الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء : عدد سكان العالم سيصل 8.9 مليار نسمة بحلول 2035    رئيس قناة السويس: قرار تخفيض الرسوم مدروس وهذا حجم الخسائر في 18 شهرا    النائب عاطف مغاوري: لا لطرد مستأجري الإيجار القديم من ملاك جدد اشتروا بأبخس الأثمان لبناء الأبراج    شريف عامر: جفاء وتوتر في العلاقة بين اسرائيل وامريكا    حسام البدري يكشف حقيقة فسخ تعاقده مع أهلي طرابلس وعودته للدوري المصري    غلت أيدينا، لجنة التظلمات تحمل الأندية مسؤولية تداعيات أزمة مباراة القمة 130    تعليم دمياط يرفع حالة الاستعداد القصوى لامتحانات نهاية العام الدراسي    السجن المشدد 10 سنوات ل13 متهما لسرقتهم سيارة بها 790 تليفون محمول بالإسكندرية    أحمد سامي يكشف دور لجنة مصر للأفلام في تبسيط إجراءات تصوير الأعمال الفنية العالمية    راغب علامة يطرح أغنية «ترقيص» | فيديو    إسبانيول ضد برشلونة.. شوط أول سلبى فى موقعة حسم لقب الليجا    سباك يحتجز ابنته ويعتدي عليها جنسيًا لمدة 10 أيام في الحوامدية    قطع الكهرباء عن 15 منطقة في بنها للصيانة (الموعد والمناطق المتأثرة)    تشويش إلكتروني وعاصفة جيو مغناطيسية.. خبير يحذر من تداعيات الانفجارات الشمسية بهذا الموعد    أسامة كمال فى ذكرى "النكبة": "كل سنة والعالم ناسى" مساء dmc    تامر حسنى يطرح أغنية المقص مع رضا البحراوي من فيلم ريستارت.. فيديو    «الحمل Tiktok» و«الأسد YouTube».. اعرف إنت أبليكيشن إيه على حسب برجك    وزير التعليم يتخذ قرارات جريئة لدعم معلمي الحصة ورفع كفاءة العملية التعليمية    وفد اللجنة الأولمبية يشيد بتنظيم بطولة إفريقيا للمضمار    "ملف اليوم" يسلط الضوء على غياب بوتين عن مباحثات السلام مع أوكرانيا بتركيا    أمين الفتوى: التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم كبيرة من الكبائر    البحيرة: الكشف على 637 مواطنا من مرضى العيون وتوفير 275 نظارة طبية بقرية واقد بكوم حمادة    استعدادا للامتحانات، أطعمة ومشروبات تساعد الطلاب على التركيز    خبير دولي: روسيا لن تتراجع عن مطالبها في أوكرانيا.. والموارد تلعب دورًا خفيًا    بمشاركة واسعة من المؤسسات.. جامعة سيناء فرع القنطرة تنظم النسخة الثالثة من ملتقى التوظيف    «ملامح من المنوفية» فى متحف الحضارة    المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يناقش عدد السكان 2027 مع تحالف العمل الأهلى    ما حكم الأذان والإقامة للمنفرد؟.. اعرف رد الإفتاء    هل يجوز الزيادة في الأمور التعبدية؟.. خالد الجندي يوضح    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة مطروح لجميع المراحل (رسميًا)    شكرًا للرئيس السيسي.. حسام البدري يروي تفاصيل عودته من ليبيا    طريقة عمل القرع العسلي، تحلية لذيذة ومن صنع يديك    دايت من غير حرمان.. 