في الوقت الذي تعمل فيه لجنة المصالحات بجهد كبير لانهاء عملية الصلح بين قبيلتي الدابودية والهلايلة بأسوان والتي أصبحنا علي بعد خطوات قليلة من اتمام بنودها عادت الحياة الي طبيعتها مرة اخري بأسوان ككل وبمنطقة الاشتباكات بصفة خاصة . ففي منطقة السيل الريفي وبالتحديد خور عواضة مقر الاحداث بدأت الحياة تدب في الشوارع وظهرت ملامح الطمأنينة علي الاهالي والتي انعكست في توجه الطلاب من القبيلتين الي المدارس لاتمام الامتحانات العملية بالمدارس في هدوء تام كسابق عهدهم ، وايضا توجه الرجال والشباب الي اعمالهم بعد ان عادت المواصلات مرة اخري لنقل افراد القبيلتين دون تفرقة بينهم، وبالرغم من توقف النشاط التجاري داخل خور عواضة إلا ان كلا من الطرفين قام وفي مبادرة طيبة بإعادة فتح محالهم التجارية والمقاهي الموجودة بمناطق متفرقة بمحيط منطقة الاشتباكات دون خوف وذلك لاستقبال جميع الزبائن من القبائل الاخري وكل قاطني المحافظة والذين تعاملوا معهم دون تفرقة.. وفي نفس السياق ظهرت مرة اخري عربات الحنطور لتملأ شارع كورنيش النيل كما انتظمت عملية توزيع اسطوانات الغاز بالمنطقة ومارست المخابز عملها في جو من الألفة وما يدلل علي ذلك قيام احد المخابز التابعة لقبيلة بني هلال بتوزيع الخبز علي جميع ابناء أسوان من هلايلة ونوبيين وباقي سكان المحافظة. وعلي الجانب الآخر فقد اتخذت لجنة المصالحة خطوات جدية وكبيرة لانهاء الصلح بشكل تام حيث تم تكثيف العمل مع أصحاب الدماء من القبيلتين فيؤكد لنا الشيح كمال تقادم عضو لجنة المصالحات والمتحدث الرسمي لها وقاضي قضاة الدم بالمحافظة أن التفاوض مع أولياء الدم يتم بشكل مستمر بصفة يومية عن طريق جلسات سرية منفردة مع كل ولي من أولياء الدم بالقبيلتين مشير الي أن هذه الجلسات تظل سرية ولا يعرض أمرها للمناقشة ويختص بتفاصيلها قضاة الدم فقط .. وأشار تقادم ان تم الوصول لمرحلة متقدمة في المفاوضات الجارية مع أولياء الدم الذين بدأ الكثير منهم في تقبل الأمر.. وتعكف لجنة المصالحات الآن علي إعداد سيناريو انهاء الأزمة بشكل مرض لأولياء الدم بكلا القبيلتين . أما عن التعويضات فقد اوشكت لجنة حصر وتقدير التعويضات والترميمات علي الانتهاء من عملها حيث بدأت في حصر المضارين من أصحاب عربات الكارو والحنطور والمركبات وايضا تلفيات المساكن والاثاث والمنقولات.