أخطأت حكومة المهندس ابراهيم محلب عندما أعلنت عقب اجتماعها الأخير علي لسان متحدثها الرسمي أنه لا زيادة في الأسعار وأن إعادة هيكلة منظومة الدعم مازالت تحت الدراسة ،ثم أصدر رئيس الحكومة قراره بتحريك أسعار الغاز الطبيعي قبل مرور 72 ساعة علي تصريحات متحدثه الرسمي! فقد ضربت الحكومة بالشفافية والمكاشفة عرض الحائط ولم تختلف عن الحكومات السابقة قبل وبعد الثورتين اللتين قام بهما الشعب في أن تفعل ما لا تقوله! ألم يكن من الأفضل أن يصارح رئيس الحكومة الشعب قبل قراره، وكما فعل خلال حواره مع رؤساء مجالس إدارة الصحف القومية أمس الأول وكشف عن أن القرار يستهدف الشرائح الأكثر استهلاكا ولايمس محدودي الدخل،وأن اتخاذه جاء انطلاقا من اتباع سياسة اقتحام المشكلات،بعد أن أصبحت المسكنات لا تجدي نفعا. من المؤكد أن المصارحة كانت ستجعل الحكومة في موقف أفضل كثيرا مما بدت عليه،خاصة أننا جميعا نعي حجم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلد ونكتوي بنارها. الشعب عاني طوال السنوات السابقة من فقدان الثقة في حكوماته والنظام، واستعادة الثقة لن تتحقق بمثل هذه السياسة، وإنما ستفقدها نهائيا! كل من قرأ تصريحات وزير البترول الأخيرة حول عدم زيادة أسعار البنزين والسولار لم يصدق كلمة واحدة مما قالها الوزير، واعتبر كل ما قيل ليس إلا تمهيدا لقرار مفاجئ بزيادة الأسعار! أفضل للحكومة مصارحة الشعب واعتباره شريكا لها لتتمكن من تخطي الأزمات والتحديات التي تواجهها.