6 خطوات بسيطة لتقليل السعرات الحرارية بدون معاناة    ضبط سيدة تنتحل صفة طبيبة وتدير مركز تجميل في البحيرة    تعزيز حركة النقل الجوى مع فرنسا وسيراليون    لابيد بعد لقائه نتنياهو: خطوة واحدة تفصلنا عن صفقة التبادل    تيسير مطر: توجيهات الرئيس السيسى بتطوير التعليم تستهدف إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات    تحديد فترة غياب مهاجم الزمالك عن الفريق    محافظ الجيزة: عمال مصر الركيزة الأساسية لكل تقدم اقتصادي وتنموي    إحالة 3 مفتشين و17 إداريًا في أوقاف بني سويف للتحقيق    الأهلي يبحث عن أول بطولة.. مواجهات نصف نهائي كأس مصر للسيدات    تصل ل42.. توقعات حالة الطقس غدا الجمعة 16 مايو.. الأرصاد تحذر: أجواء شديدة الحرارة نهارا    لانتعاش يدوم في الصيف.. 6 إضافات للماء تحارب الجفاف وتمنحك النشاط    موريتانيا.. فتوى رسمية بتحريم تناول الدجاج الوارد من الصين    "الصحة" تفتح تحقيقا عاجلا في واقعة سيارة الإسعاف    أشرف صبحي: توفير مجموعة من البرامج والمشروعات التي تدعم تطلعات الشباب    "الأوقاف" تعلن موضع خطبة الجمعة غدا.. تعرف عليها    رئيس إدارة منطقة الإسماعيلية الأزهرية يتابع امتحانات شهادة القراءات    خطف نجل صديقه وهتك عرضه وقتله.. مفاجآت ودموع وصرخات خلال جلسة الحكم بإعدام مزارع    إزالة 44 حالة تعدٍ بأسوان ضمن المرحلة الأولى من الموجة ال26    فرصة أخيرة قبل الغرامات.. مد مهلة التسوية الضريبية للممولين والمكلفين    شبانة: تحالف بين اتحاد الكرة والرابطة والأندية لإنقاذ الإسماعيلي من الهبوط    فتح باب المشاركة في مسابقتي «المقال النقدي» و«الدراسة النظرية» ب المهرجان القومي للمسرح المصري    جهود لاستخراج جثة ضحية التنقيب عن الآثار ببسيون    تعديل قرار تعيين عدداً من القضاة لمحاكم استئناف أسيوط وقنا    وزير الخارجية يشارك في اجتماع آلية التعاون الثلاثي مع وزيري خارجية الأردن والعراق    جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    مؤسسة غزة الإنسانية: إسرائيل توافق على توسيع مواقع توزيع المساعدات لخدمة سكان غزة بالكامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



:المهندس ممدوح حمزة في حوار صريح جدا
يناير نصف ثورة تآمر عليها الجميع سأعطي صوتي للسيسي إذا تبني أهداف الثورة الثوار لا يعقدون الصفقات.. وحمدين لا يمثل ثورة 25 يناير
نشر في أخبار اليوم يوم 28 - 04 - 2014


المهندس ممدوح حمزة اثناء حواره مع « الأخبار»
صحيح أن ثورتي يناير ويونيو لم تحملا أي قيادات ولا رموزًا موجِّهة ولا قائدة، ولكنهما كشفتا، ولا شك، عن مجموعة كبيرة من أصحاب الفكر السياسي الذين سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم فإنهم سيظلون علاماتٍ مُضيئةً عندما يتحدث التاريخ عن أحداثهما.. والدكتور ممدوح حمزة المهندس العالمي واحدٌ من هؤلاء الذين شاركوا في الثورتين بالنفس والمال وقدّموا الكثير من الدفع المعنوي إلي الشباب الثوري، بل وفتح بيته ومقاراته لاجتماعاتهم، وهو الأمر الذي أثار أيضًا الجماعة الإرهابية فاعتدوا علي فيللته بالحرق مؤخرًا، في محاولة منهم للترويع والترهيب.. ولكن هيهات!
في هذا الحديث مع د. ممدوح حمزة يتحدث بصراحة، وقوة، يُحلل الواقع السياسي بالتفصيل، ويذكر محاسن وعيوب كلا المرشحين الرئاسيين، بحياد، مؤكدا في الوقت نفسه أنه سينتخب السيسي، فقط إذا وعد بتحقيق أهداف الثورة؛ وإلاَّ فسيجلس في بيته.. موضحًا أن الشعب قد يتحمل بعض أخطاء المشير إذا فاز بالرئاسة ولكنه لن يُسامحه، ولذلك فإن هناك مهام ثقيلةً أمام الرئيس القادم.
