في الماضي كان هناك ما يسمي بالتسعيرة الجبرية وهي ملزمة للبائع للبيع بسعر معقول يحقق به هامش ربح بسيط يكفيه وفي نفس الوقت لا يضرب المستهلك - الآن وقد تغيرت الظروف وأصبح لا مكان للتسعيرة الجبرية في أي مكان في العالم ظهرت منذ سنوات ما يسمي بالتسعيرة الاسترشادية وهي تعرف المشتري بالثمن الحقيقي للسلعة حتي لا يتعرض للاستغلال خاصة مع السلع التي يحدث لها باستمرار ارتفاع وانخفاض في الأسعار كالخضر والفاكهة. ولكن يبدو أن هذه التسعيرة الاسترشادية التي تعتبر دليلا للمواطن البسيط حتي لا يقع ضحية لجشع التجار لم يعجب وزير التموين فقرر إلغاءها بحجة أن وضع سعرين للمنتج يخلق سوقا سوداء ويزيد من حالة انفلات الأسعار. ولكن أذكر الوزير بأن السوق السوداء موجودة سواء وضعت أسعار استرشادية ام لا ويمكن علاج هذه السوق بأمور عدة لضبط المهربين وتغليظ العقوبات وعمل أسواق حكومية موازية بل لا أبالغ ان قلت ان الأسعار الاسترشادية كانت ضمن آليات وقف الغلاء وضرب السوق السوداء في مقتل فما الداعي لإلغاء هذه التسعيرة لنترك كل من شاء بيع كيف شاء ولا عزاء للمواطن البسيط إذا ارتفعت سعر سلعة ولم تنزل مرة أخري ليظل نزيف الجيوب متواصلا يدخل في كروش التجار الجشعين. سعيد غباش المرج - القاهرة