توالت علي الاخوان الاخبار السيئة علي مدي الاسبوع الماضي، ابتداء من خبر اصدار الحكومة قرارها بتنفيذ الحكم القضائي الذي يجرم وجود جماعتهم بوصفها ارهابية، ومرورا بخبر عدم طلب السيدة آشتون مسئولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي مقابلة اي قيادي منهم لاول مرة منذ عدة سنوات مضت وانتهاء برفض محكمة الاستئناف طلباتهم برد القضاة الذين يحاكمونهم في قضيتي التخابر والهروب من وادي النطرون، ما يعني ان المحاكمة سوف تمضي بلا تعطيل.. ولابد وان كل هذه الاخبار السيئة جعلت الاخوان يشعرون ان الحصار الذي يتعرضون له داخليا وخارجيا صار محكما، خاصة وان بريطانيا اضطرت بدورها مراجعة موقف الاخوان، وان نهايتهم تقترب، فهم اشبه بالفأر في المصيدة. ولذلك لنا ان نتوقع ان يصبح الاخوان اكثر حدة واكثر عنفا في المرحلة القادمة، خاصة وان عدوهم الاول والاكبر يقترب من دخول مقر الرئاسة، والاهم سوف يصير لنا في مصر رئيسا منتخبا جديدا غير محمد مرسي الذي اطاح به الشعب في 30 يونيو، وبذلك لن يكون في مقدورهم التمسح بصندوق الانتخابات مثلما استثمروا ذلك طوال الوقت. لكن لنا في ذات الوقت ان نتوقع ان تشعر اعداء من جماعة الاخوان باليأس في امكانية تغيير الواقع السياسي الجديد الذي يرفضهم ويلفظهم فيه عموم الشعب وذلك سوف يضيف من ضعف هذه الجماعة التي قاومت عقودا عديدة ما تعرضت له من ملاحقات ومطاردات أمنية، بل والحل مرتين، خاصة وان الامر تجاوز الان المطاردة الامنية ليتحول الي مطاردة شعبية، فضلا عن ان الدول التي احتضنتهم من قبل في الخليج صارت تتعامل معهم كأعداء. ويعني ذلك اننا سوف نتخلص من شرور هذه الجماعة قريبا لانها مازالت حتي الان تملك من الاعضاء والاموال والقدرات التنظيمية ما يكفي لايذائنا، كما انها ما زالت تجد دعما ومساندة اقليمية «تركية وقطرية» وعالميا وتحديدا من امريكا وبعض الدول الاوروبية.. ويضاف الي ذلك ان اليأس غالبا يدفع اصحابه الي التخلي عن العقل والتصرف بجنون بطريقة يا طابت او اصاب العمي العينين، لان البائس ليس لديه ما يخشي خسارته. وهذا يعني ان حربنا مع الارهاب لن تنته بانتهاء الانتخابات الرئاسية، بل انها ستدخل مرحلة جديدة لان الاخوان سيعملون طوال الوقت علي افشاله من خلال ما يمارسونه من عنف وارهاب.. لذلك لا مجال للاسترخاء في وقت الحرب. نحن نحتاج لأكبر تعبئة سياسية ولأقصي قدر من التماسك المجتمعي في هذه الحرب التي ندافع فيها عن استقلالنا الوطني وكيان دولتنا الوطنية في مواجهة جماعة لا تعترف بهذه الدولة وظلت طوال عمرها تسعي لاقامة ما تسميه الخلافة الاسلامية، وتتحالف الآن مع العديد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية وعلي رأسها أخطر تنظيم إرهابي في العالم وهو تنظيم القاعدة. ولذلك يجب ان نتصدي بحزم لكل من يحاول ان يخرب جبهتنا ووحدتنا، ولكل من يحاول ان ينال من جيشنا تحت دعاوي ايدلوجية زائفة. كما يجب أن يكون المعيار الوطني وحده هو معيار الفرز الوحيد بين من ينخرط في هذه الحرب دفاعا عن دولته الوطنية واستقلالنا الوطني وبين من ينحاز سواء بالغفلة والجهل أو التعمد لمن يحاربوننا. لا مجال للحدث عن مصالحات سياسية مع الإرهابيين ومن تلوثت أيديهم بالدماء ومن يساعدونهم ويقدمون لهم خدمات لوجستية .. أما بعد ذلك فإن الوطن للجميع بلا استثناء مادام يؤمن به ولا يطعنه في الخلف.