إجابات كثيرة عن أسئلة تشغل رجل الشارع في هذا الحوار:
في البداية، كنتَ أبرز المشاركين في ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. هل تحقق ما كنت ترجوه من الثورتين حتي الآن؟
كانت يناير نصف ثورة تآمر عليها الجميع، وأول من تآمر عليها طنطاوي وعنان والإخوان وأقطاب النظام السابق.. الثورة كانت مولودًا أراد الجميع وأده، وتكالبت عليها أمريكا، ولذلك بعض الناس لا يريد أن يفهم أن الولايات المتحدة لم تكن تريد ثورة، كانت تريد تغيير مبارك وليس نظامه؛ كانت تريد أن يأتي الإخوان عن طريق انتخابات؛ ومن هنا جاءت الجمعية الوطنية للتغيير التي كانت طلباتها تغيير نظام الانتخاب وتغيير بعض البنود في الدستور ليتمكن آخرون من ترشيح أنفسهم؛ ومن هنا جاءت المقولة التي قالها البرادعي وأوباما: الانتقال السلمي للسلطة. فالولايات المتحدة فوجئت بالثورة والطابور الخامس الأمريكي لم يكن يريد ثورة، ونظام مبارك لم يُرد ثورة، وكذلك المجلس العسكري أيام طنطاوي وعنان، وهو يختلف عن الموجود الآن.. فتكالب الجميع علي الثورة، إضافة إلي أن الشباب الذي قام بها غير مُحنك حيث وقع فريسة لهؤلاء.. والنخب للأسف التفتت إلي مصالحها وبدأت السياسة وتكوين الأحزاب قبل أن تكتمل الثورة، وأذكر أنني دعوت لمؤتمر مصر الأول وحضر 6 آلاف شخص فتركنا حمدين صباحي وعقد صفقة مع الإخوان لانتخابات مجلس الشعب، هذه هي الحقيقة، وذهب أبوالغار وأنشأ حزبًا، وذهب نجيب ساويرس وأنشأ حزبًا.. وكلهم تركوا الثورة لممارسة السياسة قبل أن تكتمل الثورة.
ثورة لم تكتمل
إذا كانت الثورة لم تكتمل.. فهل ننتظر موجة ثالثة لها قريبا؟
بالفعل أعتقد أن الثورة لم تكتمل، فقط مرَّت موجتان منها؛ وليس بالضرورة أن تكون هناك موجةٌ ثالثة فقد تتحقق أهداف الثورة دون هذه الموجة.. وهذا سيتوقف علي ما سيقوم به رئيس مصر القادم، هل سيحقق العدالة الاجتماعية، هل سينحاز للأغلبية الكادحة، هل سيواجه الفساد، هل سيعيد ثروة مصر المنهوبة والتي ما زالت تُنهب إلي الآن.. الإجابة عن هذه الأسئلة هي التي ستحدد هل ستكون هناك موجةٌ ثالثة في مصر أم لا، وهل سيكون هناك استقرار من عدمه.
حمدين صباحي كان أحد رموز ثورة يناير والمشير السيسي دوره بارز في 30 يونيو.. كيف سيختار الشعب بين رمزين لثورتين؟
أنا لا أعتبر أن حمدين كان رمزًا لثورة يناير، الثوار لا يعقدون الصفقات؛ ولا أعتبر أن الثورة حتي الآن لها رموز حقيقية، لأن الثائر لا يلعب سياسة وقت الثورة؛ فمن الممكن أن تعتبر حمدين أحد السياسيين بعد ثورة يناير، لأن ثورة يناير قام بها الشباب والشعب كله نزل الشارع، فأين هي هذه الرموز.. وبعض الرموز التي قامت بنضالٍ كبير ضد النظام الاسبق، نظام مبارك، ومنهم حمدين، فوجئوا بالثورة. فالثورة ثورة شعب.. وقد تضع مع هذا حمدين ليمثل 25 يناير والمشير السيسي ليمثل 30 يونيو وإن كان هذا توصيف غير دقيق.
وفي الحقيقة 30 يونيو كانت ثورة ست ساعات قامت بحماية الجيش والشرطة لم تقدم أي شهيد وليس لها نداءات مثل عيش، حرية عدالة اجتماعية.. إيمانًا من الثوار بأن شعارهم هو نفس شعار ثورة يناير ضمنيًّا.
