربط بين الضيوف من خلال تسلسل الموضوعات ولا يجب ان يقدم مقدمة تزيد علي5 دقائق ولكن يحدث تجاوزات أحيانا فيقوم المذيع بتقديم مقدمة لمدة نصف ساعةيتحدث فيها عن مشكلات مهنية في إدارته لا يصح إدخال المساهمين فيها ولا دخل لهم بها لذلك فلابد من التخلص من ازدواجية الأدوار. ويعلق د.حسن علي أستاذ الإعلام ورئيس جمعية حماية المشاهدين علي نفس الواقعة قائلا: نحن نعيش حالة انفلات إعلامي سواء في الإعلام الحكومي أو الإعلام الخاص ونعاني من غياب المهنية وللأسف لا يعرف بعض واجبات المذيع ويعتبر أن فترة الهواء في برنامجه هي ملكه وهي في الحقيقة ملك للمشاهد, ويضيف: لابد أن تكون لكل قناة سياسة تحريرية وهي ملزمة للمذيع ولفريق العمل شاء أم أبي بإطلاع القائمين علي الإدارة بالضيوف والموضوع الذي ستتم مناقشته وذلك هو أساس المهنية أما إذا كان المذيع أو المذيعة غير راضي عن السياسة التحريرية للقناة فعليه أن يكتب مقالا في صحيفة أو يشارك في وقفة احتجاجية أو يتقدم للقضاء بشكواه, فهناك الكثير من الوسائل التي يستطيع من خلالها المذيع أن يعبر عن مشكلاته ولكن بعيدا عن الهواء الذي يمتلكه المشاهد وينفق عليه الشعب ولذلك فلابد من حسم تلك التجاوزات والأخطاء المهنية.