د. محمود علم الدين- د. فاروق ابو زيد- د. عادل عبد الغفار الفترة القادمة فترة فارقة في تاريخ مصر وأمام الرئيس القادم تحديات وصعوبات عليه مواجهتها منذ البداية حتي نسير علي خطي واضحة وسليمة وأهم هذه التحديات هي التحديات الاعلامية ودور الرئيس القادم في تأصيل حرية الاعلام في مصر عن طريق تنفيذ المبادئ التي وضعها الدستور في هذا المجال،حيث تحدث الدستور عن التزام الدولة بحماية حق المواطنيين في استخدام وسائل الاتصال بجميع أشكالها، ولا يجوز تعطيلها أو وقفها أو حرمان المواطنين منها، بشكل تعسفي. وفي المادة 51 حرية الصحافة الورقية، والمرئية، والإلكتروني، والمسموعة، مكفولة» وفي- مادة 52يحظر بأي وجه، فرض رقابة علي الصحف، ووسائل الإعلام المصرية، أو مصادراتها، أو وقفها، أو إغلاقها.. وقد أجمع خبراء الاعلام علي ضرورة تطبيق هذه المبادئ وتعديل القوانين و التشريعات بالاضافة لوضع ميثاق شرف اعلامي لتنظيم البيئة الاعلامية ومهنيتها والارتقاء بها بعيدا عن ما هي عليه الان من فوضوية،كما أكدوا في حديثهم للاخبار اهمية الاهتمام بالاعلام الدولي لمخاطبة الرأي العام العالمي فقد حان الوقت لكي تتحدث مصر عن نفسها أمام العالم أجمع ...
ضوابط تشريعية في البداية يتحدث د.عدلي رضا «أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة» عن أهم التحديات الاعلامية التي ستواجه الرئيس القادم والتي حصرها في إعادة تنظيم المؤسسات الاعلامية الحكومية و الخاصة في مصر،موضحا ان هذه المؤسسات تحتاج لضوابط تشريعية جديدة تتعلق بإعطاء الاعلام حرية في التعبير مع الحفاظ علي المهنية،مضيفا ان الاعلام في الفترة الاخيرة انفلت زمامه وأصبحت البيئة الاعلامية الحالية بيئة فوضوية لابد من تحويلها الي بيئة اعلامية مهنية سليمة تحقق مصالح المجتمع وتخدمه وتحقق الصالح الوطني،مشيرا الي ان تهيئة البيئة الاعلامية لممارسة العمل الاعلامي تحد أيضا لابد ان ينظمه ميثاق شرف اعلامي يحظي علي اتفاق اعلامي يتقبله الاعلاميون،بالإضافة الي تفعيل المشاركة وتوسيع قاعدتها في القضايا العامة وايجاد دور للجمهور فمن حقه ان يعبر عن رأيه فيما يعرض عليه بالاعلام،فكيف هو اعلام الشعب ولا يحظي بمشاركة الجمهور !!! كما يتحدث عدلي عن اهمية الاعلام في اعطاء الامل للجمهور في مستقبل افضل وتصحيح ما يقدمه الاعلام الحالي من الصورة السوداء عن المستقبل .. ويستكمل عدلي أهم التحديات التي تواجه الرئيس القادم في مجال الاعلام وهي كيف نقدم أنفسنا للمجتمعات الغربية وتقديم صورة صحيحة للمصري المسلم لهؤلاء المجتمعات الغربية التي لا تعرفنا،مضيفا ان علينا ايجاد لغة خطاب يفهمها الغرب. ويضيف د.عادل عبدالغفار مدير مركز الصفوة للإعلام والرأي العام والمستشار والخبير الإعلامي ان هذه المرحلة تحتاج لاستعدادات تتطلب :التدريب المهني العالي خاصة للاعلاميين المبتدئين،بالإضافة الي آليات الضبط الذاتي للمهنة وأخيرا دور فاعل لنقابات الاعلام،وهذه الخطوات تكفل النجاح الاعلامي للدولة،مشيرا الي ثاني التحديات التي ستواجه رئيس مصر القادم وهي خاصة بالاعلام الخاص وهي تعد منظومة كبيرة تحتاج لعمق النظر بها لتحقيق بنود حرية المسئولية الاعلامية التي تحتاج لمهنية في الاداء الاعلامي واجندة اعلامية تتفق مع أجندة المجتمع...