حمدين حاز عددًا لا بأس به من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الماضية.. وفي الوقت نفسه تؤكد استطلاعات الرأي أن للمشير شعبية كبيرة.. برأيك هل سيحتار رجل الشارع كثيرًا في الاختيار بينهما؟
نضال حمدين واضح منذ كان طالبًا في الجامعة، له نضال سياسي؛ ومع هذا لا نستطيع أن نقول إنه خدم الثورة، فمجرد ارتباطه مع الإخوان في الشهور الأولي للثورة يُفقده صفة الثورية، ولا يفقده الصفة السياسية؛ ونحن نحتاج في الرئيس أن يكون سياسيًا علي كل حال؛ إنما السيسي فقد جاءت شعبيته من عنصرين أساسيين، من خلال عقليتي المتخصصة في التحليل والتنبؤ الهندسي: وقد تنبأت بأهمية هذا الرجل يوم 19 يوليو، كتبت خطابًا للمجلس العسكري والمخابرات العامة بقيادة اللواء مراد موافي وطلبت فيه أن يرجع المجلس العسكري إلي الثكنات، وأكبر الأعضاء سنًّا المشير طنطاوي يقوم بأعباء رئيس الجمهورية، وأصغر الأعضاء سنًّا هو السيسي يكون وزيرًا للدفاع، واتصل بي اللواء العصّار وقال لي: أرجوك إعادة كتابة الخطاب بدون ذكر الأسماء.. وكان هذا يوم 21 يوليو 2011.. إذن فقد لمحت ذكاءً في مقابلتي الوحيدة به إلي جانب عقلٍ مُرتب وتديّن، لذلك اتهموه بالأخونة عندما جاء وزيرًا للدفاع، وعندما جاء مرسي تنبأت بأن السيسي سيكون وزيرًا للدفاع.
ومن أين أتت شعبية السيسي في هذا الوقت القصير؟
هذه الشعبية لم تأت من حكايات أبي زيد الهلالي؛ وإنما جاءت لأن هذا الشعب يحب تراب أرضه جدا والسيسي حافظ علي هذا التراب، خاصة أن مرسي كان سيترك قناة السويس ويفصل حلايب وشلاتين، وكان سيترك 146 كيلو مترا مربعا في سيناء لإخواننا الفلسطينيين، جاء السيسي لحماية تراب مصر؛ ولذلك ستجد أن شعبية المشير السيسي جارفة في الأقاليم أكثر من القاهرة، لأن القاهريين لا يعلمون أهمية «الطين» كما يعلمها الفلاحون والصعايدة، وهولاء هم عصب الشعب الذين أدركوا ما فعله المشير لهذا البلد حين حافظ علي ترابه.. كذلك جاء حب الناس للمشير لأنه رجل أمن، فمن يُحب أن يطمئن علي أبنائه «يتدفأ» في رجلٍ عسكري لأنه قادرٌ علي حمايته.
وجود مرشحيْن فقط في الانتخابات الرئاسية بعد ثورتين.. هل تعتبر أن هذا يحمل دلالة سلبية للمسار الديمقراطي المصري؟
حدث هذا لأن وجود المشير السيسي يُعتبر طبقةً عازلة وحاجبةً لأي مرشح، لأن المرشحين يعلمون شعبيته الكبيرة.. وهذه حقيقة لا يُنكرها أحد؛ قد لا تكون له شعبية عند بعض الشباب، قد لا تكون له شعبية عند الطابور الخامس الأمريكاني، قد لا تكون له شعبية مع بعض نظام الحكم السابق؛ ولكن المعروف الذي لا يختلف عليه أحد أن له أكبر شعبية لم تحدث في مصر منذ أيام عبدالناصر.. اللهم إلاَّ شهرين أو ثلاثة بعد حرب 73 للسادات.
بدون تسامح
ولكن عبدالناصر كان يملك كاريزما أتاحت للناس أن تسامحه علي أخطائه.. هل تعتقد أن الشعب قد يُسامح المشير إذا أخطأ في حاله كونه رئيسًا؟
لا، الناس لن تُسامح، الفترة القادمة لن يكون هناك أي تسامح.. ولكنها قد تتحمل بعض الشيء، فقد تنقطع الكهرباء وينفد السولار والبنزين ولا يغضب الناس الغضب نفسه الذي قاموا به مع الإخوان، لأن الناس هي التي تُريده وهي التي أتت به؛ بعكس مرسي، حيث كان الشعب مُضطرًا، ورأينا من (عصر ليمونة علي نفسه ومن شرب شايًا بالياسمين).. فهذه الشعبية ستكون دفعة قوية لتحمل الناس لبعض الوقت، ولكن ليس كثيرًا.
لماذا تأخر البرنامج الانتخابي للمرشحيْن حتي الآن رغم اقتراب العملية الانتخابية.. وهل تعتقد أن الناس تُعوّل كثيرًا عليها وقد جربت من قبل البرنامج الوهمي مع الرئيس المعزول؟
نحن لا نريد برامج انتخابية مكونة من مئات الأوراق مثلما فعل مرسي وغيره وإنما نريد صفحة واحدة نفهم منها كيف سيحكمنا هذا المرشح أو ذاك؛ وقد رأينا المنافستو البسيط الذي قدمه توني بلير للشعب وكان معظمه صورًا عندما ترشح للمرة الأولي لرئاسة وزراء بريطانيا عام 96 أو 97، وكان عمره 31 عامًا كأصغر رئيس للوزراء هناك منذ سنين طويلة، كانت له أجمل حملة انتخابية، حصدت أكبر النتائج.. وقد أرسلت هذا الكتيب إلي المشير السيسي، وكان الأصل الوحيد الذي أملكه، أرسلته إلي الأمانة العامة للدفاع، وأرجو من خلال هذا الحوار أن يسأل عنه إن لم يكن قد وصل إليه.. الناس لا تريد قراءة كتب عن البرامج، وإنما تريد أن تعلم الاتجاه الاقتصادي والسياسي.. هل سأحافظ علي استقلال القرار السيادي المصري، أم سيأتيني تليفون من الولايات المتحدة مثلما كان يحدث من قبل، هل سأنحاز إلي الأغلبية الكادحة أم ستكون هناك حكومة مثل عاطف عبيد وأحمد نظيف اللذين اهتما بالأغنياء فقط، وقد تتساقط من بين أيديهم بعض فتات الخبز ليأكلها الغلبان.. هل عندما سأهتم بتطوير السكة الحديد، سأعمل علي إنشاء خط جديد بسرعة 300 كيلو متر في الساعة ويكلف مليارات من أجل ركاب الدرجة الأولي، أم سأهتم بالترسو.. هذا ما أريد كشعب أن أعرفه.. وفي الوقت نفسه لا أريد أن أعلم كيف سيفعل المرشح ذلك الآن؟ لأنه لابد له من حكومة تعمل علي ذلك.. نحن لا نريد برنامجا وإنما نريد اتجاهًا.
خوف النظام
لا يكاد يمر يوم دون انفجار هنا أو اغتيال هناك.. إلي متي سيستمر هذا النهج الإخواني العنيف.. ثم ألا تشير هذه الأفعال إلي ضعف الداخلية؟
للأسف عندي فكر شيطاني مضطر إلي قوله: إذا أراد النظام الحاكم أن يقضي علي الإخوان فهو يستطيع ولكنه خائف، فمن يحميه إذا فعل ذلك؟ ولو نزل الضباط إلي الشارع الآن واستخدموا القانون الذي يمكنهم من ضرب الخرطوش علي الأقل في الأرجل، سيذهب المصاب إلي القانون وتأتي النيابة لتسجن الضابط.. وأنا فيللتي حُرقت والشرطة تعلم من أحرقها ولكنهم يرفضون تطبيق طرق قد تؤذيهم؛ فمن كانوا يريدون اعترافه قديما كانوا يضربوه أما الآن فلا يستطيعون، وهذا في الحالات العادية، وبالنسبة للإخوان فالقانون يسمح للشرطة باستخدام الغاز ثم الخرطوش ثم الرصاص، ومع هذا لا يفعل الضابط ذلك، وبالطبع أقصد استخدام القوة مع من يرفعون السلاح ضد الدولة.. أما المظاهرات السلمية فلا يصح استخدام العنف معها، ولذلك نحتاج إلي رئيس قوي يستطيع إنقاذ القانون.
إذا كانت الحكومة خائفة إلي هذا الحد لماذا أخرجت قانونًا لمكافحة الإرهاب وآخر لتنظيم التظاهر إن كانت لا تستطيع تطبيقه؟
لأن الرئيس الحالي مؤقت وكذلك الحكومة؛ فإذا أصبح لدينا رئيس منتخب له شرعية ستصبح الحكومة أيضًا لها شرعية كبيرة، وستختلف الأمور كثيرًا، وما أنا مُقتنع به جدًا هو أن الحكومة الحالية لن تستخدم حقها للخوف، فإذا جاءت حكومة مكلفة ومسئولة لن نجد هؤلاء الإخوان مرة ثانية.