مضيفا ثالث التحديات وهي أن المجلس الاعلي للاعلام في تصريح بالدستور يحظي بالاستقلال الفني والاداري والمالي مما يضمن الحرية المسئولة للاعلام وهو تحد مهم في الفترة القادمة . ميثاق الشرف الاعلامي ويؤكد الاعلامي - حمدي الكنيسي ان قضية حرية الصحافة والاعلام ستظل مطروحة في كل الاوقات والعصور،لانها في أشد الاحتياج لعملية الترشيد ووضع ميثاق شرف يحكم العملية الاعلامية بشكل مهني ووطني والا سيظل هناك تجاوزات و اخطاء،ولذلك سيقع علي عاتق الرئيس المصري القادم مسئولية وطنية كبيرة في هذه المرحلة الدقيقة والظروف غير العادية التي تمر بها البلاد التي سيجد نفسه فيها في مواجهة مشكلات مزمنة وارتباك نتيجة فترة الثورات السابقة، ومعظمها تحديات خاصة بالعمل الاعلامي مضيفا انه علي الرئيس القادم تقديم نفسه من خلال برنامج محدد وواضح يري الواقع الذي نعيشه بعد ثورتين ويفرض علينا ان نرتفع الي مستوي المسئولية الوطنية بعيدا عن الاهواء الشخصية والفئوية والحزبية،فعلي الرئيس القادم ان يصارح الشعب بكل المشكلات والتحديات التي سنواجهها معا لغلق الابواب امام الاعلام الموجه ونبدأ بممارسة المهنية داخل العمل الاعلامي ،مشيرا الي اهمية وجود ميثاق شرف اعلامي ومجلس وطني للاعلام،ويتحدث حمدي من جهة أخري عن ضرورة الاستقلال الوطني للاعلام الرسمي والصحف القومية ليكون الولاء المطلق للشعب وليس للنظام الحاكم،مؤكدا ان هذه الخطوات اذا التزم بها الرئيس القادم لمصر سيثبت بذلك انه جاء لمصلحة الشعب والدولة ولتحقيق مصالح وطنية وليست شخصية،خاصة ان الدستور يتيح له هذا الموقف الوطني الموضوعي البناء،فتنفيذ المواد الخاصة بحرية الاعلام والصحافة وتداول المعلومات هي من تضمن مهنية الاعلام وتجعل الرئيس القادم قادرا علي مواجهة تحديات الاعلام في الفترة المقبلة.. كما يتحدث د.محمود علم الدين «أستاذ الصحافة بإعلام القاهرة-ووكيل الكلية للدراسات العليا-» أن ما يواجه الرئيس القادم لمصر ليست تحديات بقدر ما هي خطوات مقترحة لابد من اتخاذها وتتحدد في تعديلات لابد ان تتم علي البيئة التشريعية الحاكمة للاعلام المصري،فينبغي وضع قوانين جديدة للصحافة ونقابة الصحافيين والبث الاذاعي والتليفزيوني بالاضافة لوضع ميثاق شرف اعلامي بجانب المجلس الوطني للاعلام ويكون مسئولا ومنظما ومراقبا للعمل الاعلامي وكذلك الهيئة القومية للصحافة،مضيفا ان الامر يتطلب اعادة هيكلة الاعلام ومؤسساته،مؤكدا ان المبادئ التي وضعها الدستور تهيئ المناخ لاتخاذ هذه الخطوات وما يتبعها من تحقيق لحرية الرأي والتعبير وحرية تداول المعلومات. نقابة للاعلاميين ويقول د.فاروق ابو زيد نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وعميد كلية الاعلام بالجامعة- أن رئيس مصر القادم ما عليه الا الالتزام بالدستور ومواده وعليه ان يؤمن ايضا بالديموقراطية حتي يتجنب أي صعوبات وتحديات،فعليه أولا اعلان موقفه من الصحف القومية واتحاد الاذاعة والتليفزيون علي اعتبار انها مملوكة للدولة،فعليه ان يعلن استقلاليتها عن الدولة وان كان مسموحا بملكية جزء منها الا انها لابد ان تعمل مستقلة بمنأي عن سياسة الدولة،