إذن لا مجال في رأيك إلي وجود حل سياسي مع الإخوان أو فرصة لوجود مراجعات كما حدث مع الجماعة الإسلامية؟
الجماعة لها فكر معين.. والسؤال هو هل من الممكن أن يتنازلوا عن هذا الفكر.. فهذه جماعة تم حظرها أيام الملك فاروق ثم عبدالناصر، ثم إن التاريخ لن يغفر للسادات أنه أعاد الإخوان مرة أخري مهما كان ما قدّمه لمصر.
ولكن الإخوان اتفقوا بالفعل مع تنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية والتكفيرية فكيف ستواجه الدولة في هذه المرحلة الدقيقة كل هذه التنظيمات المخربة؟
بالعزل، كل من ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين يتم عزله فورا والتصدي له، دون هوادة.
هل تعتقد أن مواجهة الإرهاب قد تؤثر علي حجم الحريات الموجودة في مصر بعد الثورة؟
قد.. قد.. «ومن أجل الورد ينسقي العُليق» ولذلك لابد أن تكون هناك رقابة شديدة حتي لا نأخذ الصالح بالطالح؛ وإلا ستكون هناك خطورة شديدة علي الحكم إذا حدث هذا، مثلما حدث في 25 يناير حين جمعوا الثوار مع الإخوان من الشوارع، وهذا خطأ جسيم ندفع ثمنه حتي الآن؛ ونظام الحكم الآتي سيدفع ثمن ذلك غاليا إذا أخذ هذا مع ذاك.. وحدث هذا أيضًا في ذكري يناير الماضي في عيد الثورة فلماذا قبضوا علي خالد السيد أو ناجي كامل وأكثر من فتاة من المعادي.. لماذا؟ ماذا فعلوا؟ لماذا قبضوا علي دومة، في الوقت الذي يتظاهر فيه الإخوان يوميا؟ كل هذه الأشياء إذا استمرت ستؤثر علي الحكم القادم، وأنا واحد من الناس سأحارب من أجل الحريات ولن أسكت.. وسيقولون «من أجل الورد ينسقي العليق» و « مجموعة أخطاء في الطريق» ولقد قيل لي نفس هذا الكلام من ضابط كبير، قال: «إحنا أخدنا اللي في سكتنا مكانش عندنا وقت نفرق»، وها قد فات الوقت، وقال بعد ذلك: «مادام قد دخل السجن تأخذ الإجراءات مجراها» وهذا لا يصح.
معضلة تواجه حكوماتنا المتتابعة تُسمي بسد النهضة الإثيوبي هل لديك رؤية لحل مثل هذه المشكلة؟
طبعًا.. إيقاف التمويل، ليس المعلن فقط، وإنما إيقاف التمويل السري وثانيًا هذا عمل المخابرات التي لم تعد تعمل في الخارج واهتمت بالداخل فقط، وأصبح لديها شركة مقاولات وشركة أمن.. والفرسان وغيرها، في الوقت الذي أغلقوا فيه شركة النصر للتصدير والاستيراد التي كانت في كل أفريقيا وأنشأوا شركة وادي النيل والفرسان.. هذه مصيبة وفضيحة.. لقد تركوا الخارج الذي هو عملهم الأساسي واهتموا بنا نحن.. عليهم أن يذهبوا ويؤلبوا المعارضين لنظام الحكم الإثيوبي ويدعموهم وقد كان عبدالناصر من قبل سيتبني الحركات التحريرية، حتي يفوق نظام الحكم هناك.
وإذا تم بالفعل بناء السد، ماذا تقترح أن تفعله الحكومة المصرية تجاه هذه الكارثة؟
تصبح تلك مصيبة علينا وسيكون علي مصر أن تضرب السد قبل أن يتم بناؤه: هذا هو الحل الوحيد.
هل صحيح أنك تقدمت بمشروعات لتدعم المشير السيسي إذا نجح في الانتخابات الرئاسية؟
أنا لم أقابل المشير سوي مرة واحدة في يوليو 2011 وآخر مكالمة معه كانت قبل أن يأتي مرسي بحوالي أربعة اشهر وربما في آخر 2011 أيضًا وكنا في الثالثة فجرًا وأيقظته من النوم لأخبره بمصيبة كانت تحدث وقتها، حيث كانت مجموعة من الناس تقوم بإحراق عدد من المباني.
ليست هندسية
وجود وزير الإسكان السابق د.إبراهيم محلب في رئاسة الوزراء.. هل يعد فاتحة خير لانتهاء المشكلة الإسكانية في مصر؟
المشكلة في مصر ليست مشكلة إسكانية وإنما هي مشكلة دخل؛ فالسكن موجود إذا وجدت الفلوس، وعندي كتاب شرحت فيه ذلك اسمه: «مشكلة الإسكان ليست هندسية، فنحن لا نحتاج إلي مهندسين لحل المشكلة الإسكانية بقدر ما نحتاج إلي أساتذة الاجتماع.
مصر تعتمد الآن بصورة كبيرة علي الدعم الخليجي في تلبية المطالب العاجلة.. كيف تنظر إلي هذا المسلك وبرأيك إلي متي سيستمر؟
لا يمكن أن تتم تنمية بلد بالقروض، فالقروض لإقامة مشروعات لها فرصة معينة للسداد بحد أقصي سبع سنوات، هذا هو طريق التنمية الرئيسي، إقامة مشروع يُنتج ثم يبيع ثم يُسدد القروض.
ما أهم المشروعات القومية التي تعتمد عليها مصر في المرحلة المقبلة؟
مشروع قناة السويس أهم هذه المشروعات وقد تقدمت بدراسة جدوي له؛ أما توشكي فقد دمروها لأن القائمين علي المشروع عجزة، ولذلك تخلصوا من الأرض ببلاش حتي لا يتحملوا مسئولية زراعتها، والمليارات التي تم دفعها في توشكي ستضيع، لأن من يأتي سيزرع البرسيم مثلًا ثم يرسله إلي بلده ثم نعود ونستورده ألبانًا ولحومًا، ونحن أصحاب شقة مفروشة نؤجرها ببلاش، ويجب أن يُحاكم المسئولون عن هذا المشروع، لأنهم بدلاً من الاعتماد علي الأسر وتهجيرها إلي هناك اعتمدوا علي المستثمرين ولا تزال المزادات علي الأراضي قائمة حتي الآن؛ لكن أهم مشروع يجب أن نعتمد عليه في رأيي هو إعادة التوزيع الجغرافي للسكان، ثم يأتي بعد ذلك مشروع قناة السويس والصحراء الغربية والشرقية والمناجم والسكة الحديد وأعمل فيه منذ 2009.
رأينا كيف خرج الإخوان من المعادلة، مع ضعف الأحزاب القديمة، ثم انقسام الجماعات الشبابية علي نفسها ما أهم الفئات التي قد تمثل المعارضة للنظام القادم؟
الشباب، هو الفئة الأهم؛ والمشير رغم شعبيته للأسف لا يعتمد علي الشباب حيث يستعين بالأستاذ هيكل وعمرو موسي وهما الواجهة له مع الاحترام الكامل لهما، أي أنه رجل ينظر إلي الخلف، بالإضافة إلي أن حملته تضم مجموعة من نظام مبارك؛ والشباب لا مكان له، فماذا تنتظر من الشباب؛ أن يصفق له، فالمشير مثلما صنع شعبية كبيرة أيضًا صنع معارضة بهذه الاختيارات.. وأريدك ان تذكر لي اسم واحد من شباب ثورة يناير في حملته الانتخابية.
ولكن شباب تمرد هم من قاموا بجمع توكيلات للسيسي؟
لا أعلم هذا.
السيسي بشرط!
بصراحة.. إلي أيّ المرشحين سيذهب صوتك في الانتخابات الرئاسية؟
إذا المشير السيسي خرج علينا وتبني أهداف الثورة وأقسم أنه سيعمل علي تنفيذها بجدية وبشرف العسكرية وسينحاز إلي الأغلبية الكادحة وسيحافظ علي مواردنا وسيعيدها إلي الشعب، فسأعطيه صوتي.. وإن لم يكن فسأجلس في بيتي.
أليس غريبا ألا يكون لك تطلع سياسي رغم تاريخك السياسي منذ كنت طالبًا في هندسة القاهرة؟
لي تطلعات تنموية فقط؛ ولقد شاركت في أول مظاهرة بالفعل وعمري 14 عامًا ضد الهلالي صاحب شركات سباتس؛ وهتفنا: سباتس خان الشعب؛ ولكني رجل تنموي عالمي أعلم قدري في هذا المجال.
ولماذا لم تفكر في إنشاء حزب سياسي تدعم من خلاله شباب الثورة؟
السياسة لها ناسها؛ والهندسة لا تتماشي مع السياسة؛ ففي الهندسة واحد زائد واحد يساوي اثنين، أما في السياسة فيتوقف ذلك علي أمور عديدة.
هل من الممكن أن تتعاون مع الحكومة في الفترة القادمة إنشاء مشروعات بنائية ضخمة؟
بالطبع سأفعل إذا طُلب إليَّ ذلك.
هل صحيح أنك ساعدت 6 أبريل وغيرها من الحركات وفتحت لهم المقار الخاصة بك.. وهل من الممكن أن تساعدهم مرة أخري؟
بالطبع ساعدتهم كثيرًا.. ولكني لا أظن أنني سأساعدهم في ظل قياداتهم الحالية، أمثال أحمد صلاح وأحمد ماهر لأنها قيادات مُنحرفة؛ أما القواعد الشبابية فإنها من أرقي ما يكون.. وإلي الآن الجبهة التي انشقت عن أحمد ماهر يقيمون مؤتمراتهم في مقاراتي.
برأيك هل سيوجد حزب سياسي واحد يستطيع أن يُشكل الحكومة القادمة؟
أنا ضد أن يشكل البرلمان الحكومة، حتي لا نتخبط بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.. وهذه مأساة الدستور الحالي لأنه لم يشرف عليه متخصصون دستوريون.. أي أنه: سمك.. لبن.. تمر هندي!
الأمل.. روسيا
بعد فشل الرهان الأمريكي علي الإخوان.. كيف سيكون شكل العلاقة مع الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة؟
مصر طوال عمرها لم تنجح في أي مجال اشتركت فيه مع الولايات المتحدة.. مصر حققت أكبر الانتصارات وهي في صداقة مع روسيا؛ لا يوجد مستقبل أو تنمية لمصر وهي في كنف أمريكا؛ والأمل الوحيد هو التعاون المثمر مع روسيا، فقد سلحتنا ودعمتنا في بناء السد العالي ومصانع الحديد والصلب.. وفي المقابل ماذا أخذت: برتقال وكولونيا 3 خمسات وموبيليا دمياط وثلاجات وبوتاجازات من المصانع الحربية، أما الولايات المتحدة فاعطتنا معونة لم نستفد بعشرة في المائة منها والباقي ذهب رشاوي لنظام مبارك وإنشاء الطابور الخامس الذي يُدافع عنهم.. أمريكا: من بعيد لبعيد يا حبيبي باسلّم، فقط.. ثم لماذا لدينا 3 آلاف ديبلوماسي أمريكي في مصر إن لم يكن لأعمال الجاسوسية.. لا مستقبل لمصر مع أمريكا.
كيف تُقيّم الممارسة السياسية لحزب النور خاصة أن هناك من يظن أنه يسعي ليحل مكان الإخوان سياسيًا؟
هذا حزب لابد أن يتم حله، لأنه تكوّن خطأ، والجرم يرجع لطنطاوي لأنه سمح لهم بتكوين أحزاب علي أساس ديني وسنظل نُقاسي لما فعله طنطاوي وعنان في هذا البلد طوال 18 شهرًا بعد الثورة، وأعلم أن المشير السيسي قد يغضب مني لذلك؛ ولكنها الحقيقة.
هل تري أن رد الفعل المصري للدعم القطري للإرهاب مناسب حتي الآن؟
هم ينتظرون فقط حتي وجود رئيس منتخب، فلا نريد أن ننسي أن النظام الحالي مؤقت، ولو كنت مسئولًا لصادرت كل أموالهم في مصر تعويضًا عن التخريب الذي قاموا به في دعمهم للإخوان، وبالتالي هروب السياحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.